كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
41 - (أَوَلَمْ يَرَوْا ) هؤلاء المشركون المعاندون (أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ ) بالخراب والعذاب وبذلك (نَنقُصُهَا) أي ننقصُ حجم الأرض بالتقطيع وننقصُ أهلها بالموت والطاعون . وقد قطّعها سُبحانهُ في الماضي إلى تِسع قِطع بعد ما كانت أرضاً واحدة فصارت تلك القِطع كواكب سيّارة ، وبذلك تجزّءت ونقص حجمها ، وذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء {أَوَلَمْ يَرَ الّذينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا } ، يعني الكواكب السيّارة مع الأرض كانت أرضاً واحدة فشقّقها وجعلها قِطعاً كثيرة . ولَمّا كانت تلك القِطع غير كرويّة في بادئ الأمر بل لها أطراف وزوائد إنفصلت أطرافها منها بسبب دورانها حول نفسها وحول الشمس أيضاً فصارت تلك الأطراف أقماراً تنيرُ لها ، وذلك معنى قوله تعالى (مِنْ أَطْرَافِهَا ) وبذلك نقصت أحجامها أيضاً .
ثالثاً : إنّ الغازات والمواد المنصهرة التي تخرج من البراكين تُسبّب فراغاً في جوف الأرض وبذلك يتقلّص وجه الأرض شيئاً فشيئاً وتتكسّر قِشرتها الباردة ، وبذلك تتكوّن الجبال السلسليّة المستَطيلة ويصغر وجه الأرض . وأخيراً تتقطّع الأرض إلى قِطع صغيرة وتنتثر في الفضاء ، وذلك قوله تعالى في سورة الحاقّة {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } ، أي فتهدّمتا دفعةً واحدة . وهذا الحادث الأخير يكون يوم القيامة . والمعنى : من قدرَ أن يُمزّق الأرض على سِعتها ويُقطّعها إلى قِطَع صغيرة ، أليسَ هو على إهلاك المشركين وتمزيق أجسامهم أقدر؟ (وَاللّهُ يَحْكُمُ ) على المشركين بالسجن المؤبّد في جهنّم (لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ) أي لا رادّ لقضائِهِ ولا دافعَ لعذابهِ (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) أي سريع العقاب .
42 - (وَقَدْ مَكَرَ الّذينَ مِن قَبْلِهِمْ ) مثل مكرهم بالرُسُل وبالمؤمنين وآذَوهم (فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ) أي فللهِ إبطال مكرهم جميعاً . ونظيرها في سورة إبراهيم قوله تعالى {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ } يعني وعند الله إبطال مكرهم ، لأنّه (يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ) من إثمٍ ومكرٍ فيُخبر به رُسُلهُ وأنبياءهُ ليأخذوا الحذر من الكافرين (وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ) الحسنة فحينئذٍ يندمون .
43 - (وَيَقُولُ الّذينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ) من الله (قُلْ) لهم يا محمّد (كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) أي تكفيني شهادةُ الله لي بأني مُرسل من عندهِ ، وشهادتهُ في القرآن وهو كلام الله (وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) فهو يشهد لي أيضاً بأنّي مُرسَل من الله . والكتاب يريد به الكتب السماويّة كالتوراة والزبور والإنجيل والقرآن ، والمعنى : ومَن عندهُ عِلم الكتب السماويّة وتفسيرها فهو يشهدُ لي ، وهو المهدي الذي يهدي الناس إلى طريق الحقّ . والحمد لله الذي أعطاني عِلم الكتاب وهداني إلى طريق الصواب إنّه هو الكريم الوهّاب .
تمّ بعون الله تفسير سورة الرعد ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
![]() |
![]() |
![]() |
||
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |