كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
62 - (فَكَيْفَ) كان حالهم (إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ ) يعني حين أصابتهم مصيبة بقتل صاحبهم (بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) من نفاق وإغراء إذ قالوا لصاحبهم تحاكم عند كعب بن الأشرف (ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا ) أي ما أردنا بالمحاكمة إلى غيرك (إِلاَّ إِحْسَانًا ) إلى الخصم (وَتَوْفِيقًا) إلى الصلح بين الخصمين .
63 - (أُولَـئِكَ الّذينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ) من النفاق (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ) أي لا تعاقبهم (وَعِظْهُمْ) بلسانك (وَقُل لَّهُمْ فِي ) إصلاح (أَنفُسِهِمْ) وترك نفاقهم (قَوْلاً بَلِيغًا ) أي مؤثّراً فيهم .
64 - (وَمَا أَرْسَلْنَا ) قبلك (مِن رَّسُولٍ ) إلى قومه (إِلاَّ لِيُطَاعَ ) بما يأمرهم بهِ ونهاهم عنه وذلك (بِإِذْنِ اللّهِ ) يعني الله أذنَ لكم أن تُطيعوهُ وأن تسمعوا لقولهِ ولا تخالفوا أمره (وَلَوْ أَنَّهُمْ ) أي المنافقون (إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ) بالنفاق والتحاكم إلى الطاغوت كعب بن الأشرف (جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا ) للتائبين (رَّحِيمًا) بالنادمين .
65 - (فَلاَ) تقديرهُ فلا إيمان في قلوبهم سِوى القول بالسنتهم آمنّا ، ثمّ أقسم الله تعالى فقال (وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ ) يا محمّد (فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) أي حتّى يجعلوك حكَماً فيما وقع بينهم من الخصومة والجدال فحينئذٍ تعلم أنّهم آمنوا بك (ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا ) أي ضيقاً وكراهةً (مِّمَّا قَضَيْتَ ) به ، أي مِمّا حكمتَ بهِ (وَيُسَلِّمُواْ) لأمرك (تَسْلِيمًا) مُطلقاً فلا يعترضون عليك فحينئذٍ تعلم أنّهم آمَنوا إيماناً صادقاً أمّا اليوم فليسوا بمؤمنين .
66 - (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ ) أي على هؤلاء المنافقين (أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم ) كما كتبنا على بني إسرائيل فقتلوا أنفسهم بعد عبادتهم العجل وخرجوا من ديارهم من مصر مع موسى ، فلو أمرنا هؤلاء المنافقين بذلك (مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ) وهم الّذينَ سيتوبون في المستقبل ويُصلحون أعمالهم (وَلَوْ أَنَّهُمْ ) أي المنافقين (فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ ) من إطاعة الرسول والاستغفار لذنوبهم ، وذلك من قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ } ، (لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ) من بقائهم على النفاق (وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ) لقلوبهم على الإيمان .
67 - (وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم ) يعني لو فعلوا ذلك لأعطيناهم (مِّن لَّدُنَّـا ) أي من عندنا (أَجْراً عَظِيمًا ) في الآخرة .
68 - (وَلَهَدَيْنَاهُمْ ) يوم القيامة (صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) يوصلهم إلى الجنّة .
69 - (وَمَن يُطِعِ اللّهَ ) في أوامره (وَالرَّسُولَ) في إرشاداتهِ وتعاليمهِ (فَأُوْلَـئِكَ) المطيعون نجعلهم (مَعَ الّذينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم ) بدخول الجنّة (مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ) وهم الّذينَ صدّقوا رُسُل الله وآمنوا بهم (وَالشُّهَدَاء) الّذينَ قُتِلوا في سبيل الله (وَالصَّالِحِينَ) الّذينَ صلحت أعمالهم وسرائرهم (وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا ) معناهُ : من يكون هؤلاء رفقاء لهُ فأحسِن بهم من رفيق .
70 - (ذَلِكَ) إشارة إلى دخولهم الجنّة ورفقتهم للنبيّين (الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ ) عليهم (وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا ) بالمطيعين والعاصين .
71 - (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُواْ خُذُواْ ) آلات (حِذْرَكُمْ) وهي الدروع والخِوذ والجُنن (فَانفِرُواْ) إلى قتال عدوّكم ، أي اُخرجوا (ثُبَاتٍ) أي جماعات مُتفرّقة ، يعني سريّة بعد سريّة (أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا ) يعني أو مجتمعين إن قضت الحاجة لذلك .
72 - (وَإِنَّ مِنكُمْ ) أي من المسلمين (لَمَنْ) تدعوهم إلى قتال العدو (لَّيُبَطِّئَنَّ) أي يتباطأ عن الخروج لإسباب تافهة (فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ ) من قتل أو جراح (قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا ) أي لم أكن حاضراً معهم في القتال فيُصيبني ما أصابهم .
73 - (وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله ) بنصرٍ على الأعداء وغنيمة من أموالهم (لَيَقُولَنَّ) يا ليتني كنتُ معهم في القتال فأفوز بالغنائم فوزاً عظيماً (كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ ) وصِلةٌ وكأن لم تدعوهُ إلى الخروج معكم فيقول (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ) .
74 - (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذينَ يَشْرُونَ ) أي يستبدلون (الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ ) الأعداء فينتصر عليهم (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ ) في الآخرة (أَجْرًا عَظِيمًا ) .
75 - (وَمَا لَكُمْ ) أيّها المسلمون (لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) يعني أيُّ عُذرٍ لكم في ترك القتال (وَ) في مكّة (الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ ) ينتظرونكم ويستصرخونكم لتنقذوهم من أيدي المشركين (الّذينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ ) أي من عندك (وَلِيًّا) يتولّى أمرنا ويُخلّصنا من أيدي المشركين (وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ) ينصرنا عليهم .
76 - (الّذينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) أمّا المنافقون فيقاتلون في سبيل الغنيمة (وَالّذينَ كَفَرُواْ ) من قريش (يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ) يعني في سبيل الطاغية وهو أبو سفيان (فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ ) يعني أتباع أبي سفيان ومن يواليه (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ ) نحو المؤمنين (كَانَ ضَعِيفًا) لأنّ الله خاذله وفاشي سرّهِ للمؤمنين وناصرهم عليه وعلى أتباعِه .
------------------------------------![]() |
![]() |
![]() |
||
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |