منقول من كتاب الرد على الملحدين لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي الطبعة الثانية
[ خلق آدم وحواء ]
أقول لا شكّ أنّ الله تعالى خلق آدم وحوّاء على هذه الطريقة أي خلقهما في جوف الأرض من ترابٍ رطب فنبتا كما ينبت الفِطر (الكمأة) ، ولمّا تمّ خلقهما خرجا من ذلك القبر إلى سطح الأرض ، فقد قال الله تعالى في سورة نوح {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} ، وقال تعالى في سورة البلد {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} أي في كبد الأرض ، فالكبد هو الجوف ، فكبد الأرض جوفها ، وكبد السماء وسطها ، وفي ذلك قال عنترة :فأتيتُها والشّمسُ في كبِدِ السّما والقومُ بينَ مقدّمٍ ومؤخّرِوالمعنى في جوف الجبل ، لأنّ آدم وحوّاء خلقهما الله تعالى فوق جبل ثمّ هبطا منه إلى الأرض المستوية ،فإنّ الله تعالى ذكر مرّةً بأنّ آدم خلقه من طين ومرّةً ذكر أنّه خلقه من تراب ، فالتراب الرطب يصحّ أن نطلق عليه لفظة طين ويصحّ أن نطلق عليه لفظة تراب . وقد ذكرنا في كتابنا الكون والقرآن قسطاً عن منشأ الحياة وذلك بعنوان الحياة انتقالية فيمكنك مطالعته . والله يهدي مَنْ يشاءُ إلى صراطٍ مُستَقيم .