بسم الله الرحمن الرحيم
{ قَالَ رَبِّ ٱشْرَحْ لِى صَدْرِى (25) وَيَسِّرْ لِىٓ أَمْرِى(26) وَٱحْلُلْ عُقْدَةًۭ مِّن لِّسَانِى(27) يَفْقَهُوا۟ قَوْلِى(28)} (طه) أمين رب العالمين
أن للإنسان شيء يميزه عن سائر المخلوقات فهو مأمور بالعبادة لله وحده مع وجود كم هائل من المغريات و الغرائز والشهوات سوى كانت مادية أو معنوية وهو دائما ما يطمح للوصول و الاستحواذ على كل شيء ألا من رحم ربي وكان قنوعاً بما قسم الله لهٌ في هذه الحياة
يقول سيدنا ونبينا (إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام) في سورة الأنعام آية ( 162)[قُلۡ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحۡيَاىَ وَمَمَاتِى لِلّهِ رَبِّ الۡعَالَمِينَ ] قد يكون أغلب الناس قد مرت عليه هذه الآية ولو مرة في عمره وهي إقرار أولاً بالعبودية لله والطاعة والعبادة ,,
ولكن هنا يأتي سؤال واحد محدد هل حياتك هي فعلاً لله ؟؟
أي بمعنى انك تحيا من اجل أن تكون عبداً لله ؟؟ أو أن تحيا لتكون عبداً لكل شيء إلا الله
(والعياذ بالله ) ؟؟
فهل جعلت من حياتك كلها طاعة لله ؟؟؟ أو كرست كل حياتك في معصية الرحمن
فأن كانت الأولى فعليك أن تحمد الله ,, وان كانت الأخرى فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قد يتبادر ألي ذهن أحدكم ويقول هل تعني أن نترك كل الحياة الدنيا ونتوجه للعبادة الله فقط
وهذا بالتأكيد في منتهى " الغباء" لكن ماذا لو جعلت كل ما تقوم به من أعمل هي لله
مثلاً أن تخلص في عملك تبتغي رضا الله ( شرط ان يكون العمل حلال ) , أن تخدم امك وأباك بما يرضي الله وتبتغي من ذلك رضا الله , أن تسعد زوجتك و أبنائك وتحقق لهم مطالبهم بما يرضي الله وان تبتغي في ذلك وجه الله و رضاه
كل هذه الأمر وغيرها حين تجعل مبدئك فيها رضا الرحمن تكون قد حققت فيه مبدأ أن حياتك لله وبهذا تكون قد صدقت في هذه الجزئية
فأن كانت حياتك كذلك وكنت من الموحدين
فأن شاء الله مماتك سيكون لله والواحد الأحد فتدخل في رحمة الله الصمد
أرجوا من الله أن اكون قد وفقت في هذا الطرح
وان يتقبله الله مني أن كان معروف وان يغفره ويصفح لي ان كان منكر انه هو الغفور الرحيم
والحمد لله على نعمة التوحيد أولاً وأخراً
والسلام عليكم ورحمة الله