توجد فكرة سائدة في كثير من المعتقدات والأديان مثل المعتقد المسيحي ، وهي أن الله هو رحمة ومغفرة مطلقة ولايمكن أن يعذب أحداً. فيما توجد فكرة مشابهة منتشرة في صفوف اللادينية أو الملحدين، وهي أن الخالق قد خلق الأنسان أو الحياة في الأزمان الغابرة ثم تركها ولم يتدخل في تسييرها فكل النتائج هي من أعمال البشر والطبيعة المخلوقة ولهذا لاداعي للبشر أن يتعب نفسه في البحث عن الآله بل عليه أن يحل مشاكله في نفسه.
وتوجد مسألة علمية تشكل رداً واحداً على الطرحين . يكمن الرد في أصغر كائن حي معروف وهو الفايروس الذي يصيب الأنسان بالمرض. إن الفايروس يحمل نفس تركيب الكائنات الحية مما يعني أن خالق الحياة هو أيضاً خالقه، ولكن هذا الفايروس هو مصنوع بأتقان كبير ليقوم بهدف واحد وهو تسبب الأذى للبشر عن طريق المرض داخل الخلايا ولايعيش أو يتكاثر خارجها مما يعني أن لاهدف لحياته خارج خلايا الأنسان، وقد زوده الله بكل شيٍء ليقوم بواجبه.
اذا كان الله قد خلق الأنسان منذ زمن ولا يعلم أو لايتدخل في حياته، اذن لماذا خلق له كائن صغير يسبب له الألم والموت؟!
واذا كان الله رحمة ومغفرة مطلقة للأنسان، اذن لماذا خلق له كائن لا خير فيه سوى الألم والأذى لمن يصيبه؟!
قال تعالى:"إنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا "
يعترض البعض: هل من المعقول أن يكون كل هذا الالم لدى الله الرحيم؟
معقول أم غير معقول، اذهب الى بعض مناطق أفريقيا ستصاب بمرض يسمى الملاريا بسبب طفيلي ينتقل بالبعوض، ستشعر بحمى وآلام شديدة لعدة ايام تنتهي بالموت عند ذلك اسأل هل من المعقول اني اشعر بالألم بسبب مخلوقات الله؟؟ لكن لن يغير سؤال العقلانية شيء. فوجود الألم في الحياة التي خلقها الله تعني وجود العذاب في افعال الله، وقد بين الله تعالى في كتابه الكريم أن الألم في الأخرة سيكون عقاباً على افعال الدنيا السيئة.
أن وجود الخالق يعني وجود السعادة والألم في الحياة التي خلقها، والعاقل هو من يبحث عن كيفية ارضاء الله ليجد السعادة ويتجنب الألم، و الحماقة هي افتراض أمور بعيدة عن الواقع ويقيسها الأنسان الى عقله ثم يصدقها ويعيش فيها رغم تناقضها.