هذه القصة منقولة من كتاب الانسان بعد الموت لمفسر القرآن المرحوم محمد علي حسن الحلي
موت أم إغماء ؟
( ساعة قضيتها مع الأرواح )
وهذه القصّة ذكّرتني حادثة وقعت لي في زمان طفولتي أذكرها كشاهد على ذلك فأقول :
المقدّمة
إعلم أيّها القارئ الكريم أنّ قصّتي هذه ليست قصّة خيالية ، ولا رواية تمثيلية ، إنّما هي قصّة حقيقية ، وحادثة زمنية وقعت لي في زمن طفولتي ، وكان عمري حينذاك سبع سنين ، وكان أهلي يسكنون في مدينة كربلاء فسقطت من مكان مرتفع في دارنا ، وعند سقوطي على الأرض شعرت كأنّي كنت في قفص فخرجت منه ، والقفص هو جسمي وأنا أصبحت روحاً ، فرأيت الأرواح وتكلّمت معهم كما أتكلّم مع الأحياء ، ورأيت أشياء لم أكن أعهدها من قبل ، فعجبتُ مِمّا رأيت ، ثمّ عدتُ إلى قفصي بعدما قضيتُ ساعة في عالم الأرواح وفتحتُ عيني وإذا أنا في حجر أمّي ، فقصصتُ لَها ما وقع لي وما رأيتُ في ذلك العالم الغريب ، فعجبَتْ من ذلك وأخبرَتْ به والدي عند مجيئه إلى الدار ، ولم أكن أعلم حينذاك شيئاً عن الأرواح .
وقد نسيتُ تلك الحادثة بعد أيّام من وقوعها ، ثمّ تذكّرتُها بالتفصيل بعد سنّ الأربعين من عمري ، وأحمد الله الذي أراني الأرواح في زمن طفولتي وذكّرني بِها في زمن كهولتي لأكون من الموقنين .
رحلة في عالم الأرواح
كان بيتنا قرب صحن العبّاس في كربلاء ، وقد شقّه بعد ذلك الشارع الذي يسمّى اليوم بشارع علي أكبر ، وكان لنا حمّام مقابل دارنا هذه يسمّى بِحمّام (شنطوط) وفي دارنا يوجد نيم سرداب فيه رفّ يرتفع عن أرض السرداب بمقدار متر ، وتحت الرفّ درج تتّصل بأتون الحمّام .
وفي يوم من أيام الصيف رغبت أن أنام على ذلك الرفّ ، فنهتني أمّي عن ذلك وقالت "إن نمتَ على هذا الرفّ تسقط إلى أسفل الأتون وتموت ." فلم أنتهِ عن رغبتي ولم ألتفت لقولِها ، ثمّ استغفلت والدتي بعد أن ذهبتْ عنّي لقضاء أشغالِها وصعدتُ ونمتُ على ذلك الرفّ ، وكنت أتقلّب في نومي فسقطتُ من الرفّ على رأسي فوق الدرج التي تحت الرفّ ، وعند وقوعي شعرتُ كأنّي كنتُ في قفص فخرجتُ منه ، والقفص هو جسمي وقد أصبحتُ روحاً من الأرواح ، وصعدتُ من الدرج إلى السرداب أقفز كالعصفور ؛ إذْ كانت ساقاي فيهما تجاذب ولا أستطيع أن أرفع رجلاً وأضع أخرى لكي أصعد من الدرج ، وتركت جسمي ملقىً على الدرج .
ثمّ نظرتُ إلى نفسي فإذا...............
تكملة القصة على هذا الرابط http://quran-ayat.com/insan/2.html#موت_أم_إغماء_؟