ارتبط ذكر الجنة بالوراثة، فأهل الجنة سيرثوها، ومعنى الوراثة هو ان تملك شيئاً كان في السابق ملكاً لغيرك، فمن كان يملك أشياءً في الجنة ولم يعد يملكها؟
قال تعالى في عدة مواضع في كتابه الكريم:
{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا}
{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ}
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
وفي سورة البقرة ذكر الله تعالى :
{وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
المؤلف الوحيد الذي وضح ماهية الجنان بما يتوافق مع القرآن الكريم ومع كل الآيات السابقة هو محمد علي حسن الحلي في كتابه الأنسان بعد الموت:
الجنان
إنّ الجنان التي ندخلها يوم القيامة هي أثيرية وليست بِمادية لأن التي تدخلها هي النفوس لا الأجسام ، وموقعها في الفضاء ، وهي سبعٌ فإذا صار يوم القيامة تكون ثمانية , وقد سبق الكلام عنها في كتابنا (الكون والقرآن) بعنوان (السماوات الأثيرية) ، وهنّ الحاملات للعرش وهنّ الملقّبات بالكرسي ، فقد جاء في مجموعة التوراة في صحف إشعيا النبيّ في الإصحاح السادس والستين قال : ((هكذا قال الربّ : السماوات كرسيّي والأرض موطئ قدمي )) ، فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الأثيرية .
والجنان الأثيرية باقية لا تفنى ولا تزول إلى الأبد ولا يعتريها عارض ، والجنان لا يعلم الناس موقعها ليدخلوها ولكنّ الله تعالى يرسل ملائكته فيرشدون المؤمنين إليها
......
وقال تعالى في سورة مريم {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا} فلماذا يقول {نُورِثُ} لأنّ الأشجار التي كانت للكافرين في دار الدنيا يعطيها الله للمؤمنين في الآخرة فتكون إرثاً لهم ، وذلك لأنّ الأشجار لها أرواح كما للناس نفوس .
وقال تعالى في سورة المؤمنون {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} يعني يرثون ما كان للكافرين في دار الدنيا وهو الأثيري منه لا المادّي ...
تكملة موضوع الجنان على هذا الرابط
الأنسان بعد الموت كاملاً على هذا الرابط