تفسير سورة الحجر من الآية( 89) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) :
http://quran-ayat.com/huda
89 - (وَقُلْ) يا محمد للمشركين (إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) أنذركم بالعذاب إن لم تؤمنوا .
90 - (كَمَا أَنزَلْنَا) العذاب (عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) الذين ذبحوا ناقة صالح واقتسموا لحمها فيما بينهم
91 - ثمّ أخذ سبحانه في ذمّ المشركين من أهل مكة فقال (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) أي جعلوه مثل شوك العضاة يؤذيهم لأنّه يُفندّ آراءهم ويُخطّيء عقائدهم ، بينما جعله الله موعظة ورحمة لمن آمن به . فالعضاه شجر بري كثير الشوك وشوكه متين طويل فلذلك يُضرب به المثل في الأذى . ويسمّى شوكه "عضين" وجمعه "عضوات" ، ومن ذلك قول الشاعر :
تِلكَ ديارٌ تأزِمُ المآزِما ..... وعَضَواتٌ تَقطعُ اللّهازِما
فاللهزمة عظم ناتيء في اللحى تحت الأذن وهما اللهزمتان وجمعه لهازم . إنّ الشاعر يضرب المثل بهذا الشوك لصلابته يقول إنّه يقطع لهازم الدواب إذا أكلت منه .92 - (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ،
93 - (عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالكافر يُسأل سؤال توبيخ وتقريع ، والمؤمن يُسأل سؤال محاكمة ، والأنبياء يسألون عن تبليغ الرسالة ، وكلُّ راعٍ مسؤول عن رعيته .
94 - في باديء الأمر لقي المسلمون الأذى من المشركين في مكة فشكَوا إلى ربهم ، فأمر الله رسوله أنّ يبعث المسلمين إلى الحبشة حتى يزداد عدد المسلمين ويقوَى جمعهم ثم يعودوا من الحبشة ونزلت هذه الآية :
(فَاصْدَعْ) يا محمد (بِمَا تُؤْمَرُ) أي فرّق بين المسلمين والمشركين بالهجرة ليسلموا من أذى المشركين . فالصدع هو شقٌ في الزجاج أو في الجدار أو في غير ذلك ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الطارق {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} أي ذات التصدّع والتشقّق ، ومثل ذلك قول الصلتان العبدي :
أنا الصلتاني الذي قد عَلْمتِمُ ..... متَى ما يُحكّم فهو بالحكمِ صَادِعُ
أي فاصلُ . وقال جرير :
وهاماتِ الجبابرِ قد صَدَعنا ..... كَأنّ عِظَامَهَا فِلَقُ المَحَارِ