كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
51 - (فَانظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ ) بسقوط السقف عليهم (وَقَوْمَهُمْ) بالزلزال فأهلكناهم (أَجْمَعِينَ) .
52 - (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً ) أي مُتهدّمة خالية من السُكّان (بِمَا ظَلَمُوا ) أي بسبب ظُلمهم وكفرهم وإشراكهم بالله (إِنَّ فِي ذَلِكَ ) الحادث (لَآيَةً) على قُدرتنا (لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) أي لعِبرة لمن يُفكّر ويعتبر .
53 - (وَأَنجَيْنَا الّذينَ آمَنُوا ) من الزلزال (وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) وقوعهُ .
54 - ثمّ ذكر سُبحانهُ قِصّة قوم لوط فقال تعالى (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ) مُنكراً عليهم أفعالهم (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ) أي بعضكم يرَى بعضاً ولا يُنكر عليهِ أفعاله .
55 - (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) العاقبة .
56 - (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ) أي قال بعضهم لبعض (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ) سدوم (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) عن إتيان الرجال في أدبارهم .
57 - (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ ) من الزلزال (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ ) أي من المندثرين تحت الأنقاض .
58 - (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم ) أي على الباقين منهم (مَّطَرًا) وهو الحصَى (فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ) الّذينَ أنذرهم لوط فلم يسمعوا لقوله .
59 - (قُلِ) يا محمّد (الْحَمْدُ لِلَّهِ ) على إهلاك الاُمَم الكافرة إذْ لو بَقِيَتْ لفسدت الأرض ومن عليها (وَ) قل (سَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الّذينَ اصْطَفَى ) أي الّذينَ اختارهم الله للرسالة والهداية ومَن آمنَ برسالتهم وسارَ على نهجهم وقل (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ) يعني قل لهؤلاء المشركين الله خيرٌ لمن عبدَهُ أم الأصنام لمن عبدها إذ كانت عاقبتهم الهلاك ، وعاقبة المؤمنين النجاح والفوز بالجنّة .
60 - ثمّ عدّدَ الله سُبحانهُ الدلائل على توحيدهِ ونِعَمه الشاملة على عبيدهِ فقال (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) وتقديره أمّا تُشركون خيرٌ أم من خلقَ الكواكب السيّارة ومن جملتها الأرض؟ (وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ ) أي من الفضاء (مَاءً) أي مطراً (فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ ) أي ذات منظر حسن يبتهج به من رآهُ (مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ) أي ما كانت لكم معرفة بغرس أشجارها لو لم يُعلّمكم الله كيفيّة ذلك ، ولا قُدرةَ لكم على إنباتها لو لم يجعلها الله مُهيّأةً للإنبات (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ) تدّعون (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ) أي يجعلون لهُ عديلاً يعبدونهُ كما يعبدون الله .
61 - (أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا ) تستقرّون عليها ، أي مهّدها لكم لتسكنوا فيها وتستقرّوا عليها (وَجَعَلَ خِلَالَهَا ) أي بين جبالها وأوديتها (أَنْهَارًا) جارية (وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ) من فوقها ، أي جبالاً لتقيكم حرّ الصيف ، ومخازن لمياه الينابيع ، وعلائم للمسافرين على الطريق ، وتبنون من أحجارها قصوراً ، وتستخرجون منها معادن تصنعون منها أمتعتكم وأدوات منازلكم (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ) أي بين العذب والمالح حاجز لا يتعدّى أحدهما على الآخر ، وقد سبق تفسيرها في سورة الفرقان في آية 53 عند قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } ، (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ) يُريدون (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) الحقيقة لأنّهم مُقلِّدون .
62 - (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ) أي يُجيب المكروب المغموم الّذي وقع في شِدّة فيزيل عنهُ غمّهُ (وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) عنهُ (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ ) بعد المشركين فتملكون ديارهم وأموالهم (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ) يُريدون (قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) أي قليل من المشركين يتّعِظون .
63 - (أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) إذا سافرتم فيهما ليلاً لو لم يجعل النجوم لتهتدوا بها إلى قصدكم والقمر ليُنيرَ طريقكم (وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا ) أي مُبشّرات بالمطر (بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ) يُريدون (تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) بهِ غيره .
64 - (أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ) من الأثير (ثُمَّ يُعِيدُهُ ) إلى عالم الأثير (وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ ) بالهواء والمطر (وَالْأَرْضِ) بأنواع الأثمار والأنعام والنبات والشجر (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ) يقدر على ذلك ، فإن قالوا بلى (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ) على ذلك (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) .
65 - (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) أي مَن في الكواكب السيّارة ومن جملتها الأرض من جنٍّ وإنس ، لا يعلمون (الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) وحده (وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) يعني في أيّ وقت يموتون ويبعثون من أجسامهم إلى عالَم النفوس .
66 - (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) أصلها تدارك ، فاُبدِلت التاء بالألف فاُدغِمت لتسهيل الكلام ،
ومن ذلك قول الخنساء :
ولو تَدارَكَ رَأيُنا في خالدٍ ما قادَ خَيْلاً آخِرَ الدَّهْرِ
والمعنى : بل أدركوا آباءهم وأخذوا هذه العقائد في إنكار الآخرة من آبائهم (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ) أي من وقوعها وحقيقتها (بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ ) أي كالعُمي حيث عَمِيَتْ قلوبهم دون أعينهم ، ونظير هذه الآية في المعنى قوله تعالى في سورة الروم {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } .
67 - (وَقَالَ الّذينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ) من قبورنا أحياء .
------------------------------------![]() |
![]() |
![]() |
||
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |