بسم الله الرحمن الرحيم...عزيري الزائر، أهلا بزيارتك الى منتديات الهدى ونرجو لك كامل الأستفادة من اقسامه ومواضيعه...نرحب بتسجيلك في المنتدى لتتمكن من كتابة مواضيع جديدة أو التعليق على المواضيع الموجودة وتسعدنا برأيك، أو يمكنك إضافة رد مباشرة في صفحة المنتدى على الفيسبوك .او تفضل بزيارة هذا الموضوع عن كيفية التسجيل.
المنتدى لا ينتمي إلى أية جهة أو حزب أو منظمة : لا شيعي ، لا سني ، لا عنصري ، لا عرقي ، لا شيوعي ، لا بعثي ، لا علماني ، لا عشائري ؛ وإنما يدعو إلى عبادة الله وحده واتّباع القرآن وتفسيره ، ونبذ الخزعبلات والخرافات والتقاليد التي لا تعتمد على القرآن
أضف مشاركة إلى الموضوع: تحدي رقم 2
اضغط هنا للدخول
من ربك؟
يمكنك إختيار أيقونة لرسالتك من هذه القائمة
سيتم تحويلها www.example.com إلى [URL]http://www.example.com[/URL].
لقد بيّن مفسّر القرآن الراحل محمد علي حسن الحلي رحمه الله أنّ (الموازين) يُقصَد بها قوانين الحكم التي على استنادها تقوم المحاكمة ، وبيّن كذلك أنّ (الوزن) هو المحاكمة . ف (الوزن يومئذٍ الحقّ) أي المحاكمة تكون بالعدل وتكون حسب ما غيّر الإنسان من الكتب السماوية وما خالف منها ومن جهة أخرى : ما عمل بِها وما لم يعمل . ومن ذلك ما روي في الشعر الجاهلي أنّ امرأ القيس سُئل: ما الحاكمون بلا سمعٍ ولا بصرٍ === ولا لسانٍ فصيحٍ يُعجب الناسا فأجاب : تلك الموازين والرحمن أنزلها ... إلخ ومثال على ذلك : الامتحانات الشفهية : فعند سؤال الطالب الرديء أسئلة سريعة لا يجيب عليها ويتبين جهله ويسقط في الامتحان بينما الطالب الجيد : يسألونه أسئلة فيجيب عنها ويستمرون بسؤاله لمعرفة مدى معلوماته . وعن بعض طلاب الطب أنّ المُمتَحِن يسأل الطالب أسئلة أساسية فإن فشل في معرفة جوابها يسقط في الامتحان : مثلاً شخص به حساسية من البنسلين ، هل يُعطى إبرة بنسلين ؟ فإن قال نعم يُعطى فيسقط أو بعض الأدوية التي تؤدي إلى الموت إذا أعطيت عن طريق الوريد ، فإن قال تُعطى عن طريق الوريد فيسقط في الامتحان . ولكن الطالب الجيد فيدقّقون معه أكثر لمعرفة مدى اتساع معلوماته لإعطائه الدرجة التي يستحقها . وهذا معنى إذا قصرت أو طالت محاكمته .
كلام سليم والحمد لله على نعمة الايمان والهداية
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عبدالوهاب حجر العفو منكم ولو ان الرد لم يأتي الا بشكل متأخر جدا ولكن ارجوا منكم الاطلاع على هذا التفسير: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} تقدير مقادير الأعمال ليكون الجزاء تابعاً في مقداره لمقدار العمل على التحقيق، بلا تساهل ولا مجازفة ولا إهمال لشيء من الأعمال ]فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه[ [الزلزلة:7] فهذا العدل هو الحق، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي إ): ((معناه: العدل)) انتهى. {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} كانت لـه حسنات مقبولة نافعة ثقل بها ميزانه {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون الظافرون بالنجاة والسعادة الدائمة. أ‡أ’أˆ {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} لم يكن لـه من العمل الصالح ما يثقل به ميزانه؛ لأن أعماله أحبطتها سيئاته، فكانت ]كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا[ [النور:39] {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} وما أعظمها من مصيبة أن حياتهم الآخرة ليست لهم، ولم يبق لهم من أنفسهم أي فائدة وإنما يبقون ليعذبوا. {بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} فكما خسروا أعمالهم خسروا أنفسهم وسبب ذلك كله أنهم كانوا في الدنيا بآيات الله جل جلاله يظلمون، والظلم بآيات الله يكون التكذيب بها، ويكون الاستهزاء بها، ويكون الاستخفاف بها، لأنه كله ظلم متعلق بآيات الله. وهذه الآيات كما ترى ليس فيها ذكر لموازنةٍ بين الحسنات والسيئات، بل ظاهرها أن الموزون هو الحسنات فقط، وأما قوله تعالى: ]وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه[ [الزلزلة:8] فهو كذلك لايفيد الموازنة بين الحسنات والسيئات، إنما يفيد اعتبار السيئة في الجزاء وإن صغرت، ولو لم تكن إلا مثقال ذرة فلن تهمل ولن يغفل عنها، ولن تنسى بل يجدها محضرة في كتابه وفي جزائه، فأما الموازنة بين الحسنات والسيئات فلم تذكر. شكراً لك أخ عماد على نقل هذا التفسير.. ولكن كما ترى فالتفسير الذي نقلته لم يستطع تجاوز المشكلة بل هو يتناقض مع آيات أخرى .. فالله تعالى وصف النفس المذنبة " بالمثقلة" (كما في وضحنا في بداية الموضوع). والأمر الآخر أن قلة الحسنات لا تؤدي إلى دخول جهنم ولكن ثقل السيئات.
العفو منكم ولو ان الرد لم يأتي الا بشكل متأخر جدا ولكن ارجوا منكم الاطلاع على هذا التفسير: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} تقدير مقادير الأعمال ليكون الجزاء تابعاً في مقداره لمقدار العمل على التحقيق، بلا تساهل ولا مجازفة ولا إهمال لشيء من الأعمال ]فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه[ [الزلزلة:7] فهذا العدل هو الحق، وفي (تفسير الإمام زيد بن علي إ): ((معناه: العدل)) انتهى. {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} كانت لـه حسنات مقبولة نافعة ثقل بها ميزانه {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الفائزون الظافرون بالنجاة والسعادة الدائمة. أ‡أ’أˆ {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} لم يكن لـه من العمل الصالح ما يثقل به ميزانه؛ لأن أعماله أحبطتها سيئاته، فكانت ]كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا[ [النور:39] {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} وما أعظمها من مصيبة أن حياتهم الآخرة ليست لهم، ولم يبق لهم من أنفسهم أي فائدة وإنما يبقون ليعذبوا. {بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} فكما خسروا أعمالهم خسروا أنفسهم وسبب ذلك كله أنهم كانوا في الدنيا بآيات الله جل جلاله يظلمون، والظلم بآيات الله يكون التكذيب بها، ويكون الاستهزاء بها، ويكون الاستخفاف بها، لأنه كله ظلم متعلق بآيات الله. وهذه الآيات كما ترى ليس فيها ذكر لموازنةٍ بين الحسنات والسيئات، بل ظاهرها أن الموزون هو الحسنات فقط، وأما قوله تعالى: ]وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه[ [الزلزلة:8] فهو كذلك لايفيد الموازنة بين الحسنات والسيئات، إنما يفيد اعتبار السيئة في الجزاء وإن صغرت، ولو لم تكن إلا مثقال ذرة فلن تهمل ولن يغفل عنها، ولن تنسى بل يجدها محضرة في كتابه وفي جزائه، فأما الموازنة بين الحسنات والسيئات فلم تذكر.
تفسير رائع لا يخطر على بال
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الله العراقي كيف يكون من خفت موازينه "اي قلت محاسبته " سيدخل النار والله سبحانه وتعالى يقول (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا) ؟؟ خفت موازينه يعني قصر وقت محاسبته، أي ان الحكم عليه بالعذاب يصدر بسرعة بدون محاكمة...أما وقت تنفيذ الحكم بالعذاب فهو عسير وطويل وليس يسير. وبالنسبة للمؤمن فوقت المحاكمة طويل ودقيق بينما العقوبات وتنفيذها يسير وبسيط نسبياً.
كيف يكون من خفت موازينه "اي قلت محاسبته " سيدخل النار والله سبحانه وتعالى يقول (فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا) ؟؟
الحمد لله الذي هدانا لهذا وبهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
جزاكم الله خير الجزاء ان شاء الله تعالى
بالرغم من كون الأشكال المطروح في هذا الموضوع أخف وأسهل من الأشكال السابق المطروح في هذا الرابط ، الأ أننا لم نجد أحداً استطاع الأجابة عليه، وكذلك لم نجد حلاً له في الكتب والدراسات الأسلامية التي بحثنا فيها . ولأنقضاء فترة الأسبوع التي اقترحناها سنقوم اليوم ان شاء الله بكتابة حل اللغز، وسيكون الحل كالمفتاح الذي يفتح القفل، فيميزه الأنسان عن غيره. ... ويستطيع أي من القراء الكرام الذين سيطلعون على هذا الموضوع في الفترة القادمة ، البحث عن أي حل آخر في كل المؤلفات الأسلامية في خلال 14 قرناً ، وسنكون سعداء بأضافته هنا ان وجد. كان الأشكال هو في التناقض الظاهري في المعنى بين آيتين من القرآن الكريم ، وهذا معنى التشابه في القرآن . وكان السؤال عن : الآية الأولى في قوله تعالى في سورة فاطر :"وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" الأية الثانية في قوله تعالى في سورة الأعراف :"وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ". المعنى المعروف للمثقلة في الآية الكريمة الأولى هي النفس المثقلة بالذنوب لأن الذنوب هي التي تثقل كاهل الأنسان يوم القيامة . لكن نلاحظ في الآية الثانية أن الأدوار قد انعكست بالنسبة للثقل والخفة فأصبحت الموازين الثقيلة تعني النجاج والفلاح والجنة، بينما أصبحت الموازين الخفيفة تعني الخسران وجهنم. ..... الآن السؤال : هل يستطيع أحد أن يبين لنا القصود بالآيتين الكريمتين بحيث يوفق بين الكلمات التي تحتها خط والواردة في الآيتين؟؟ ولي عودة ان شاء الله بعد سبة أيام مع الحل.. الحل : نقرأ تفسير الآية الثانية من كتاب المتشابه من القرآن لمؤلفه المرحوم محمد علي حسن الحلي: 8 – (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ) أي العدل لا ظلم فيه ، والوزن هو المحاكمة ، والميزان قانون الحكم ، وجمعها موازين والشاهد على ذلك قول امرئ القيس : تلكَ الموازينُ والرحمانُ أنزَلَها ربّ البريّةِ بينَ الناسِ مقياسا يريد بذلك الكتب السماوية وما فيها من أحكام وقوانين تشريعية ، وقال الآخر : قومٌ إذا استُخصِموا كانوا فراعنةً يوماً وإنْ حكموا كانوا موازينا (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) يعني فمن طالت محاكمتُه (فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) بدخول الجنّة والخلاص من جهنّم (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ) يعني قصرت محاكمته ، لأنّ الكافرين لا يُحاكمون بل يُسئلون سؤال توبيخ وتقريع (فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ) فهم باقون في جهنّم لا يخرجون منها . انتهى. بهذه الكلمات نجد حل الأشكال السابق، ونستطيع قراءة الآية مرة أخرى لنجدها تتفق مع هذا المعنى . أي ان الموازين هي المحاكمات التي يمر بها الأنسان، ومن كانت محاكمته طويلة وثقيلة فهو من المفلحين في النهاية لأنه من أصحاب التوحيد فيحاسب على باقي ذنوبه واعماله . وأما من كانت محاكمته خفيفة عبارة عن سؤال تقريع وتوبيخ فهو من الخاسرين .. والدليل على ذلك فيقوله تعالى في سورة الرحمن{فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ . يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ}. والآن لنرجع الى الأية الأولى(أية النفس المثقلة) ، نجد أن الذنب الثقيل يجعل النفس مثقلة به ، وأثقل الذنوب وهو الشرك بالله تعالى، وهذا سيجعل محاكمة المشرك خفيفة عبارة عن توبيخ ولوم، بينما الذنوب الخفيفة ستجعل المحاكمة ثقيلة أي طويلة ولكن نهايتها خير لصاحبها لأن الله يغفرالذنوب الصغيرة لأصحابها اذا كانو من الموحدين. ماذا نلاحظ؟ نلاحظ أن ارتباط الآية الأولى بالثانية لم يُذكر في اي من التفاسير وكذلك لم يذكر في كتاب المتشابه من القرآن، ولكن باقي التفاسير جاء تفسيرهم للآيتين المفصولتين متناقضاً . بينما جاء تفسير المتشابه من القرآن مرتبطاً في المعنى بالرغم من عدم اشارته للأية الأولى حينما ذكر تفسير الآية الثانية. أن مصدر القرآن الكريم هو الله تعالى ولهذا فأن كلامه تعالى غير متناقض، ولذلك ان اي تفسير بشري للقرآن الكريم سوف لن يلم بالمعنى الصحيح وسنرى فيه التناقض، بينما التفسير الرباني سيكون متناسق ونلمس ترابطه مع بعضه حين نضعه أمام بعضه البعض.
شكراً أخ مدمر الأساطير على نقل التفاسير... ولكن لننظر لمجل التأويلات التى ذكرتها ، نراها تدور حول فكرة كون الحسنات ثقيلة فتثقل الميزان، والسيئات خفيفة فتخف الميزان، وهذا التفسير أولاً غير متناغم مع الأية الكريمة التي ذكرت فيها الموازين، وثانياً والأكثر أهمية هي تعارضها مع آية "المثقلة" التي تعني النفس المثقلة بالذنوب.
تفسير الميزان في تفسير القرآن للسيد محمد حسين الطبطبائي قوله تعالى: «و الوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون إلى آخر الآيتين» الآيتان تخبران عن الوزن و هو توزين الأعمال أو الناس العاملين من حيث عملهم، و الدليل عليه قوله تعالى: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة - إلى أن قال - و كفى بنا حاسبين» الأنبياء: 47، حيث دل على أن هذا الوزن من شعب حساب الأعمال، و أوضح منه قوله: «يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره»: الزلزال: 8، حيث ذكر العمل و أضاف الثقل إليه خيرا و شرا.و بالجملة الوزن إنما هو للعمل دون عامله فالآية تثبت للعمل وزنا سواء كان خيرا أو شرا غير أن قوله تعالى: «أولئك الذين كفروا بآيات ربهم و لقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا»: الكهف: 105، يدل على أن الأعمال في صور الحبط - و قد تقدم الكلام فيه في الجزء الثاني من هذا الكتاب - لا وزن لها أصلا، و يبقى للوزن أعمال من لم تحبط أعماله.فما لم يحبط من الأعمال الحسنة و السيئة، له وزن يوزن به لكن الآيات في عين أنها تعتبر للحسنات و السيئات ثقلا إنما تعتبر فيها الثقل الإضافي و ترتب القضاء الفصل عليه بمعنى أن ظاهرها أن الحسنات توجب ثقل الميزان و السيئات خفة الميزان لا أن توزن الحسنات فيؤخذ ما لها من الثقل ثم السيئات و يؤخذ ما لها من الثقل ثم يقايس الثقلان فأيهما كان أكثر كان القضاء له فإن كان الثقل للحسنة كان القضاء بالجنة و إن كان للسيئة كان القضاء بالنار، و لازم ذلك صحة فرض أن يتعادل الثقلان كما في الموازين الدائرة بيننا من ذي الكفتين و القبان و غيرهما لا بل ظاهر الآيات أن الحسنة تظهر ثقلا في الميزان و السيئة خفة فيه كما هو ظاهر قوله: «فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون و من خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون» و نظيره قوله تعالى: «فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون و من خفت موازينه فأولئك هم الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون»: المؤمنون: 103، و قوله تعالى:«فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية و أما من خفت موازينه فأمه هاوية و ما أدراك ما هيه نار حامية»: القارعة: 11، فالآيات - كما ترى - تثبت الثقل في جانب الحسنات دائما و الخفة في جانب السيئات دائما.و من هناك يتأيد في النظر أن هناك أمرا آخر تقايس به الأعمال و الثقل له فما كان منها حسنة انطبق عليه و وزن به و هو ثقل الميزان، و ما كان منها سيئة لم ينطبق عليه و لم يوزن به و هو خفة الميزان كما نشاهده فيما عندنا من الموازين فإن فيها مقياسا و هو الواحد من الثقل كالمثقال يوضع في إحدى الكفتين ثم يوضع المتاع في الكفة الأخرى فإن عادل المثقال وزنا بوجه على ما يدل عليه الميزان أخذ به و إلا فهو الترك لا محالة، و المثقال في الحقيقة هو الميزان الذي يوزن به، و أما القبان و ذو الكفتين و نظائرهما فهي مقدمة لما يبينه المثقال من حال المتاع الموزون به ثقلا و خفة كما أن واحد الطول و هو الذراع أو المتر مثلا ميزان يوزن به الأطوال فإن انطبق الطول على الواحد المقياس فهو و إلا ترك.ففي الأعمال واحد مقياس توزن به فللصلاة مثلا ميزان توزن به و هي الصلاة التامة التي هي حق الصلاة، و للزكاة و الإنفاق نظير ذلك، و للكلام و القول حق القول الذي لا يشتمل على باطل، و هكذا كما يشير إليه قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته»: آل عمران: 102.فالأقرب إلى هذا البيان أن يكون المراد بقوله: «و الوزن يومئذ الحق» أن الوزن الذي يوزن به الأعمال يومئذ إنما هو الحق فبقدر اشتمال العمل على الحق يكون اعتباره و قيمته و الحسنات مشتملة على الحق فلها ثقل كما أن السيئات ليست إلا باطلة فلا ثقل لها، فالله سبحانه يزن الأعمال يومئذ بالحق فما اشتمل عليه العمل من الحق فهو وزنه و ثقله.و لعله إليه الإشارة بالقضاء بالحق في قوله: «و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جيء بالنبيين و الشهداء و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون»: الزمر: 69 و الكتاب الذي ذكر الله أنه يوضع يومئذ - و إنما يوضع للحكم به - هو الذي أشار إليه بقوله: «هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق»: الجاثية: 29، فالكتاب يعين الحق و ما اشتمل عليه العمل منه، و الوزن يشخص مقدار الثقل.و على هذا فالوزن في الآية بمعنى الثقل دون المعنى المصدري، و إنما عبر بالموازين - بصيغة الجمع - في قوله:، «فمن ثقلت موازينه» «و من خفت موازينه» الدال على أن لكل أحد موازين كثيرة من جهة اختلاف الحق الذي يوزن به باختلاف الأعمال فالحق في الصلاة و هو حق الصلاة غير الحق في الزكاة و الصيام و الحج و غيرها، و هو ظاهر، فهذا ما ينتجه البيان السابق.و الذي ذكره جمهور المفسرين في معنى قوله: «و الوزن يومئذ الحق» أن الوزن مرفوع على الابتداء و يومئذ ظرف و الحق صفة الوزن و هو خبره و التقدير: و الوزن يومئذ الوزن الحق و هو العدل، و يؤيده قوله تعالى في موضع آخر: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة»: الأنبياء: 47.و ربما قيل: إن الوزن مبتدأ و خبره يومئذ و الحق صفة الوزن، و التقدير: و الوزن الحق إنما هو في يوم القيامة، و قال في الكشاف،: و رفعه يعني الوزن على الابتداء و خبره يومئذ، و الحق صفته أي و الوزن يوم يسأل الله الأمم و رسلهم الوزن الحق أي العدل انتهى و هو غريب إلا أن يوجه بحمل قوله: الوزن الحق «إلخ» على الاستئناف.و قوله تعالى: «فمن ثقلت موازينه» الموازين جمع ميزان على ما تقدم من البيان و يؤيده الآية المذكورة آنفا: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة» و الأنسب بما ذكره القوم في معنى قوله: «و الوزن يومئذ الحق» أن يكون جمع موزون و هو العمل و إن أمكن أن يجعل جمع ميزان و يوجه تعدد الموازين بتعدد الأعمال الموزونة بها.لكن يبقى الكلام على قول المفسرين: إن الوزن الحق هو العدل في تصوير معنى ثقل الموازين بالحسنات و خفتها بالسيئات فإن فيما يوزن به الأعمال حسناتها و سيئاتها خفاء، و القسط و هو العدل صفة للتوزين و هو نعت لله سبحانه على ما يظهر من قوله «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا و إن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين»: الأنبياء: 47، فإن ظاهر قوله: «فلا تظلم»، إلخ إن الله لا يظلمهم فالقسط قسطه و عدله فليس القسط هو الميزان يومئذ بل وضع الموازين هو وضع العدل يومئذ، فافهم ذلك.و هذا هو الذي بعثهم على أن فسروا ثقل الموازين برجحانها بنوع من التجوز فالمراد بثقل الموازين رجحان الأعمال بكونها حسنات و خفتها مرجوحيتها بكونها سيئات و معنى الآية: و الوزن يومئذ العدل أي الترجيح بالعدل فمن رجحت أعماله لغلبة الحسنات فأولئك هم المفلحون، و من لم يترجح أعماله لغلبة سيئاته فأولئك الذين خسروا أنفسهم أي ذهبت رأس مالهم الذي هو أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون لتكذيبهم بها.و يعود الكلام حينئذ إلى الملاك الذي به تترجح الحسنة على السيئة و سيما إذا اختلطت الأعمال و اجتمعت حسنات و سيئات، و الحسنات و السيئات مختلفة كبرا و صغرا فيما هو الملاك الذي يعلم به غلبة أحد القبيلين على الآخر؟ فإخباره تعالى بأن أمر الوزن جار على العدل يدل على جريانه بحيث تتم به الحجة يومئذ على العباد فلا محالة هناك أمر تشتمل عليه الحسنة دون السيئة، و به الترجيح، و به يعلم غلبة الثقيل على الخفيف و الحسنة على السيئة إذا اجتمعت من كل منهما عدد مع الأخرى و إلا لزم القول بالجزاف البتة.و هذا كله مما يؤيد ما قدمناه من الاحتمال، و هو أن يكون توزين الأعمال بالحق، و هو التوزين العادل فمن ثقلت موازينه باشتمال أعماله على الحق فأولئك هم المفلحون، و من خفت موازينه لعدم اشتمال أعماله على الحق الواجب في العبودية فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون بتكذيبهم بها و عدم تزودهم بما يعيشون به هذا اليوم فقد أهلكوا أنفسهم بما أحلوها دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار.فقد تبين بما قدمناه أولا: أن الوزن يوم القيامة هو تطبيق الأعمال على ما هو الحق فيها، و بقدر اشتمالها عليه تستعقب الثواب و إن لم تشتمل فهو الهلاك، و هذا التوزين هو العدل، و الكلام في الآيات جار على ظاهره من غير تأويل.و قيل: إن المراد بالوزن هو العدل، و ثقل الميزان هو رجحان العمل فالكلام موضوع على نحو من الاستعارة، و قد تقدم.و قيل: إن الله ينصب يوم القيامة ميزانا له لسان و كفتان فتوزن به أعمال العباد من الحسنات و السيئات، و قد اختلف هؤلاء في كيفية توزين الأعمال، و هي أعمال انعدمت بصدورها، و لا يجوز إعادة المعدوم من الأعراض عندهم، على أنها لا وزن لها، فقيل: إنما توزن صحائف الأعمال لا أنفسها، و قيل: تظهر للأعمال من حسناتها و سيئاتها آثار و علائم خاصة بها فتوزن العلامات بمشهد من الناس، و قيل: تظهر الحسنات في صور حسنة و السيئات في صور قبيحة منكرة فتوزن الصور، و قيل توزن نفس المؤمن و الكافر دون أعمالهما من حسنة أو سيئة، و قيل: الوزن ظهور قدر الإنسان، و ثقل الميزان كرامته و عظم قدره، و خفة الميزان هوانه و ذلته.و هذه الأقوال على تشتتها لا تعتمد على حجة من ألفاظ الآيات، و هي جميعا لا تخلو عن بناء الوزن الموصوف على الجزاف لأن الحجة لا تتم بذلك على العبد، و قد تقدمت الإشارة إلى ذلك.و ثانيا: أن هناك بالنسبة إلى كل إنسان موازين توزن بها أعماله و الميزان في كل باب من العمل هو الحق الذي يشتمل عليه ذلك العمل - كما تقدم - فإن يوم القيامة هو اليوم الذي لا سلطان فيه إلا للحق و لا ولاية فيه إلا لله الحق، قال تعالى: «ذلك اليوم الحق»: النبأ: 39، و قال تعالى: «هنالك الولاية لله الحق»: الكهف: 44، و قال: «هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت و ردوا إلى الله مولاهم الحق و ضل عنهم ما كانوا يفترون»: يونس: 3 بحث روائيفي الدر المنثور، أخرج ابن الضريس و النحاس في ناسخه و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال: سورة الأعراف نزلت بمكة:. أقول: و رواه أيضا عن ابن مردويه عن ابن الزبير.و فيه، أخرج ابن المنذر و أبو الشيخ عن قتادة قال: آية من الأعراف مدنية، و هي «و أسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر» إلى آخر الآية، و سائرها مكية.أقول: و هو منه اجتهاد و سيأتي ما يتعلق به من الكلام.و فيه،: قوله تعالى: «فلنسألن الذين أرسل إليهم» الآية: أخرج أحمد عن معاوية بن حيدة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن ربي داعي و إنه سائلي: هل بلغت عبادي؟ و إني قائل: رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم إنكم تدعون مفدمة أفواهكم بالفدام إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه و كفه.و فيه،: أخرج البخاري و مسلم و الترمذي و ابن مردويه عن ابن عمر قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته فالإمام يسأل عن الناس، و الرجل يسأل عن أهله، و المرأة تسأل عن بيت زوجها، و العبد يسأل عن مال سيده.أقول: و في هذا المعنى روايات كثيرة، و الروايات في السؤال يوم القيامة كثيرة واردة من طرق الفريقين سنورد جلها في موضع يناسبها إن شاء الله تعالى.و فيه، أخرج أبو الشيخ عن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يوضع الميزان يوم القيامة فيوزن الحسنات و السيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة و من رجحت سيئاته على حسناته دخل النار.و فيه، أخرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص عن علي بن أبي طالب قال: من كان ظاهره أرجح من باطنه خفف ميزانه يوم القيامة، و من كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة.أقول: الروايتان لا بأس بهما من حيث المضمون لكنهما لا تصلحان لتفسير الآيتين و لم تردا له لأخذ الرجحان فيهما في جانبي الحسنة و السيئة جميعا.و فيه،: أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: خلق الله كفتي الميزان مثل السماء و الأرض فقالت الملائكة: يا ربنا من تزن بهذا؟ قال: أزن به من شئت، و خلق الله الصراط كحد السيف فقالت الملائكة: يا ربنا من تجيز على هذا؟ قال: أجيز عليه من شئت.أقول: و روى الحاكم في الصحيح عن سلمان مثله، و ظاهر الرواية أن الميزان يوم القيامة على صفة الميزان الموجود في الدنيا المعمول لتشخيص الأثقال و هناك روايات متفرقة تشعر بذلك، و هي واردة لتقريب المعنى إلى الأفهام الساذجة بدليل ما سيوافيك من الروايات.و في الإحتجاج، في حديث هشام بن الحكم عن الصادق (عليه السلام): أنه سأله الزنديق فقال أو ليس يوزن الأعمال؟ قال: لا أن الأعمال ليست بأجسام و إنما هي صفة ما عملوا، و إنما يحتاج إلى وزن الشيء من جهل عدد الأشياء، و لا يعرف ثقلها و خفتها، و إن الله لا يخفى عليه شيء، قال: فما معنى الميزان؟ قال: العدل. قال: فما معناه في كتابه فمن ثقلت موازينه؟ قال: فمن رجح عمله، الخبر.أقول: و في الرواية تأييد ما قدمناه في تفسير الوزن، و من ألطف ما فيها قوله (عليه السلام) «و إنما هي صفة ما عملوا» يشير (عليه السلام) إلى أن ليس المراد بالأعمال في هذه الأبواب هو الحركات الطبيعية الصادرة عن الإنسان لاشتراكها بين الطاعة و المعصية بل الصفات الطارئة عليها التي تعتبر لها بالنظر إلى السنن و القوانين الاجتماعية أو الدينية مثل الحركات الخاصة التي تسمى وقاعا بالنظر إلى طبيعة نفسها ثم تسمى نكاحا إذا وافقت السنة الاجتماعية أو الإذن الشرعي، و تسمى زنا إذا لم توافق ذلك، و طبيعة الحركات الصادرة واحدة، و قد استدل (عليه السلام) لما ذكره من طريقين: أحدهما: أن الأعمال صفات لا وزن لها و الثاني: أن الله سبحانه لا يحتاج إلى توزين الأشياء لعدم اتصافه بالجهل تعالى شأنه.قال بعضهم: إنه بناء على ما هو الحق من تجسم الأعمال في الآخرة، و إمكان تأثير حسن العمل ثقلا فيه، و كون الحكمة في الوزن تهويل العاصي و تفضيحه و تبشير المطيع و ازدياد فرحه و إظهار غاية العدل، و في الرواية وجوه من الإشكال فلا بد من تأويلها إن أمكن و إلا فطرحها أو حملها على التقية، انتهى.أقول: قد تقدم البحث عن معنى تجسم الأعمال و ليس من الممتنع أن يتمثل الأعمال عند الحساب، و العدل الإلهي القاضي فيها في صورة ميزان توزن به أمتعة الأعمال و سلعها لكن الرواية لا تنفي ذلك و إنما تنفي كون الأعمال أجساما دنيوية محكومة بالجاذبية الأرضية التي تظهر فيها في صورة الثقل و الخفة، أولا.و الإشكال مبني على كون كيفية الوزن بوضع الحسنات في كفة من الميزان.و السيئات في كفة أخرى ثم الوزن و القياس، و قد عرفت: أن الآية بمعزل عن الدلالة على ذلك أصلا، ثانيا.و في التوحيد، بإسناده عن أبي معمر السعداني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث قال: و أما قوله: «فمن ثقلت موازينه و خفت موازينه» فإنما يعني: الحسنات توزن الحسنات و السسيئات فالحسنات ثقل الميزان و السيئات خفة الميزان.أقول: و تأييده ما تقدم ظاهر فإنه يأخذ المقياس هو الحسنة و هي لا محالة واحدة يمكن أن يقاس بها غيرها، و ليست إلا حق العمل.و في المعاني، بإسناده عن المنقري عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: «و نضع الموازين القسط ليوم القيامة - فلا تظلم نفس شيئا» قال: هم الأنبياء و الأوصياء:. أقول: و رواه في الكافي، عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمداني رفعه إليه (عليه السلام)، و معنى الحديث ظاهر بما قدمناه فإن المقياس هو حق العمل و الاعتقاد، و هو الذي عندهم (عليهم السلام).و في الكافي، بإسناده عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (عليهما السلام) فيما كان يعظ به قال: ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي و الذنوب، فقال عز و جل: «و لئن مستهم نفحة من عذاب ربك - ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين» فإن قلتم أيها الناس إن الله عز و جل إنما عنى بها أهل الشرك فكيف ذلك؟ و هو يقول: و نضع الموازين القسط ليوم القيامة - فلا تظلم نفس شيئا - و إن كانت مثقال حبة من خردل أتينا بها - و كفى بنا حاسبين فاعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين و لا تنشر لهم الدواوين و إنما يحشرون إلى جهنم زمرا، و إنما نصب الموازين و نشر الدواوين لأهل الإسلام، الخبر.أقول: يشير (عليه السلام) إلى قوله تعالى: «فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا» الآية.و في تفسير القمي، في قوله: «و الوزن يومئذ الحق» الآية قال (عليه السلام): المجازاة بالأعمال إن خيرا فخيرا و إن شرا فشرا.أقول: و هو تفسير بالنتيجة.و فيه، في قوله تعالى: «بما كانوا بآياتنا يظلمون» قال (عليه السلام): بالأئمة يجحدون.أقول: و هو من قبيل ذكر بعض المصاديق، و في المعاني المتقدمة روايات أخر.
تفسير ابن كثير ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ( 8 ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ( 9 ) ) . يقول تبارك وتعالى : ( والوزن ) أي : للأعمال يوم القيامة ) الحق ) أي : لا يظلم تعالى أحدا ، كما قال تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) [ الأنبياء : 47 ] وقال تعالى : ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ النساء : 40 ] وقال تعالى : ( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية ) [ القارعة : 6 - 11 ] وقال تعالى : ( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ) [ المؤمنون : 101 - 103 ] . فصل : والذي يوضع في الميزان يوم القيامة قيل : الأعمال وإن كانت أعراضا ، إلا أن الله تعالى يقلبها يوم القيامة أجساما . قال البغوي : يروى هذا عن ابن عباس كما جاء في الصحيح من أن " البقرة " و " آل عمران " يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان - أو : غيايتان - أو فرقان من طير صواف . من ذلك في الصحيح قصة القرآن وأنه يأتي صاحبه في صورة شاب شاحب اللون ، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا القرآن الذي [ ص: 390 ] أسهرت ليلك وأظمأت نهارك وفي حديث البراء ، في قصة سؤال القبر : " فيأتي المؤمن شاب حسن اللون طيب الريح ، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا عملك الصالح " وذكر عكسه في شأن الكافر والمنافق . وقيل : يوزن كتاب الأعمال ، كما جاء في حديث البطاقة ، في الرجل الذي يؤتى به ويوضع له في كفة تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ، ثم يؤتى بتلك البطاقة فيها : " لا إله إلا الله " فيقول : يا رب ، وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول الله تعالى : إنك لا تظلم . فتوضع تلك البطاقة في كفة الميزان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة " رواه الترمذي بنحو من هذا وصححه . وقيل : يوزن صاحب العمل ، كما في الحديث : " يؤتى يوم القيامة بالرجل السمين ، فلا يزن عند الله جناح بعوضة " ثم قرأ : ( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ) [ الكهف : 105 ] . وفي مناقب عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتعجبون من دقة ساقيه ، فوالذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد" وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحا ، فتارة توزن الأعمال ، وتارة توزن محالها ، وتارة يوزن فاعلها ، والله أعلم تفسير القرطبي قَوْلُهُ تَعَالَى وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَقَوْلُهُ تَعَالَى وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ نَعْتَهُ ، وَالْخَبَرُ يَوْمَئِذٍ وَيَجُوزُ نَصْبُ الْحَقِّ عَلَى الْمَصْدَرِ . وَالْمُرَادُ بِالْوَزْنِ وَزْنُ أَعْمَالِ الْعِبَادِ بِالْمِيزَانِ . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : تُوزَنُ صَحَائِفُ أَعْمَالِ الْعِبَادِ . وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ ، وَهُوَ الَّذِي وَرَدَ بِهِ الْخَبَرُ عَلَى مَا يَأْتِي . وَقِيلَ : الْمِيزَانُ الْكِتَابُ الَّذِي فِيهِ أَعْمَالُ الْخَلْقِ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ : الْمِيزَانُ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ بِأَعْيَانِهَا . وَعَنْهُ أَيْضًا وَالضَّحَّاكِ وَالْأَعْمَشِ : الْوَزْنُ وَالْمِيزَانُ بِمَعْنَى الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ ، وَذِكْرُ الْوَزْنِ ضَرْبُ مَثَلٍ ; كَمَا تَقُولُ : هَذَا الْكَلَامُ فِي وَزْنِ هَذَا وَفِي وِزَانِهِ ، أَيْ يُعَادِلُهُ وَيُسَاوِيهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وَزْنٌ . قَالَ الزَّجَّاجُ : هَذَا سَائِغٌ مِنْ جِهَةِ اللِّسَانِ ، وَالْأَوْلَى أَنْ يُتَّبَعَ مَا جَاءَ فِي الْأَسَانِيدِ الصِّحَاحِ مِنْ ذِكْرِ الْمِيزَانِ . قَالَ الْقُشَيْرِيُّ : وَقَدْ أَحْسَنَ فِيمَا قَالَ ، إِذْ لَوْ حُمِلَ الْمِيزَانُ عَلَى هَذَا فَلْيُحْمَلِ الصِّرَاطُ عَلَى الدِّينِ الْحَقِّ ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ عَلَى مَا يَرِدُ عَلَى الْأَرْوَاحِ دُونَ الْأَجْسَادِ ، وَالشَّيَاطِينُ وَالْجِنُّ عَلَى الْأَخْلَاقِ الْمَذْمُومَةِ ، وَالْمَلَائِكَةُ عَلَى الْقُوَى الْمَحْمُودَةِ . وَقَدْ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ عَلَى الْأَخْذِ بِهَذِهِ الظَّوَاهِرِ مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ . وَإِذَا أَجْمَعُوا عَلَى مَنْعِ التَّأْوِيلِ وَجَبَ الْأَخْذُ بِالظَّاهِرِ ، وَصَارَتْ هَذِهِ الظَّوَاهِرُ نُصُوصًا . قَالَ ابْنُ فُورَكَ : وَقَدْ أَنْكَرَتِ الْمُعْتَزِلَةُ الْمِيزَانَ بِنَاءً مِنْهُمْ عَلَى أَنَّ الْأَعْرَاضَ يَسْتَحِيلُ وَزْنُهَا ، إِذْ لَا تَقُومُ بِأَنْفُسِهَا . وَمِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ مَنْ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْلِبُ الْأَعْرَاضَ أَجْسَامًا فَيَزِنُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ عِنْدَنَا ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْمَوَازِينَ تَثْقُلُ بِالْكُتُبِ الَّتِي فِيهَا الْأَعْمَالُ مَكْتُوبَةٌ ، وَبِهَا تَخِفُّ . وَقَدْ رُوِيَ فِي الْخَبَرِ مَا يُحَقِّقُ ذَلِكَ ، وَهُوَ أَنَّهُ رُوِيَ أَنَّ مِيزَانَ بَعْضِ بَنِي آدَمَ كَادَ يَخِفُّ بِالْحَسَنَاتِ فَيُوضَعُ فِيهِ رَقٌّ مَكْتُوبٌ فِيهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَثْقُلُ . فَقَدْ عُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَى وَزْنِ مَا كُتِبَ [ ص: 150 ] فِيهِ الْأَعْمَالُ لَا نَفْسَ الْأَعْمَالِ ، وَأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يُخَفِّفُ الْمِيزَانَ إِذَا أَرَادَ ، وَيُثَقِّلُهُ إِذَا أَرَادَ بِمَا يُوضَعُ فِي كِفَّتَيْهِ مِنَ الصُّحُفِ الَّتِي فِيهَا الْأَعْمَالُ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ : كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى ؟ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرَهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُولَ هَلْ تَعْرِفُ ؟ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ . فَقَوْلُهُ : " فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ " دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْأَعْمَالَ تُكْتَبُ فِي الصُّحُفِ وَتُوزَنُ . وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ فَيُنْشَرُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَظْلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا ثُمَّ يَقُولُ أَلَكَ عُذْرٌ أَلَكَ حَسَنَةٌ فَيَهَابُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ لَا فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ . زَادَ التِّرْمِذِيُّ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وَسَيَأْتِي لِهَذَا الْبَابِ مَزِيدُ بَيَانٍ فِي " الْكَهْفِ وَالْأَنْبِيَاءِ " إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . قَوْلُهُ تَعَالَى : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسهمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ مَوَازِينُهُ جَمْعُ مِيزَانٍ ، وَأَصْلُهُ مِوْزَانٌ ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ مَا قَبْلَهَا . وَقِيلَ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ مَوَازِينُ لِلْعَامِلِ الْوَاحِدِ يُوزَنُ بِكُلِ مِيزَانٍ مِنْهَا صِنْفٌ مِنْ أَعْمَالِهِ . وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِيزَانًا وَاحِدًا عُبِّرَ عَنْهُ بِلَفْظِ الْجَمْعِ ; كَمَا تَقُولُ : خَرَجَ فُلَانٌ إِلَى مَكَّةَ عَلَى الْبِغَالِ ، وَخَرَجَ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي السُّفُنِ . وَفِي التَّنْزِيلِ :كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ . كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ . وَإِنَّمَا هُوَ رَسُولٌ وَاحِدٌ فِي أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ . [ ص: 151 ] وَقِيلَ : الْمَوَازِينُ جَمْعُ مَوْزُونٍ ، لَا جَمْعُ مِيزَانٍ . أَرَادَ بِالْمَوَازِينِ الْأَعْمَالَ الْمَوْزُونَةَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ مِثْلُهُ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تُوزَنُ الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ فِي مِيزَانٍ لَهُ لِسَانُ وَكِفَّتَانِ ; فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيُؤْتَى بِعَمَلِهِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيُوضَعُ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ فَتَثْقُلُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ ; فَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَيُؤْتَى بِعَمَلِ الْكَافِرِ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ فَيُوضَعُ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ فَيَخِفُّ وَزْنُهُ حَتَّى يَقَعَ فِي النَّارِ . وَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ قَرِيبٌ مِمَّا قِيلَ : يَخْلُقُ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ جُزْءٍ مِنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ جَوْهَرًا فَيَقَعُ الْوَزْنُ عَلَى تِلْكَ الْجَوَاهِرِ . وَرَدَّهُ ابْنُ فُورَكَ وَغَيْرُهُ . وَفِي الْخَبَرِ إِذَا خَفَّتْ حَسَنَاتُ الْمُؤْمِنِ أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَاقَةً كَالْأُنْمُلَةِ فَيُلْقِيهَا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ الْيُمْنَى الَّتِي فِيهَا حَسَنَاتُهُ فَتَرْجَحُ الْحَسَنَاتُ فَيَقُولُ ذَلِكَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ! مَا أَحْسَنَ وَجْهَكَ وَمَا أَحْسَنَ خَلْقَكَ فَمَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ وَهَذِهِ صَلَوَاتُكَ الَّتِي كُنْتَ تُصَلِّي عَلَيَّ قَدْ وَفَّيْتُكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهَا . ذَكَرَهُ الْقُشَيْرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ . وَذَكَرَ أَنَّ الْبِطَاقَةَ " بِكَسْرِ الْبَاءِ " رُقْعَةٌ فِيهَا رَقْمُ الْمَتَاعِ بِلُغَةِ أَهْلِ مِصْرَ . وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى :الْبِطَاقَةُ الرُّقْعَةُ ، وَأَهْلُ مِصْرَ يَقُولُونَ لِلرُّقْعَةِ بِطَاقَةٌ . وَقَالَ حُذَيْفَةُ : صَاحِبُ الْمَوَازِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : يَا جِبْرِيلُ زِنْ بَيْنَهُمْ فَرُدَّ مِنْ بَعْضٍ عَلَى بَعْضٍ . قَالَ : وَلَيْسَ ثَمَّ ذَهَبٌ وَلَا فِضَّةٌ ; فَإِنْ كَانَ لِلظَّالِمِ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَرُدَّ عَلَى الْمَظْلُومِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِ فَتُحْمَلُ عَلَى الظَّالِمِ ; فَيَرْجِعُ الرَّجُلُ وَعَلَيْهِ مِثْلُ الْجِبَالِ . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا آدَمُ ابْرُزْ إِلَى جَانِبِ الْكُرْسِيِّ عِنْدَ الْمِيزَانِ وَانْظُرْ مَا يُرْفَعُ إِلَيْكَ مِنْ أَعْمَالِ بَنِيكَ فَمَنْ رَجَحَ خَيْرُهُ عَلَى شَرِّهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَمَنْ رَجَحَ شَرُّهُ عَلَى خَيْرِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ فَلَهُ النَّارُ حَتَّى تَعْلَمَ أَنِّي لَا أُعَذِّبُ إِلَّا ظَالِمًا .
[قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَانَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَادِقِينَ]البقرة:111 نرجوا ان لا يأتوأ بتفسير يحتاج الى تفسير وشرح وفك شفرة
تحدي رقم 2 طرحنا في هذا المنتدى موضوع بعنوان تحدي، وطرحنا فيه اشكالية في آيتين متشابهتين من القرآن الكريم لايوجد لها أي حل في جميع المؤلفات الأسلامية لمختلف الطوائف وظلت مجهولة لمدة 1400 سنة قبل أن يظهر جوابها في كتاب المتشابه من القرآن وكتاب الأنسان بعد الموت لمؤلفهما (محمد علي حسن الحلي ) ، الأشكال وجوابه موجودان على هذا الرابط. في هذا الموضوع سنطرح اشكالية أخرى وسنترك مدة أسبوع قبل أن نذكر حلها، ويستطيع اي أحد من القراء الكرام الأستعانة بأي مصدر تفسيري أو الأعتماد على ذاته لتقديم حل مقنع للأشكال التالي: الآية الأولى في قوله تعالى في سورة فاطر :{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} الأية الثانية في قوله تعالى في سورة الأعراف :"وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ غڑ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـظ°ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـظ°ئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ". المعنى المعروف للمثقلة في الآية الكريمة الأولى هي النفس المثقلة بالذنوب لأن الذنوب هي التي تثقل كاهل الأنسان يوم القيامة . لكن نلاحظ في الآية الثانية أن الأدوار قد انعكست بالنسبة للثقل والخفة فأصبحت الموازين الثقيلة تعني النجاح والفلاح والجنة، بينما أصبحت الموازين الخفيفة تعني الخسران وجهنم. ذهب أكثر المفسرين الى أن الموازين هي جمع ميزان، وان كل انسان سيكون له ميزان لوزن أعماله ومن ثقلت كفة حسناته دخل الجنة ومن خفت كفة حسناته دخل النار. لكن هذا التفسير يتعارض مع مبدأ ارتباط الثقل بالذنب الوارد في الأية الكريمة الأولى ، ولهذا فالشخص المذنب المفروض أن يكون ميزانه مثقلاً بذنوبه وليس خفيفاً بحسناته ، وان سبب دخول جهنم هو لكثرة وثقل الذنوب وليس لقلة الحسنات. ولأن القرآن الكريم قد نزل بكامل البلاغة الربانية فلا يمكن أن يكون هذا التفسير مقنع. الآن السؤال : هل يستطيع أحد أن يبين لنا القصود بالآيتين الكريمتين بحيث يوفق بين الكلمات التي تحتها خط والواردة في الآيتين؟؟ ولي عودة ان شاء الله بعد سبة أيام مع الحل..
تحدي رقم 2
قوانين المنتدى