بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الإنسان من طين من نطفة في قرار مكين
لا عجب أذا صور لنا بعض أهل اللحاد صور لنا في نهايات القرن الثامن عشر (1857) تقريباً . على انه الإنسان أصلهُ قرد ولكن قد تطور فاصبح أنسان على هذه الحالة أو الهيئة أو هكذا قد قالوا فهم غير مدركين لحقيقة الأشياء او لا يريدون أن يعترفون تكبراً وغروراً من عند انفسهم ولكن ليس هذا ما أريد الحديث عنه ولكن حين تجد احد كبار علماء التفسير يعكس النظرية ويقول ان القرد اصله إنسان فهنا تكون الطامة . وقبل دارون بقرون عدة والناس تقرأ وهي ساكتة فهنا العجب .
وقد يقول إنسان اين هذا الكلام موجود ؟؟؟
والجواب الكلام موجود في تفسير أبن كثير في تفسير الآية [فَلَمَّا عَتَوۡا۟ عَن مَّا نُهُوا۟ عَنۡهُ قُلۡنَا لَهُمۡ كُونُوا۟ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ](الأعراف166)ويقول أبن كثير في تفسيرها { قال:تعرف أيلة قلت:نعم. قال:فإنه كان بها حي من يهود سيقت الحيتان إليهم يوم السبت، ثم غاصت لا يقدرون عليها حتى يغوصوا بعد كد ومؤنة شديدة، كانت تأتيهم يوم السبت شرعا بيضًا سمانًا كأنها الماخض، تتبطح ظهورها لبطونها بأفنيتهم. فكانوا كذلك برهة من الدهر، ثم إن الشيطان أوحى إليهم فقال:إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت، فخذوها فيه، وكلوها في غيره من الأيام. فقالت ذلك طائفة منهم، وقالت طائفة:بل نهيتم عن أكلها وأخذها وصيدها يوم السبت. فكانوا كذلك، حتى جاءت الجمعة المقبلة، فغدت طائفة بأنفسها وأبنائها ونسائها، واعتزلت طائفة ذات اليمين، وتنحت واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت. وقال الأيمنون:ويلكم، الله، الله ننهاكم أن تتعرضوا لعقوبة الله. وقال الأيسرون: ( لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ) ؟ قال الأيمنون: ( مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) إن ينتهوا فهو أحب إلينا ألا يصابوا ولا يهلكوا، وإن لم ينتهوا فمعذرة إلى ربكم. فمضوا على الخطيئة، وقال الأيمنون:فقد فعلتم، يا أعداء الله. والله لا نبايتكم الليلة في مدينتكم، والله ما نراكم تصبحون حتى يصبحكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب. فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا، فلم يجابوا، فوضعوا سلما، وأعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال:أي عباد الله، قردة والله تعاوي لها أذناب. قال:ففتحوا فدخلوا عليهم، فعرفت القرود أنسابها من الإنس، ولا تعرف الإنس أنسابها من القردة، فجعلت القرود يأتيها نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي، فتقول:ألم ننهكم عن كذا؟ فتقول برأسها، أي نعم. ثم قرأ ابن عباس: ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ) قال:فأرى الذين نهوا قد نجوا، ولا أرى الآخرين ذكروا، ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها؟. قال:قلت:جعلني الله فداك، ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه، وخالفوهم وقالوا: ( لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ ) ؟ قال:فأمر لي فكسيت ثوبين غليظين
وكذا روى مجاهد، عنه.} وهذا ولمن أراد التأكد عليهِ الرجوُع ألى التفسير وأنا هنا لا أريد ان انتقص من قدر المفسر أعوذ لله فمهما يكون هو من أهل العلم المتقدمين ولكني أريد أن أقول ان هناك من الأقوال و العلوم ما يجب أما تلغى او تصحح او ينظر في أمرها قد تكون مدسوسه من قبل أعداء الإسلام أولاً للطعن بالدين الإسلامي ثانياً لكي يصغر من حجم العلماء وشأنهم في هكذا مقولات او كلام او نظريات ( هذا رأي شخصي ليس ألا )
وألان ماذا قل مفسر القرآن والكتب السماوية محمد علي حسن الحلي في تفسير هذه الآية والتي سبقتها في كتابهِ تفسير المتشابه من القرآن ؟؟ قال رحمه الله {
163 – (واَسْأَلْهُمْ) أي واسأل اليهود يا محمّد سؤال توبيخ (عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) أي على شاطئ البحر وهي قرية إيلة (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) أي يسرعون في صيد الأسماك يوم السبت وكان محرّماً عليهم الصيد فيه (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً) أي طافية فوق الماء كشراع السفن (وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ) وذلك لنختبرهم هل يصيدون السمك أم يمتثلون أوامر ربّهم (كَذَلِكَ نَبْلُوهُم) أي نختبرهم بهذا (بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) .
164 – ولَمّا صادوا السمك افترقوا ثلاث فرق ، فرقة صادوا وفرقة نهَوهم عن ذلك وفرقة سكتوا ولم يصيدوا (وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ) أي فرقة منهم ، وهم الذين سكتوا ولم يصيدوا قالوا للذين نهَوا عن الصيد (لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ) يعنون من صاد السمك (أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) أي مهلكهم بالطاعون أو معذّبهم في الآخرة إن لم يهلكوا بالطاعون (قَالُواْ) أي قالت الفرقة الناهية (مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ) يعني نهَيناهم عن ذلك ليكون لنا عذرٌ عند ربّكم إذا سألنا عن ذلك يوم القيامة فنقول نهَيناهم فلم ينتهوا (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) يعني ولعلّ الصيّادين يتّقون عقاب الله فينتهون عن صيد السمك يوم السبت إذا نهَيناهم .
165 – (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ) يعني فلَمّا استمرّوا على ذلك حتّى نسوا ما ذُكِّروا به من النهي عن الصيد في أيّام السبت ، سلّطنا عليهم أعداءهم فقهروهم وقتلوهم وأسروهم و (أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ) أنفسهم ، يعني الذين صادوا (بِعَذَابٍ بَئِيسٍ) أي شديد بأيدي أعدائهم (بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) بين قومهم .
166 – (فَلَمَّا عَتَوْاْ) أي فلمّا ازدادوا في عصيانهم (عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ) من الصيد والبيع والشراء في أيام السبت (قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) أي مطرودين حقيرين كالقردة . وهذه كناية عن إذلالهم وتحقيرهم وليس معناه مُسِخوا قردة . فكلّ جملة تأتي في القرآن بهذه العبارة هي كناية عن إذلالهم ، وهي (كُونُواْ) ونظيرها قوله تعالى في سورة البقرة {فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} فكلمة {مُوتُواْ} كناية عن ذلّهم ، {ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} يعني أعزّهم . وقد سبق تفسير مثل هذه الآية في سورة البقرة وهي قوله تعالى {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} .
وألان اترك القارئ يختار بين التفسيرين من هو اصح وارجح واقرب للعقل والمنطق لكن ارجوا منه ان ينظر ببصيرة ودون تعصب او تحزب او غيرها من مؤثرات نفسية قد تطغى عليه وتمنعه الرؤيا الصادقة
هذا والله اعلم واكرم
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم