بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام وفضلنا على كثير من الانام وجعل لنا اركان العبادة من صلاة وصيام فقد قال [أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمۡسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيۡلِ وَقُرۡآنَ الۡفَجۡرِ إِنَّ قُرۡآنَ الۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودًا ](الاسراء 178)
الصلاة هي الركن الأمين والحص الحصين وملجأ العباد الراكعين
فلقد أكد الله سبحانه وتعالى على إقامة الصلاة في الكثير من آيات القرآن الكريم لأهميتها من الدين الإسلامي بشكل عام ولحياة المسلم بشكل خاص
فهما هي الصلاة ؟؟
الصلاة لغة : الدعاء وهي الصلة بين العبد وربه .
وقد عرفها الفقهاء : بأنها أقوال وأفعال يقصد بها تعظيم الله تعالى ، مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم ، بشروط وأركان وآداب خاصة
ولان الصلاة هي الدعاء والدعاء مخ العبادة كما توصف ولأن الدعاء هو لله فلا بد ان يكون خالص لله دون أشراك يقول الله عز وجل [ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادۡعُونِى أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ إِنَّ الَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِى سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ](غافر60)
فكم مر من الوقت لم تصلي ولم تركع لربك فقد قطعت ما امرك الله به ان يوصل وتركت طريق درب الله واهم وسيلة للوصول الى خالقك ورازقك وهو القاهر فوقك
فحيا على الصلاة
فالصلاة تهذب النفوس فيقول فيها الله [ اتۡلُ مَا أُوحِىَ إِلَيۡكَ مِنَ الۡكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنۡهَى عَنِ الۡفَحۡشَآءِ وَالۡمُنكَرِ وَلَذِكۡرُ اللَّهِ أَكۡبَرُ وَاللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ ](العنكبوت45) وقال [وَالۡمُؤۡمِنُونَ وَالۡمُؤۡمِنَاتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍ يَأۡمُرُونَ بِالۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ الۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤۡتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوۡلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ](التوبة71)
ولاهميتها فقد اقترنت في اكثر الاعمال البارة والدالة على الايمان فقد قال رب العالمين [إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنۡ آمَنَ بِاللّهِ وَالۡيَوۡمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوۡلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُوا۟ مِنَ الۡمُهۡتَدِينَ ](التوبة18) ولان عمارة المساجد تكون بالصلاة بالآيمان بالله اولاً والصلاة لله ثانياً فيجب انت تكون الصلاة خالصة لله فقد قال الله عن المساجد [وَأَنَّ الۡمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَـَلا تَدۡعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ]( الجن18) والآية لم تستثني احد لا (زيد ولا عمر والكيلاني او الحسين او علي ) او غيرهم من خلقه دون استثناء
ولان كما قلنا ان الصلاة جاءت مقرونة مع اكثر العمال حباً الى الله فقد قال رب العالمين فيها [ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَاهُمۡ يُنفِقُونَ ]( البقرة3) اي من شروط الايمان بالغيب هو أقامة الصلاة
[إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا۟ الصَّلاَةَ وَآتَوُا۟ الزَّكَاةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلاَ خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلاَ هُمۡ يَحۡزَنُونَ ](البقرة227) فما لك قد تهاونت فيها وتماديت الم تعلم ان الصلاة فيها الخير يقول الله [وَأَقِيمُوا۟ الصَّلاَةَ وَآتُوا۟ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ ](البقرة110)
فحيا على الصلاة
يقول النبي محمد عليه السلام {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر } فليس هنا عذر في تركها لا من فقد عقلة ورشدهُ حتى في لحظات القتال والمعارك وشدة الخوف تكون الصلاة ملجأ فلا مجال لتركها بل هناك تاكيد عليها في هذه الحالات لسرها العظيم [وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٌ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوا۟ أَسۡلِحَتَهُمۡ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلۡيَكُونُوا۟ مِن وَرَآئِكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَى لَمۡ يُصَلُّوا۟ فَلۡيُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوا۟ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوۡ تَغۡفُلُونَ عَنۡ أَسۡلِحَتِكُمۡ وَأَمۡتِعَتِكُمۡ فَيَمِيلُونَ عَلَيۡكُم مَّيۡلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن كَانَ بِكُمۡ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوۡ كُنتُم مَّرۡضَى أَن تَضَعُوا۟ أَسۡلِحَتَكُمۡ وَخُذُوا۟ حِذۡرَكُمۡ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلۡكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ](النساء102)
فهي مفروضه على جميع الانبياء والرسل حتى صبحت جزء مهم من كل الرسالات فقد قال الله عنها [وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعۡبُدُوا اللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤۡتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الۡقَيِّمَةِ ](البينة 5)
وهي الامر الملاصق للحياة [وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمۡتُ حَيًّا](مريم31)
والتي فيها ميزان النفاق وعلامته الدالة عليه فقد وضح الله هذه العلامة في قوله سبحانه [إِنَّ الۡمُنَافِقِينَ يُخَـٰدِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوا۟ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا۟ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذۡكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً](النساء142)والصلاة عدوة الشيطان بعد التوحيد وشغله الاول مع المؤمنين [إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيۡطَانُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ الۡعَدَاوَةَ وَالۡبَغۡضَآءَ فِى الۡخَمۡرِ وَالۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ](المائدة91)
والصلاة دعاء أبراهيم [رَبِّ اجۡعَلۡنِى مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ]( أبراهيم40) ومن علامات دين إبراهيم الحنيف [وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجۡتَبَاكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِى الدِّينِ مِنۡ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الۡمُسۡلِمينَ مِن قَبۡلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَىٰ النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعۡتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوۡلَاكُمۡ فَنِعۡمَ الۡمَوۡلَى وَنِعۡمَ النَّصِيرُ ](سورة الحج78)
فبعد كل هذه الآيات والتبين لاهمية الصلاة أرجوا ان تكون من المصلين بعد ان تكون من عباد الله الموحدين
والآيات كثيرة والموضوع له من الاهمية ما تعجز على وضعها موضوع مهما طال
لكن أرتيت ان يكون قصيراً جهد الأمكان حتى لا يمل القارئ وكما (قيل خير الكلام ما قل ودل)
فما كان من صواب فبرحمة من الله
وما كان من خطأ هو مني والعياذ بالله
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم