كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
84 - (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم ) أي على الباقين منهم الّذينَ سلموا من الزلزال (مَّطَرًا) من الحجارة (فَانظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) أليس الدمار في الدنيا والنار في الآخرة ؟
85 - (وَإِلَى مَدْيَنَ ) أي إلى قبيلة مَديَن 158 أرسلنا (أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ) 159 (قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ ) وحدهُ ولا تُشركوا بهِ شيئاً (مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) أي مُعجزة من ربّكم كما طلبتم ، وهي شجرة من شجر الأيك قد يبست وماتت ، فقالوا إن كنتَ صادقاً فيما تقول بأنّك مُرسَل من الله فأحيِ لنا هذه الشجرة ، فدعى الله سُبحانهُ أن يعيد الحياة فيها وسقاها ماءً فأفرعَتْ من جديد وأورَقَتْ ، فقالوا هذا شيء طبيعي لأنّك سقيتها ماءً فأورقتْ إذ أنّها كانت عطشى ولَمّا سقيتها الماء عادت فيها الحياة ، ولم يجعلوها معجزة .
(فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ ) إذا كلتم أو وزنتم للناس ولا تسرقوا من الطعام حين الكيل أو الوزن (وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ) أي ولا تنقصوا حقّهم بالكيل أو بالميزان (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ) بالسرقة من الأطعمة فيُذهب اللهُ منكم البرَكَة بجدب الأرض (بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ) بالخصب (ذَلِكُمْ) الإيفاء بالكيل والميزان (خَيْرٌ لَّكُمْ ) من البخس بهِ (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) بقولي .
86 - (وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ ) أي بكلّ طريق (تُوعِدُونَ) أي تتوعّدون (وَتَصُدُّونَ) الناس (عَن سَبِيلِ اللّهِ ) أي عن دينهِ (مَنْ آمَنَ بِهِ ) أي بالله وحدهُ وتَرَكَ عبادة الأصنام (وَتَبْغُونَهَا) أي الدعوة (عِوَجًا) عن الحقّ ، يعني : تريدون بذلك تغيير الحقيقة وإرجاع المؤمنين إلى شريعتكم العوجاء الباطلة (وَاذْكُرُواْ) نِعَم الله عليكم (إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً ) في عددكم (فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) الّذينَ كانوا قبلكم ، ألم نُهلكهم بذنوبهم ؟
87 - (وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ) من التوحيد ونبذ الأصنام (وَطَآئِفَةٌ) منكم (لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ ) على أذى المشركين (حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا ) إمّا أن يهديهم الله إلى الإيمان وإمّا أن ينزّل عليهم العذاب فيهلكهم بهِ (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) .
88 - (قَالَ الْمَلأُ الّذينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالّذينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ ) شعيب في جوابهم (أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ) لِملّتكم وأعمالكم ، فكيف نعود إليها ؟
89 - (قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا ) بدعوتنا (إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا ) أي في قريتكم ، يعني سنخرج من قريتكم كما خرجنا من مِلّتكم ولا نعود فيها (إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا ) بأن يميتكم ونملك أرضكم ودياركم (وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) وهو أخبرنا بمصيركم (عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا ) بالخروج من قريتكم . ولَمّا قال المشركون منهم نحنُ على طريق الحقّ وأنتم على الباطل لأنّكم كفرتم بآلهتنا ، فقال شعيب (رَبَّنَا افْتَحْ ) أي إفصِلْ واحكُمْ (بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا ) المشركين (بِالْحَقِّ) بأن تُهلك المبطِل وتُنجي الْمُحِقَّ منّا (وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) أي الحاكمين .
90 - (وَقَالَ الْمَلأُ الّذينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ ) للّذينَ آمَنوا (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً ) في نبذ الأصنام (إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ ) .
91 - (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ) أي رجفة الأرض ، يعني الزلزال (فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) أي موتَى .
92 - (الّذينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ) يعني كأن لم يعيشوا فيها مُستغنين بالمال والأولاد (الّذينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ ) لا المؤمنون منهم .
93 - (فَتَوَلَّى) شُعَيب (عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ) يعني لا أحزن عليهم ، فالأسى هو الحزن ، ومن ذلك قول الخنساء :
أيا صَخْرُ هلْ يُغني البُكاءُ أوِ الأسَى على مَيّتٍ بِالقَبرِ أصْبَحَ ثاوِيَا
وقال طَرَفة :
وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ
94 - (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ ) فكذّبوهُ قومه (إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء ) يعني أخذناهم بالجدب والمرض (لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ) يعني لعلّهم يتضرّعون إلى الله ويتوبون مِمّا هم فيه من الكفر والإشراك .
95 - (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ) يعني فإنْ لم يتوبوا ويتضرّعوا بالجدب والمرض عاملناهم بالصحّة والرخاء ليشكروا الله ويتركوا تلك العادات (حَتَّى عَفَواْ ) يعني حتّى ذهب عنهم آثار المرض والجوع ونسُوا تلك الشِدّة ، يُقال "عَفَتِ الدِّيار" أي ذهبت آثارها ، ومن ذلك قول زُهير بن أبي سلمى :
قفْ بِالدِّيارِ الِّتي لَمْ يَعْفُها القِدَمُ بَلَى وغَيَّرَها الأرْواحُ والدِّيَمُ
وقال :
لِمَنْ طَلَلٌ بِرِيمَةَ لا يَرِيمُ عَفا وخَلا لَهُ حُقُبٌ قَدِيْمُ
(وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء ) من قبلِنا وليس ما أصابنا من المرض والجدب من دعاء رسولنا علينا بل هو شيء طبيعي (فَأَخَذْنَاهُم) حينئذٍ (بَغْتَةً) أي فجأةً بالعذاب (وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ) بقدومهِ .
![]() |
![]() |
![]() |
||
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |