تفسير الآية الكريمة : ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ ) أي من عِظةٍ وتذكير ، ويقصد بذلك القرآن (مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) لا يلتفتون إليهِ ولا يتّعِظون بهِ .
هناك اعتقاد سائد عند بعض الفرق الإسلاميّة من أنّ القرآن مكتوب مسبقاً كلّه في اللّوح المحفوظ وينزل منه سور أو آيات في أوقات معيّنة كالحرب أو غير ذلك ، وأنا أقول ليس هذا بصحيح بل هي آيات وسوَر تنزل في وقتها على النبيّ ثمّ تُكتَب في اللّوح المحفوظ حتّى صار كلّ القرآن مكتوباً في اللّوح المحفوظ في السماء عند انتهاء نزول القرآن ، وإنّ جميع أحكامه سارية المفعول لا تتغيّر أحكامه إلى يوم القيامة .
وقد قال الله تعالى (مُّحْدَثٍ) ولم يقل أزلي ، والمحدَث معناه الجديد ، والشاهد على ذلك قولُ حسّان بن ثابت الأنصاري يمدح النبيّ والأنصار :
من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :
سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُم غَيْرُ مُحْدَثَةٍ إنَّ الخَلائِقَ فَاعْلَمْ شَرُّها البِدَعُ
وقال الأعشى :
أَرَاكَ كَبِرتَ وَاسْتَحْدَثْتَ خُلْقاً ووَدّعْتَ الكَواعِبَ والْمُدَامَا
فقول الشاعر " وَاسْتَحْدَثْتَ خُلْقاً " يعني أتيتَ بعادةٍ جديدة غير عادتك القديمة . وقال الفرزدق:
أَنَا الحامِي الْمُضَمَّنُ كُلَّ أَمْرٍ جَنَوْهُ مِنَ الحَدِيثِ مَعَ القَدِيمِ
تفسير الآية التالية : الآية رقم 3 من سورة الأنبياء الصفحة الرئيسة
تفسير الآية السابقة: الآية رقم 1 من سورة الأنبياء
كتاب الكون والقرآن
..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة
كتاب المتشابه من القرآن
تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام
كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل:
التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت:
وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين.
كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح:
رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية
كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن:
يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم