بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أردتُ ان اشكر الله على نعمهِ فعجزت عن حصرها وتذكرت قول المنعم جل في عُلاه [ وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَةَ اللّهِ لاَ تُحۡصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ](النحل18) فإنتبهت ان شكر نعم الرزاق نعمة بذاتها فكل ما يصيبنا من خير هو نعمة واذا اصبنا سوء و دعونا الله ان يرفعها فهذه نعمة ان ذكرنا فاذا رفعها حمدناه وشكرنا فأصبنا الأجر فهذه نعمة الصبر واذا احتسبنا وصبرنا فبنعمة الصبر .
واذا ما قمت الى الصلاة عابداً لله في ما أمر تذكرت قول العزيز الجليل[إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعۡبُدۡنِى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكۡرِى ](طه14) فشكرته على نعمة الذكرى ونعمة التفضل علي انه جعلني من المصلين و تذكرت رحمته في نعمة الوضوء [وَهُوَالَّذِى أَرۡسَلَ الرِّيَاحَ بُشۡرًا بَيۡنَ يَدَىۡ رَحۡمَتِهِ وَأَنزَلۡنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً طَهُورًا ](الفرقان 48)
جزء بسيط من نعم الله في فريضة الصلاة فلو كنت اريد ان اعدها جميعها بالتأكيد عجزت لانه في حقيقة الامر العبادة خضوع للنفس وإخضاعها لله الغني عني وعن عبادتي اذا الامر في واقعه انا المحتاج للصلاة وليس الله و يتوجب علي ان اطلبها من الله ان يرزقني كل صلاة في حينها وأرجوه ان يقبلها فاذا قبلها مني فهو المنعم واذا ردها علي فهو العادل في حكمه
وأذا نويت الصيام سألته القوة على تحمل الحر وسألته الصبر على ترك الشهوات المباحات وسألته صرف نظري ونفسي عن المحرمات وسألته رزق الافطار منه ما لذ وطاب أذن تطلب من نعِم الله وفضله لكي تقوم بعبادته وشكره اذا شكر نعم الصيام نعمة بذاتها وصيامك فضل من الله عليك
وهكذا الحال في جميع امور الحياة العبادية والعملية كل ما يحيطك من فظل هو من نعم الله عليك هل جربت مرة ان تحصي نعم الله الظاهرة فقط للعيان والتي تلمسها وتحس بها ولا تفكر في ما لاتراه عينك لانك سوف تقضي العمر كله ولا تستطيع ان تعدها او تحصيها انطلاقا من قوله تعالى [لاَتُحۡصُوهَا] نعم لاتحصوها
فكيف يجحد وجودك الجاحد وكيف يطلب بالتكريم العابد
في بعض الأحيان يصادفني تسأل من شخص ما عن عباد الله من غير اهل التوحيد حين يكون عادلين في حكمهم او منصفين او اطباء يقومون بتطبيب مرضى المسلمين فما هو اجرهم عند الله وكيف سيعاقبهم بعد كل هذا الإحسان فهل من العدل هذا فأرد السؤال بسؤال لو ان اي شخص في الكون مهما انفق وقدم من إحسان في حياته هل يعادل بصره او ما هو اقل منه اذا حرم منه بالتأكيد لا فقد انعم الله عليك ورد لك جميلك وحسانك قبل ان تفكر ان تحسن او ان تقوم بعمل خير فأجرك قد استلمته مقدماً فلا تطالب من الله الا العطف والاحسان والكرم فأنت في حقيقة الامر متفضل عليك ولا فضل لك على الله
والله أعلم واكرم
والحمد لله رب العالمين