[ القول بأنّ أصل الإنسان من القرود ]
منقول من كتاب الرد على الملحدين لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي الطبعة الثانية
وقال آخرون : إنّ الإنسان كان قرداً في قديم الزمان ثمّ صار يأخذ بالترقّي والتمدّن حتّى صار إنساناُ ، فالإنسان إذاً أصله من القرود .
أقول إنّ بين الإنسان والقرد فرق كثير :
أولاً : إنّ جلد القرد ملآن بالشعر كالقطّ ، والإنسان ليس في جلده شعر إلاّ قليلاً .
ثانياً : إنّ رأس القرد متساوي في الشعر كجسمه ، أمّا الإنسان فشعر رأسه طويل .
ثالثاً : إنّ القرد ليس له لحية ولا شارب ، أمّا الإنسان فهو عكس ذلك .
رابعاً : إنّ القرد له ذنَب طويل ، والإنسان ليس له ذنَب .
خامساً : إنّ القرد لا ينطق ، والإنسان ينطق بكلّ لهجة .
سادساً : إنّ القرد يمشي على أربع ، والإنسان يمشي على رجلَين مستقيم القامة .
وهكذا [توجد] فروق كثيرة بين القرد والإنسان ، ثمّ لو أنّ القرود تتمدّن وتكون من البشر إذاً لأصبحت القرود كلّها بشراً ولم يبقَ قرد على وجه الأرض ولم نرَ في هذا الزمن أثراً للقرود ، وكيف تتمدّن القرود وهي حيوانات ، وكيف يذهب شعر جسمها ، وكيف يطول شعر رأسها ، وهل تظهر لها لِحى وشوارب ، وكيف تتمكّن القرود من النطق والكلام ، وكيف يذهب ذنَبها ، فلو أنّنا قطنا ذنَب قرد ثم تناسل ذلك القرد فهل يكون نسله بلا ذنَب أم يكون له ذنَب كما كان أولاً ؟ وهل يتكلّم بهذا الكلام عاقل ، وما قصدهم بذلك إلاّ إنكار وجود الخالق {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}