كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
6 - (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ) يعني حين قيامكم للصلاة (فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ ) بالماء (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ ) في مُقدّمة الرأس فوق اليافوخ (وَ) اغسلوا (أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ) ، والدليل على أنّ المراد الغَسل للرجلَين لا المسح هو التحديد بقوله تعالى (إِلَى الْكَعْبَينِ ) ، كما جاءَ في تحديد اليدين إلى المرافق ، أمّا المسح لم يـأتِ فيه تحديد . ويُباح المسح إن كانت الأرجل طاهرة من النجاسات والأوساخ وذلك في الشتاء خوفاً من البرد أو كان الماء قليلاً لا يكفي لغسل الرجلَينِ (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ ) بالماء (وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ ) مكان (الْغَائِطِ) أي من الخلاء ، يعني إذا تغوّط ، وقد سبق شرح كلمة "الغائط" في سورة النساء في آية 43 ، (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء ) أي جامعتم النساء ولكن بدون إنزال ، أيضاً يجب عليكم الغسل (فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً ) للوضوء أو للغُسل (فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا ) أي اُقصدوا مُرتَفعاً من الأرض طاهراً من النجاسات والأوساخ ، ومن ذلك قول الأعشى :
يَمّمْتُ خَيْرَ فَتًى في النّاسِ كُلِّهِمُ الشّاهِديِنَ بِهِ أعْنِي وَمَنْ غَابَا
فقول الشاعر "يمّمت" يعني قصدتُ (فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ) أي من تراب ذلك الصعيد (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ) فيما يأمركم به من الغُسل في الجنابة والوضوء قبل الصلاة (وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ ) من الأوساخ والأقذار (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ) بالصحّة والعافية (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الله على ما أنعمَ بهِ عليكم .
7 - (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ) إذ هداكم للإسلام فأسلمتم وآمنتم (وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ ) رسولهُ ليلة العقبة وفي بيعة الرضوان وعند مُبايعة الرسول ، إذ كان من أسلم يبايعهُ على السمعِ والطاعة في العُسر واليُسر (إِذْ قُلْتُمْ ) للنبيّ (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) فيما أمرتنا بهِ ونهيتنا عنهُ (وَاتَّقُواْ اللّهَ ) في نقض الميثاق ونسيان النعمة (إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) لا يَخفَى عليه شيء من أسراركم ولا يفوتُه شيء من إعلانكم .
8 - (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ ) الناس (لِلّهِ) يعني كونوا مُعلّمين الناس القيام بدين الله والعمل بطاعتهِ والتمسّك بشريعتهِ (شُهَدَاء بِالْقِسْطِ ) أي بالعدل (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ ) يعني ولا يحملنّكم على الإجرام (شَنَآنُ قَوْمٍ ) أي بُغضُ قومٍ (عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ) في الحُكم بين المتخاصمين ، يعني إذا حكمتم بين خصمَين وكان أحدهما يُبغضكم أو تُبغضونهُ فتحكمون لخصمهِ باطلاً وبذلك تحملون إثم الحكم وجريمته (اعْدِلُواْ) بين الخصمَين وإن كان أحدهما عدوّاً لكم أو عدوّاً لصديقكم وقريبكم ، فالعدلُ (هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) يعني العدل في الحكم أقربُ لتجنّب البغضاء فيما بين الخصمَين (وَاتَّقُواْ اللّهَ ) في أخذ الرشوة في الحكم (إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) فيجازيكم على أعمالكم .
9 - (وَعَدَ اللّهُ الّذينَ آمَنُواْ ) بالله وبرسولهِ (وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ ) من سيّئاتهم (وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) في الآخرة .
10 - (وَالّذينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) أي بالقرآن (أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) يُعذّبون فيها يوم القيامة .
11 - (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ ) وهم اليهود من بني النضير ، دخلَ عليهم رسول الله مع جماعة من أصحابهِ ، وكان اليهود قد عاهدوهُ على ترك القتال وعلى أن يعينوهُ في الدِيات ، فقال النبيّ (ع) إنّ أحد أصحابي أصابَ رجلين معهما أمان منّي فلزمني دِيَتهما فاُريد أن تعينوني ، فقالوا نعم ، إجلس حتّى نُطعمك ونعطيك الّذي تسألنا . وهمّوا بالفتك بالنبيّ وأصحابه ، فنزل جبرائيل بالوحي وأخبر النبيّ بذلك فخرج من عندهم وخرج أصحابه معه ، وذلك قوله تعالى (أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ) بالسوء (فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ) بإخبار النبيّ عن سوء نواياهم فنجَوتم من شرّهم ، فأطيعوا رسولكم فيما يأمركم بهِ (وَاتَّقُواْ اللّهَ ) في مخالفة أوامرهِ وجاهدوا بين يديهِ وتوكّلوا على الله (وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) فينجُوا ويظفروا .
12 - ثمّ بيّنَ سُبحانهُ أحوال اليهود في الماضي وامتناعهم عن القتال حين أمرهم بذلك وجعل عليهم رؤساء وقادة لكلّ سبط من أسباط إسرائيل واحداً لينقادوا لهُ ولا يمتنعوا عن قتال المشركين ، فقال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ ) يعني أخذ عليهم العهد والميثاق بأن يُقاتلوا المشركين حين يأمرهم اللهُ بذلك ولا يمتنعوا (وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) أي رئيساً على عدد أسباط إسرائيل ، فالنقيب هو العريف وشاهد القوم وضمينهم ، وجمعهُ نُقباء (وَقَالَ اللّهُ ) لبني إسرائيل على لسان موسى (إِنِّي مَعَكُمْ ) بالنُصرةِ لكم على أعدائكم (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي ) السابقين والحاضرين موسى وهارون (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) أي ساعدتموهم بالقول والعمل (وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) مِمّا تُنفقونهُ في سبيل الله للفقراء والمحتاجين والأيتام والمساكين ، إن فعلتم ذلك كلّهُ (لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) الماضية (وَلأُدْخِلَنَّكُمْ) يوم القيامة (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ) الميثاق (مِنكُمْ) أيّها اليهود (فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) أي فقد أضاع طريق الحقّ . فإن شئتَ معرفة أسماء هؤلاء النقباء تجدها في مجموعة التوراة في سِفر العدد في الإصحاح الأوّل منهُ والثاني .
------------------------------------![]() |
![]() |
![]() |
||
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |