بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
يقول رب العزة في محكم كتابه [ َوَ مَن كَانَ مَيۡتًا فَأَحۡيَيۡنَاهُ وَجَعَلۡنَا لَهُ نُورًا يَمۡشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيۡسَ بِخَارِجٍ مِّنۡهَا كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَافِرِينَ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ ]( الأنعام 122)
حين قراءتي لهذه الآية استوقفتني وأخذت أفكر في ما تحمله من معنى بليغ في وصفهِ عميق في معناه فهي تصف المعنى الحقيقي للحياة , والموت .
لكن الإشارة هنا ليس بالمعنى الحرفي لموت الجسد او خروج الروح , ولكن المعنى مجازي لموت الفؤاد الذي من خلاله يحيا الإنسان كما اراد الله ان يحيا والموت المعني هو ان تعيش على غير هدى او نور او بصيرة حقيقة تدلك على درب الله وصراطه المستقيم . فما هو المقياس الحقيقي للحياة
الكثير منا ما ينطق هذه الكلمة حتى وان كان من اصحاب الدين والمعرفة
هذه هي الحياة ( هذا الناس العايشة ) فما هو كان مقياسك للحكم بالحياة
مثلاً اذا دخل احد ما منزل كبير وفيه كل وسائل الراحة فتقول هذه هي الحياة ( هذه الناس العايشة ) فكان قياسك المنزل او السيارة او الوظيفة او المال وغيرها .
ومنهم من يقيس الحياة على الصحة او العلم و شرف المنزلة بين القوم او مكان الإقامة او غيرها
ولكن لمعرفة المقايس الحقيقي للحياة علينا سؤال من يهب ويمنح هذه الحياة ونعرف معنى الحياة
وبالرجوع الى الآية الكريمة { َوَ مَن كَانَ مَيۡتًا فَأَحۡيَيۡنَاهُ وَجَعَلۡنَا لَهُ نُورًا يَمۡشِى بِهِ فِى النَّاسِ } اذن قياس الحياة والموت هو النور الذي موجد فيك وفي فؤادك ويقودك الى صراط الله المستقيم وطريقه القويم فما هو هذا النور ؟؟
يقول الله سبحانه وتعالى [ وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَا إِلَيۡكَ رُوحًا مِّنۡ أَمۡرِنَا مَا كُنتَ تَدۡرِى مَا الۡكِتَابُ وَلَا الۡإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلۡنَاهُ نُورًا نَّهۡدِى بِهِ مَنۡ نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهۡدِى إِلَى صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ ](الشورى52) اذن النور هو ان تكون على معرفة بالله وتوحيده وعبادته بنور الكتاب والكتاب هو القرآن الكريم فمن لم يعرف القرآن ولم يكن طريقه بنور من القرآن هو ميت او بحكم الميت
نرى الكثير من الناس منعمين ومترفين لكنهم مع كل هذا هم بحكم الاموات بل ان هناك من يتمنى الموت الحقيقي للموت فلا يجده وللوقف على علة هذه الحالة نذكر كلام رب العزة [ وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحۡشُرُهُ يَوۡمَ الۡقِيَامَةِ أَعۡمَى ] ( طه124) وسبب العمى هو ما جاءت به الآية الكريمة { النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيۡسَ بِخَارِجٍ مِّنۡهَا كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَافِرِينَ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ }و الآية الكريمة [ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِى أَعۡمَى وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرًا ]( طه125) .
لذلك فأن حقيقة الآمر لو اردنا ان نحسب عمر الإنسان يجب علينا ان نحسب عمره وهو في نور الله في كل حياته فأن كان في نور الله فهو حي وان لم يكن في نور الله ويحيا لله فهو ميت بالقياس النفسي للدين فهذه حقيقة الامر في الدنيا ولكن مع الاسف اكثر الناس غافلين عنها فهم يلهثون خلف سراب الحياة الدنيا وملذاتها. من هذا نعرف ان قياس الموت والحياة هي بطاعة الله على نور من الله فمتى عبدت الله على نور منه وهو القرآن فأنت حي ومتى تركت طريق الله او كنت على غير نور الله ( القرآن ) فأنت ميت او بطريقك الى الموت في قياس النور الديني ( القرآن , التوحيد , الخوضع الكلي لله سبحانه وتعالى )
جاء في الآثر عن النبي عليه السلام يقول { مثلُ الذي يُذكرُ الله ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت }
الملخص من هذا نستنتج ان حقيقة الحياة والموت هي نور معرفة الحق ونور التوحيد فيحيا الانسان لله على نور من الله لطاعة الله فكل إنسان لا يحيى على نور من الله فهو ميت
والان اطرح عليك هذا السؤال البسيط هل انت حي أم ميت ؟؟؟ فكر وأجب نفسك وكن صريحاً معها
فساعة موت الإنسان هو متى ما عاش بغير نور من الله او هدى من ربه الكريم وبذلك فقد عاش في ظلام أبليس والشياطين فهو كالميت الحي
هذا والله أعلم و أكرم
فأن اصبت فالحمد لله وان أخطأت فستغفر الله وارجو غفرانه
والسلام عليكم