بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
لا اله الا الله محمد رسول الله
يقول الغني الكريم في كتابه المجيد [ لاَّ خَيۡرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجۡوَاهُمۡ إِلاَّ مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلاَحٍ بَيۡنَ النَّاسِ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ابۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ اللّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمًا ](النساء114 ) ويقول سبحانه وتعالى في سورة هود الآية 51[ يَاقَوۡمِ لا أَسۡأَلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِنۡ أَجۡرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ الَّذِى فَطَرَنِى أَفَلاَ تَعۡقِلُونَ ]
نسمع كثيراً من الناس من يقول لشخص ما يريد ان يشكره على عمل أجرك على فلان مثلاً ( أجرك على الحسين او أجرك على ابا عبد الله ويجزيك السيد البدوي او يجزيك الشيخ الكيلاني ) ومن هذا القبيل
وهذا ما لم اجد له أصل في القرآن الكريم أذ ان كل الآيات تدل على ان الذي يثب او يعاقب هو الله وليس اي احد غيره مما خلق
ولم أجد اي تفسير اخر للذي يقال أما اذا أرد احدهم تأويلها بطريقة اخرى فقد يكون تخالف المضمون القرآني وهو بذلك خالف الدين وخرج منه فلا نقاش معه لأنه خالف النص الصريح
واذا اردنا ان نفسر القول بأجرك على فلان من الناس فليس لها الا تفسيرين حسب ما أرى
الأولهو الإعتقاد ان الأجر او الثواب والعقاب بيد فلان من الأموات وهذا شرك صريح ليس فيه لبس
والثاني ان الأجر سيذهب لفلان من الأموات الذي اعتقد فيه انه إنسان صالح وهو بالجنة او له مكانه عن الله وجعله وسيط بيني وبين الله وهذا العمل او الطعام هو رشوة لكي يتوسط هذا الرجل الصالح عند الله وهو بهذا اصبح مرتشي والعياذ بالله
وهنا يخطر ببالي سؤال اذا كان هذا الصالح في الجنة ! هل تعرف ما هي الجنة! الجنة هي ما تتحسر عليها انت و إنا ونجاهد ليل نهار للوصل الى اقل مرتبه فيها
وهنا اذكر حديث للنبي محمد عليه السلام فقد جاء في الآثر{ "قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر )
فماذا تريد ان تعطيه او تزيد عليه بعد هذا الوصف الموجز والبليغ للجنة
ولا اعلم كيف يمن الفقير ( أنت ) على الذي أغناه الله بفضله وادخله الجنة ( و الذي تريد انت انت تزيده أجر ) كيف المعادلة لا اعلم لها تصريف او منطق الا وصفها بالغباء المتكابر او الغباء المتحاذق
فلو احتفظت بمالك وانفقته على عيالك او أنفقته في سبيل البر والدعوة الى الله والدعوة الى الله يعني الدعوة الى تعظيم الله وحده وعدم الشرك به او ولا تنفق مالكهُ رِئَآءَ او في سبيل الشرك وغيره من الأمور التي تهلك بها نفسك ومالك فيكون المال طريقك للنار وليس للجنه
واذكر هنا بعض من آيات الكتاب الحكيم لكي يكون القارئ العزيز على علم ان الاجر بيد الله والثواب العقاب بيد الله وليس غير الله نرجوا رحمته ونخاف عذابه الله و أن يرحمنا برحمة لا تزول ولا تحول برحمتك يا ارحم الراحمين يا الله
يقول الله سبحانه وتعالى
[ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا۟ وَالَّذِينَ هَادُوا۟ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنۡ آمَنَ بِٱللَّهِ وَالۡيَوۡمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلاَ خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلاَ هُمۡ يَحۡزَنُونَ ](البقرة62)
[ بَلَىٰ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٌ فَلَهُ أَجۡرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلاَ هُمۡ يَحۡزَنُونَ ]( البقرة112)
[الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَالَهُمۡ فِى سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتۡبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلاَ خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلاَ هُمۡ يَحۡزَنُونَ ]( البقرة274)
[ يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضۡلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجۡرَ الۡمُؤۡمِنِينَ ]( آل عمران 171)
[إِنَّ اللّهَ لاَ يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمًا ]( النساء40)
[وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌۭ وَأَجْرٌ عَظِيم ]( المائدة9 )
وغيرها من الآيات الكريمة في كتاب الله الكريم
والخلاصة : ان الأجر بيد الله و هو الذي يؤجر ويثيب ويعاقب على الأعمال فلا تبتغي بأي عمل غير وجه الله وحده سبحانه وتعالى فإذا ابتغيت غير وجه الله فأعلم ان عملك وجهدك وأجرك اصبح هباء منثورا وخير ما اختم به قول العزيز الجبار [ وَقَدِمۡنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنۡ عَمَلٍ فَجَعَلۡنَاهُ هَبَآءً مَّنثُورًا ](الفرقان23 )
هذا والله اعلم واكرم
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله