تفسير سورة الفلق من الآية( 1) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : http://quran-ayat.com/huda/
1 - (قُلْ) يا محمد (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) أي أعتصم بربّ الفلق الذي فلق الذرّة من الشمس . وقد سبق تفسير الفلق في سورة الأنعام عند قوله تعالى { إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى } . وقوله { فَالِقُ الإِصْبَاحِ }
2 - (مِن شَرِّ مَا خَلَقَ) يعني من شرّ كلّ مخلوق يحصل منه أذىً .
3 - (وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) الغسق هو ظلام الليل ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} ، يعني ظلام الليل. ومن ذلك قول زهير :
ظلّتْ تجوبُ يداها وهيَ لاهيةٌ ..... حتّى إذا جنحَ الإظلامُ والغَسَقُ
وقوله (إِذَا وَقَبَ) يعني إذا دخل ، والمعنى من شرّ ليلٍ مظلم إذا دخل . يريد بذلك الليل الطويل الذي يكون طوله ألف سنة والذي سبق الكلام عنه .4 - (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) النفثُ هو إلقاء كلمات من الملائكة أو من الجن أو من النفوس إلى ذاكرة الإنسان ، فإن كانت من الملائكة كانت وحياً ، وإن كانت من الشياطين كانت وسوسةً وكفراً . ومن ذلك قوله تعالى في سورة الناس { مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ } أي من شر وسوسة الشياطين . وفي الحديث أنّ النبي (ع) قال "إن روح القدس نفث في روعي" يعني جبرائيل أوحَى إليّ وبثّ الكلام في ذاكرتي . وقال في افتتاح الصلاة "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" يعني ومن إلقائه كلماتِ الكفر في ذاكرتي . فقوله تعالى (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) يعني ومن شرّ الشياطين والنفوس الشريرة التي تلقي كلمات الكفر في ذاكرة الإنسان وتغويه . والعُقد هي عُقد الدماغ ، أي تلافيف المخ ، ومن ذلك قولُ علقمة :
فأصبَحوا عندَ ابنِ جَفنةَ في ال ..... أغلالِ مِنهمْ والحَديدِ عُقَدْ
يقول الشاعر أصبح بعضهم في جسمه تعاريج ونتوآت من أثر الحديد والأغلال .5 - (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) الحاسد هو الذي يريد سلب نعمة أنعمها الله عليك من مالٍ كثير أو زوجة حسناء أو دابّة سريعة أو غير ذلك .