كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
106 - (قَالَ) فرعون (إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ ) أي بمعجزةٍ (فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) في قولك .
107 - (فَأَلْقَى عَصَاهُ ) على الأرض (فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ) أي بيّن ظاهر للعيان .
108 - (وَنَزَعَ يَدَهُ ) من جيبهِ (فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ) .
109 - (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ ) أي الأمراء والرؤساء منهم (إِنَّ هَـذَا ) الرجل (لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) .
110 - (يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ) بسحرهِ ، والمعنى : يريد أن يستولي على المملكة بسحرِه ثمّ يُخرجك من أرضك وينفيك من بلادك (فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) أن نفعل بهِ ؟
111 - (قَالُواْ) لفرعون (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ) أي أبقهِ وأخاهُ واستمهلهُ حتّى نجمع السّحَرَة فنأتيهِ بسحرٍ أعظم من سحرِه (وَأَرْسِلْ) يا فرعون (فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ) أي جامعين يجمعون السّحَرَة .
112 - (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) .
113 - (وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا ) على عملنا (إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ) .
114 - (قَالَ) فرعون ( نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) عندنا إن غلبتم موسى وأخاهُ .
115 - (قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ ) عصاك أوّلاً (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ) حبالنا وعصيّنا .
116 - (قَالَ ) موسى (أَلْقُوْاْ ) حبالكم قبلي (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ) .
117 - (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ) فألقاها على الأرض (فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ ) بفمها (مَا يَأْفِكُونَ ) يعني تلقفُ ما يُلفتون النظر إليه ، أي تلقف حبالهم الّتي أوهموا الناس بها أنّها حيّات وألفتوا النظر إليها .
118 - (فَوَقَعَ الْحَقُّ ) حينئذٍ موقعهُ ، يعني : فوقع الحقّ على السّحَرَة فآمَنوا (وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) من السِّحر .
119 - (فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ ) كلمة "هنالك" تُستعمل للمكان والزمان ، يعني : فغُلِبوا السّحَرَة في ذلك الوقت وفي ذلك المكان الّذي اجتمعت فيه الناس (وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ ) أي خاضعين لموسى ، لأنّهم أيقنوا أنّ الّذي جاءَ بهِ موسى ليس من السِّحر بل هو مُعجزة ربّانيّة .
120 - (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ) أي مُنقادين لموسى .
121 - (قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ ) .
122 - (رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) .
123 - (قَالَ فِرْعَوْنُ ) للسّحَرَة (آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ ) بالإيمان (إِنَّ هَـذَا ) العمل منكم (لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ ) أنتم وموسى كبيركم باتّفاق بينكم (لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا ) يعني تُناصرون موسى ليستولي على المملكة ويخرجنا منها نحنُ الّذينَ أهلها وأحقُّ بها (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) وهذا تهديد من فرعون للسّحَرَة .
124 - (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ) يعني أقطع أرجُل بعضكم وأيدي بعضكم (ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) على جذوع النخل ، ولكنّ الله حرسَهم من فرعون فلم ينفّذ ما هدّدهم به من القتل والتعذيب .
125 - (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ) أي راجعون ، والمعنى : إن فعلتَ ذلك بنا لا يهمّنا لأنّ النفوس باقية وهيَ الإنسان الحقيقي وإنّ نفوسنا ترجع إلى الله وهو يجازينا بالإحسان وأنتَ تُعاقَبُ على أفعالك هذه .
126 - (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا ) يعني وما سبب انتقامك منّا (إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا ) على يد موسى ، يعني فبدل أن تؤمن أنت وتأمرنا بالإيمان تُريد أن تصلّبنا وتقطّع أيدينا . ثمّ سألوا من الله أن يثبّتهم على الإيمان فقالوا (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا ) إذا توفّيتنا (مُسْلِمِينَ) أي مُستسلمين لأمركَ مُنقادين لدينك .
127 - (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ ) يعني أتتركهم (لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ) بأن يدعوا الناس إلى مُخالفتك وتغيير دينك فيفسدوا عليك مُلكَك (وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) أي ويترك حُكمك وعبادة آلهتكَ الأصنام (قَالَ) فرعون (سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ ) الصغار كي لا يزداد عددهم كما كنّا نفعل ذلك بهم في الماضي (وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ ) أي نستبقي بناتهم لخدمتنا (وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) يعني لنا القوّة والقدرة عليهم .
128 - (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ ) عليهم (وَاصْبِرُواْ) حتّى ينصرنا الله عليهم ويُخلّصنا من أيديهم (إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ ) الحَسَنة (لِلْمُتَّقِينَ) وليس للكافرين .
129 - (قَالُواْ) يا موسى (أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ ) موسى في جوابهم (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ ) من بعدهم (فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) هل تشكرون أم تكفرون .
130 - (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ ) الْمُجدِبة (وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) أي لكي يتّعِظوا ويَخضعوا .
131 - (فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ ) يعني إذا أصابهم خصبٌ في الأرض وكثُرَ زرعهم وزادت أثمارهم قالوا هذه من أعمال أيدينا ومُداراتنا للزرع بالماء والأسمدة فزاد محصولنا (وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ) من جدب أو مرض أو قحط (يَطَّيَّرُواْ) أي يتشاءموا (بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ ) أي يتشاءموا بهم ويُهدّدوهم بالقتل والتعذيب إن لم يزُل الضرُّ عنهم ويقولون لهم إنّ الّذي أصابنا كان بسببكم لأنّكم كفرتم بآلهتنا . فقال الله تعالى ردّاً على قولهم (أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهِ ) يعني تشاؤمهم وتهديداتهم بالقتل والتعذيب مُعدٌّ لهم عند الله وعن قريب سيغرقون في البحر ثمّ يجدون العذاب أمامهم في الآخرة (وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) عاقبة أمرهم . وإنّما قال تعالى (أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) ، لأنّ بعضهم آمَنَ كمؤمن آل فرعون وزوجة فرعون والسّحَرَة وغيرهم .
------------------------------------![]() |
![]() |
![]() |
||
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |