ما هو الإلاه هل هو بشر مثلهم لكي يتساوى معهم ؟ أو هو المعبود الذي له الخضوع ، وهو المتكبر المتعالي عن مجالسة الماديين والتكلم معهم إلا لبعضهم من وراء حجاب .
وفي الوقت ذاته هو رحمان رحيم ولا يظلم أحداً ، وقد كتب على نفسه الرحمة ، كما أنه لا يحب الظالمين ولهذا يضلهم وتوعدهم بأن يملأ جهنم من الظالمين من الجنة والناس أجمعين .
فإن الله تعالى متكبر ومن حقه وحده التكبر، وأما الآخرين فلا حق لهم في التكبر ، لأنّ الإلاه واحد متفرد بالألوهية ولا ينازعه فيها أحد ، {ومن يقل منهم إني إلاه من دونه فذلك نجزيه جهنم}
فإن الله سبحانه وتعالى ليس في حكمه ظلم ، بل هو لا يحب الظلم ولا يحب الظالمين ، ولهذا لا يهديهم فيأتوا إلى الآخرة كافرين مشركين ظالمين مستحقين للعقوبة ، نرجو من الله العفو والمغفرة .
وقد وعد بأنه لن يجعل المسلمين لأمره كالمجرمين في الجزاء فيتساوى المسيء مع المحسن والظالم مع المظلوم .
{ربّنا لا تُزِغْ قلوبَنا بعدَ إذْ هَدَيتَنا وهَبْ لنا مِن لَدُنْكَ رحمةً ، إنّكَ أنتَ الوهّاب .}