قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّکُم اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ*)(1) .هذه الاية المبارکة تسمّى في الکتب بـ «آية الولاية»، استدلّ بها الاماميّة على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه، وکما ذکرنا من قبل، لابدّ من الرجوع إلى السنّة لتعيين مَن نزلت فيه الاية المبارکة، وبعبارة أُخرى لمعرفة شأن نزول الاية.ثمّ بعد معرفة شأن نزول الاية المبارکة، لابدّ من بيان وجه الاستدلال بها على إمامة أمير المؤمنين، ثمّ يأتي دور الاشکالات والاعتراضات والمناقشات التي نجدها في کتب الکلام والعقائد من قبل علماء السنّة في الاستدلال.فالبحث إذن يکون في جهات:الجهة الاُولىفي شأن نزول هذه الاية المبارکةأجمعت الطائفة الاماميّة، ورواياتهم بهذا الامر متواترة، بأنّ الاية المبارکة نزلت عندما تصدّق أمير المؤمنين سلام الله عليه بخاتمه على السائل، وهو في أثناء الصلاة وفي حال الرکوع.فالامر مفروغ منه من جهة الشيعة الاماميّة.إلاّ أنّ هذا المقدار لا يکفي للاستدلال على الطرف المقابل، کما ذکرنا من قبل، فله أن يطالب برواة هذا الخبر من أهل السنّة، من المحدّثين والمفسّرين، وله أيضاً أن يطالب بصحّة سند هذا الخبر في کتب السنّة، ليکون حجّة عليه.ونحن على طبق هذه القاعدة المقرّرة في أُصول البحث والمناظرة، نذکر في الجهة الاُولى أسماء بعض من روى هذه القضيّة، ونزول هذه الاية المبارکة في أمير المؤمنين، في خصوص تصدّقه في حال الرکوع بخاتمه على الفقير، على السائل، لتتمّ الحجّة حينئذ على من يرى حجيّة کتبه، على من يرى اعتبار رواياته، على من يلتزم بلوازم مذهبه، فحينئذ تتمّ الجهة الاُولى، ويتعيّن مَن نزلت فيه الاية المبارکة، ويکون الخبر متّفقاً عليه بين الطرفين، ومقبولاً بين الخصمين أو المتخاصمين.قول المفسّرين1 ـ يعترف القاضي الايجي في کتابه المواقف في علم الکلام وهو من أهم متون أهل السنّة في علم الکلام وأصول الدين، فالقاضي الايجي المتوفّى سنة 756 هـ يعترف بإجماع المفسّرين على نزول الاية المبارکة في هذه القضيّة الخاصّة المتعلّقة بأمير المؤمنين (عليه السلام)(2) .2 ـ وأيضاً يعترف بهذا الاجماع: الشريف الجرجاني المتوفّى سنة 816 هـ، في کتابه شرح المواقف في علم الکلام، وهذا الکتاب متناً وشرحاً مطبوع وموجود الان بين أيدينا(3) .3 ـ وممّن يعترف بإجماع المفسّرين على نزول الاية المبارکة في شأن علي (عليه السلام): سعد الدين التفتازاني المتوفّى سنة 793 هـ، في کتابه شرح المقاصد(4) ، وشرح المقاصد أيضاً من أهم کتب القوم في علم الکلام، ومن شاء فليرجع إلى کتاب کشف الظنون ليجد أهميّة هذا الکتاب بين القوم، وفي أوساطهم العلميّة، حيث کان هذا الکتاب من جملة کتبهم التي يتدارسونها في حوزاتهم العلميّة، لذلک کثر منهم الشرح والتعليق على هذا الکتاب.4 ـ وممّن يعترف بإجماع المفسّرين من أهل السنّة على نزول الاية المبارکة في أمير المؤمنين، في هذه القضيّة الخاصّة: علاء الدين القوشجي السمرقندي في کتابه شرح التجريد، وهذا الکتاب أيضاً مطبوع وموجود بين أيدينا(5) .فعلماء الکلام الذين يبحثون عن أدلة الامامة، وعمّا يقول الطرفان في مقام الاستدلال، وعمّا يحتجّ به کلّ من الطرفين على مدّعاه، يقولون بنزول الاية المبارکة في هذه القضيّة الخاصّة.إذن، فالمفسّرون من أهل السنّة مجمعون على نزول الاية المبارکة في هذه القضيّة، والمعترِف بهذا الاجماع کبار علماء القوم في علم الکلام، الذين يرجع إليهم ويعتمد على أقوالهم ويستند إلى کتبهم.قول المحدّثينفقد رأيت من رواة هذا الحديث في کتبهم:1 ـ الحافظ عبد الرزّاق الصنعاني، صاحب کتاب المصنّف، وهو شيخ البخاري صاحب الصحيح.2 ـ الحافظ عبد بن حميد، صاحب کتاب المسند.3 ـ الحافظ رزين بن معاوية العبدري الاندلسي، صاحب الجمع بين الصحاح الستّة.4 ـ الحافظ النسائي، صاحب الصحيح، روى هذا الحديث في صحيحه.5 ـ الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ المعروف والتفسير المعروف المشهور.6 ـ ابن أبي حاتم الحافظ الرازي المحدّث المفسّر المشهور، الذي يعتقد ابن تيميّة في منهاج السنّة بأنّ تفسير ابن أبي حاتم خال من الموضوعات.7 ـ الحافظ أبو الشيخ الاصفهاني.8 ـ الحافظ ابن عساکر الدمشقي.9 ـ الحافظ أبو بکر ابن مردويه الاصفهاني.10 ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني.11 ـ الحافظ الخطيب البغدادي.12 ـ الحافظ أبو بکر الهيثمي.13 ـ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي.14 ـ الحافظ المحبّ الطبري شيخ الحرم المکّي.15 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي، المجدّد في القرن العاشر عند أهل السنّة.16 ـ الحافظ الشيخ علي المتّقي الهندي، صاحب کتاب کنز العمّال.هؤلاء جماعة من أعلام الائمّة في القرون المختلفة، يروون هذا الحديث في کتبهم.يقول الالوسي صاحب التفسير المسمّى بروح المعاني: غالب الاخباريين على أنّ هذه الاية نزلت في علي کرّم الله وجهه(6) .فالقضيّة بين المفسّرين مجمع عليها، وغالب المحدّثين والاخباريين ينصّون على هذا، ويقولون بنزول الاية في علي ويروون هذا الحديث. وذکرت لکم أسماء جماعة من أعلامهم، منذ زمن البخاري إلى القرن الحادي عشر.ولو أنّک تراجع تفسير ابن کثير في ذيل هذه الاية المبارکة(7) ، تجده يعترف بصحّة بعض أسانيد هذه الاخبار، واعتراف ابن کثير بصحّة بعض هذه الاسانيد يمکن أن يکون لنا حجة على الخصوم، لانّ اعتراف مثل ابن کثير بصحّة هذه الروايات، وهو ممّن لا نرتضيه نحن ونراه رجلاً متعصّباً في تفسيره وتاريخه، هذا الاعتراف له قيمته العلميّة.وأنا شخصيّاً راجعت عدّة من أسانيد هذه الرواية، ولاحظت کلمات علماء الجرح والتعديل من کبار علمائهم في رجال هذه الروايات والاسانيد، ورأيت تلک الاسانيد صحيحة على ضوء کلمات علمائهم.منها هذا الحديث الذي أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره(8) ، فإنّه يرويه عن أبي سعيد الاشج، عن الفضل بن دکين، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن کهيل قال: تصدّق علي بخاتمه وهو راکع فنزلت الاية: (إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) إلى آخرها.فإذن، هذا الخبر مجمع عليه بين المفسّرين، وعليه غالب المحدّثين باعتراف الالوسي، وذکرت لکم أسامي عدّة من رواته من الاعلام، وذکرت لکم اعتراف ابن کثير بصحّة بعض أسانيده، کما أنّي شخصيّاً حقّقت بعض الاسانيد على ضوء کلمات علمائهم وصحّحتها على طبق قواعدهم.وقد اشتهر هذا الخبر وثبت، بحيث يروى أنّ حسّان بن ثابت الشاعر الانصاري الصحابي المعروف، قد نظم هذه المنقبة وهذه القضيّة في شعر له، ـ ومن الناقلين لهذا الشعر هو الالوسي البغدادي صاحب روح المعاني(9) ـ يقول في شعر له:فأنت الذي أعطيت إذ کنت راکعاً زکاةً فدتک النفس يا خيرَ راکعِفأنزل فيک الله خيرَ ولاية وأثبتها أثنى کتاب الشرايعإذن، هذه القضيّة لا يمکن المناقشة في سندها بشکل من الاشکال، ولا مجال لان تکذّب هذه القضيّة. أو تضعّف روايات هذه القضيّة.مع ابن تيميةوإذا بلغ الامر إلى هذه المرحلة، فلا بأس لو أقرأ لکم عبارة ابن تيميّة حول هذا الحديث وهذا الاستدلال، نصّ عبارته هکذا، يقول هذا الرجل: قد وضع بعض الکذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الاية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة، وهذا کذب بإجماع أهل العلم بالنقل، وکذبه بيّن.ويضيف هذا الرجل: وأجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في علي بخصوصه، وأنّ عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنّ القصّة المروية في ذلک من الکذب الموضوع، وأنّ جمهور الاُمّة لم تسمع هذا الخبر(10) .فليسمع المقلّدون لابن تيميّة في بحوثهم العلميّة، ولينتبه أُولئک الذين يأخذون من مثل هذا الرجل عقائدهم وأحکامهم وسننهم وآدابهم.فالقاضي الايجي والشريف الجرجاني وکبار علماء الکلام ـ وهذه کتبهم موجودة ـ ينصّون على إجماع المفسّرين بنزول الاية المبارکة في علي في القصّة الخاصّة هذه، ويقول هذا الرجل: إنّ بعض الکذّابين قد وضع هذا الخبر المفترى، وعلي لم يتصدّق بخاتمه، وأجمع أهل العلم في الحديث !!أتصوّر أنّه يقصد من أهل العلم حيث يدّعي الاجماع يقصد نفسه فقط أو مع بعض الملتفّين حوله، فإذا رأى نفسه هذا الرأي، ورأى اثنين أو ثلاثة من الاشخاص يقولون برأيه، فيدّعي إجماع أهل الحديث وأهل النقل وإجماع الاُمّة کلّهم على ما يراه هو، وکأنّ الاجماع في کيسه، متى ما أراد أن يخرجه من کيسه أخرجه وصرفه إلى الناس، وعلى الناس أن يقبلوا منه ما يدّعي.وعلى کلّ حال، فهذه القضيّة واردة في کتبهم وکتبنا، في تفاسيرهم وتفاسيرنا، في کتبهم في الحديث وکتبنا.مثلاً: لو أنّکم تراجعون من التفاسير: تفسير الثعلبي وهو مخطوط، تفسير الطبري،وأسباب النزول للواحدي، وتفسير الفخر الرازي، وتفسير البغوي، وتفسير النسفي، وتفسير القرطبي، وتفسير أبي السعود، وتفسير الشوکاني، وتفسير ابن کثير، وتفسير الالوسي، والدر المنثور للسيوطي.لرأيتم کلّهم ينقلون هذا الخبر، بعضهم يروي بالسند، وبعضهم يرسل الخبر(11) ، وکأنّ هؤلاء کلّهم ليسوا من هذه الاُمّة.وعلى کلّ حال، فالقضيّة لا تقبل أيّ شک وأيّ مناقشة من جهة السند، ومن ناحية شأن النزول، وحينئذ ينتهي بحثنا عن الجهة الاُولى، أي جهة شأن نزول الاية المبارکة وقضيّة أمير المؤمنين وتصدّقه بخاتمه وهو راکع.الجهة الثانيةوجه الاستدلال بالاية المبارکة على الامامةوجه الاستدلال يتوقّف على بيان مفردات الاية المبارکة (إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيْمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ) .فکلمة (إنّما) تدلّ على الحصر، لم ينکر أحد منهم دلالة إنّما على الحصر.(وليّکم) هذه الولاية بأيّ معنى ؟ سنبحث عن معنى الولاية في حديث الغدير بالتفصيل، وأيضاً في حديث الولاية، عندنا آية الولاية وهي هذه الاية التي هي موضوع بحثنا في هذه الليلة، وعندنا حديث الولاية وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي منّي وأنا من علي وهو وليّکم من بعدي»، فکلمة «الولاية» موجودة في هذه الايةالمبارکة بعنوان «وليّکم»، وأيضاً في ذلک الحديث بعنوان «وليّکم».معنى الولاية:مشترک، إمّا مشترک معنوي، وإمّا مشترک لفظي، نحن نعتقد بالدرجة الاُولى أن تکون الولاية مشترکاً معنويّاً، فمعنى الولاية إذا قيل: فلان وليّ فلان، أي فلان هو القائم بأمر فلان، فلان ولي هذه الصغيرة، أي القائم بشؤون هذه الصغيرة، فلان وليّ الامر أي القائم بشؤون هذا الامر، ولذا يقال للسلطان ولي، هذا المعنى هو واقع معنى الولاية.ونجد هذا المعنى في کلّ مورد ذکر مورداً للولاية مثلاً: الصديق وليّ، الجار وليّ، الحليف وليّ، الاب وليّ، الله وليّ، ورسوله وليّ، وهکذا في الموارد الاُخرى من الاولياء.هذا المعنى موجود في جميع هذه الموارد، وهو القيام بالامر، هذا هو معنى الولاية على ضوء کلمات علماء اللغة، فلو تراجعون کتب اللغة تجدون أنّ هذه الکلمة يذکرون لها هذا المعنى الاساسي، وهذا المعنى موجود في جميع تلک الموارد المتعددة مثلاً: الجار له الولاية أي الجار له الاولويّة في أن يقوم بأمور جاره، يعني لو أنّ مشکلة حدثت لشخص فأقرب الناس في مساعدته في تلک المشکلة والقيام بشؤون هذا الشخص يکون جاره، هذا حقّ الجوار، مثلاً الحليف کذلک، مثلاً الناصر أو الاخ، هذه کلّها ولايات، لکن المعنى الوحداني الموجود في جميع هذه الموارد هو القيام بالامر.هذا بناء على أن تکون الولاية مشترکاً معنويّاً.وأمّا إذا جعلنا الولاية مشترکاً لفظيّاً، فمعنى ذلک أن يکون هناک مصاديق متعدّدة ومعاني متعدّدة للّفظ الواحد، مثل کلمة العين، کلمة العين مشترک لفظي، ويشترک في هذا: العين الجارية، والعين الباصرة، وعين الشمس، وغير ذلک کما قرأتم في الکتب الاُصوليّة.فالاشتراک ينقسم إلى اشتراک معنوي واشتراک لفظي، في الدرجة الاُولى نستظهر أن تکون الولاية مشترکاً معنويّاً، وعلى فرض کون المراد من الولاية المعنى المشترک بالاشتراک اللفظي، فيکون من معاني لفظ الولاية: الاحقية بالامر، الاولويّة بالامر، فهذا يکون من جملة معاني لفظ الولاية، وحينئذ لتعيين هذا المعنى نحتاج إلى قرينة معيّنة، کسائر الالفاظ المشترکة بالاشتراک اللفظي.وحينئذ لو رجعنا إلى القرائن الموجودة في مثل هذا المورد، لرأينا أنّ القرائن الحاليّة والقرائن اللفظيّة، وبعبارة أُخرى القرائن المقاميّة والقرائن اللفظيّة کلّها تدلّ على أنّ المراد من الولاية في هذه الاية المعنى الذي تقصده الاماميّة، وهو الاولويّة والاحقيّة بالامر.ومن جملة القرائن اللفظيّة نفس الروايات الواردة في هذا المورد.يقول الفضل ابن روزبهان في ردّه(12) على العلاّمة الحلّي رحمة الله عليه: إنّ القرائن تدلّ على أنّ المراد من الولاية هنا النصرة، فـ (إنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) ، أي إنّما ناصرکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة إلى آخر الاية المبارکة.فابن روزبهان يجعل الولاية بمعنى النصرة، والنصرة أحد معاني لفظ الولاية کما في الکتب اللغويّة، لکن الروايات أنفسها ونفس الروايات الواردة في القضيّة تنفي أن يکون المراد من الولاية هنا النصرة.مثلاً هذه الرواية ـ وهي موجودة في تفسير الفخر الرازي، موجودة في تفسير الثعلبي، موجودة في کتب أُخرى(13) ـ: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا علم بأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه للسائل، تضرّع إلى الله وقال: «اللهمّ إنّ أخي موسى سألک قال: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزيراً مِنْ أهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِکْهُ فِي أَمْرِي کَيْ نُسَبِّحَکَ کَثِيراً وَنَذْکُرَکَ کَثِيراً إِنَّکَ کُنْتَ بِنَا بَصِيراً*) فأوحيت إليه: (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَکَ يَا مُوسى*)(14) ، اللهمّ وإنّي عبدک ونبيّک فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أُشدد به ظهري...» قال أبو ذر: فوالله ما استتمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)الکلمة حتّى هبط عليه الامين جبرائيل بهذه الاية: (إنّما وليّکم الله ورسوله) إلى آخر الاية.فهل يعقل وهل يرتضي عاقل فاهم له أدنى إلمام بالقضايا، وباللغة، وبأُسلوب القرآن، وبالقضايا الواردة عن رسول الله، هل يعقل حمل الولاية في هذه الاية مع هذه القرائن على النصرة ؟ بأن يکون رسول الله يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعلن إلى الملا،إلى الناس، بأنّ عليّاً ناصرکم، فيتضرّع رسول الله بهذا التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى في هذا المورد، فيطلب من الله نزول آية تفيد بأنّ عليّاً ناصر المؤمنين ؟ وهل کان من شک في کون عليّاً ناصراً للمؤمنين حتّى يتضرّع رسول الله في مثل هذا المورد، مع هذه القرائن، وبهذا الشکل من التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، وقبل أن يستتمّ رسول الله کلامه تنزل الاية من قبل الله (إنّما وليّکم الله ورسوله والذين آمنوا) أي إنّما ناصرکم الله ورسوله والذين آمنوا إلى آخر الاية ؟ هل يعقل أن يکون المراد من (وليّکم) أي ناصرکم في هذه الاية مع هذه القرائن ؟إذن، لو أصبحت «الولاية» مشترکاً لفظيّاً، وکنّا نحتاج إلى القرائن المعيّنة للمعنى المراد، فالقرائن الحاليّة والقرائن اللفظيّة کلّها تعيّن المعنى، وتکون کلمة «الولاية» بمعنى: الاولويّة، فالاولويّة الثابتة لله وللرسول ثابتة للذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون.إذن، عرفنا معنى «إنّما» ومعنى «الولاية» في هذه الاية.ثمّ الواو في (والذين آمنوا) هذه الواو عاطفة، وأمّا الواو التي تأتي قبل (وهم راکعون) هذه الواو الحاليّة ـ وهم راکعون ـ أي في حال الرکوع.حينئذ يتمّ الاستدلال، إنّما وليّکم أي إنّما الاولى بکم: الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة في حال الرکوع، والروايات قد عيّنت المراد من الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون.فهذا وجه الاستدلال بهذه الاية وإلى هذه المرحلة وصلنا.إذن تمّ بيان شأن نزول الاية المبارکة، وتمّ بيان وجه الاستدلال بالاية المبارکة بالنظر إلى مفرداتها واحدة واحدة.الجهة الثالثةالاعتراضات والمناقشات :أمّا اعتراض شيخ الاسلام ابن تيميّة، فقد عرفتم أنّه ليس باعتراض وإنّما هو افتراء، لا على الاماميّة فقط، وإنّما افتراء على عموم المفسّرين والمحدّثين من أهل السنّة أيضاً، افتراء على المتکلّمين من کبار علماء طائفته، وهذا ديدن هذا الرجل في کتابه، وقد تتبّعت کتابه من أوّله إلى آخره، واستخرجت منه النقاط التي لو اطّلعتم عليها لايّدتم من قال بکفر هذا الرجل، لا بکفره بل بکفر من سمّاه بشيخ الاسلام.تبقى الاعتراضات الاُخرى:الاعتراض الاوّلهو الاعتراض في معنى الولاية، وقد ذکرناه.وذکرنا أنّ قائله هو الفضل ابن روزبهان الذي ردّ على العلاّمة الحلّي بکتابه إبطال الباطل، وردّ عليه السيّد القاضي نور الله التستري بکتاب إحقاق الحق، وأيضاً ردّ عليه الشيخ المظفر في کتاب دلائل الصدق.الاعتراض الثانياحتمال أن تکون الواو في (وهم راکعون) واو عاطفة لا واو حاليّة، وحينئذ يسقط الاستدلال، لانّا ـ نحن الطلبة ـ نقول: إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال، الاستدلال يتوقّف على أن تکون الواو هذه حاليّة، فالذي أعطى الخاتم، إعطاؤه کان حال کونه راکعاً، وهو علي (عليه السلام)، أمّا لو کانت الواو عاطفة يکون المعنى (إنّما وليّکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون) أي هم يرکعون، يؤتون الزکاة ويصلّون ويرکعون، إذن لا علاقة للاية المبارکة بالقضيّة، فهذا الاحتمال إنْ تمّ سقط الاستدلال.لکنّ هذا الاحتمال يندفع بمجرّد نظرة سريعة إلى الروايات الواردة في القضيّة، تلک الروايات التي تجدونها بأقل تقدير لو ترجعون إلى الدر المنثور، لوجدتم الروايات هناک، وهي صريحة في کون الواو هذه حاليّة....ففي هذا الکتاب وغيره من المصادر عدّة روايات وردت تقول: تصدّق علي وهو راکع(15) ، حتّى في رواية تجدونها في الدر المنثور أيضاً هذه الرواية هکذا: إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) سأل السائل، سأل ذلک المسکين الذي أعطاه الامام خاتمه، سأله قائلاً: «على أيّ حال أعطاکه» ـ أي الخاتم ـ ؟ قال: أعطاني وهو راکع(16) .فالرسول نفسه يسأله: على أيّ حال أعطاکه ؟ يقول: أعطاني وهو راکع، فالواو حاليّة، ولا مجال لهذا الاشکال.الاعتراض الثالثهذا الاعتراض فيه أُمور:الامر الاوّل:من أين کان لعلي ذلک الخاتم ؟ من أين حصل عليه ؟الامر الثاني:ما قيمة هذا الخاتم وبأيّ ثمن کان يساوى في ذلک الوقت ؟ ولا يستحقّ شيء من هذا القبيل من الاعتراض أن ينظر إليه ويبحث عنه.الامر الثالث:وله وجه ما، وهو أنّه يفترض أن يکون علي (عليه السلام)في حال الصلاة منشغلاً بالله سبحانه وتعالى، منصرفاً عن هذا العالم، ولذا عندنا في بعض الروايات أنّه لمّا أُصيب في بعض الحروب بسهم في رجله وأُريد إخراج ذلک السهم من رجله، قيل انتظروا ليقف إلى الصلاة، وأخرجوا السهم من رجله وهو في حال الصلاة، لانه حينئذ لا يشعر بالالم، المفترض أن يکون أمير المؤمنين هکذا، ففي أثناء الصلاة وهو مشغول بالله سبحانه وتعالى کيف يسمع صوت السائل ؟ وکيف يلتفت إلى السائل ؟ وکيف يشير إليه ويومي بالتقدم نحوه، ثمّ يرسل يده ليخرج الخاتم من أصبعه ؟ وهذا کلّه انشغال بأُمور دنيويّة، عدول عن التکلّم مع الله سبحانه وتعالى، والاشتغال بذلک العالم.هذا الاشکال قد يسمّى بإشکال عرفاني، لانّ الاشکال السابق مثلاً حيث أرادوا جعل الواو عاطفة لا حاليّة إشکال نحوي، وليکن الاشکال السابق عليه في الولاية إشکالاً لغوياً، فلنسمّ هذا الاشکال بالاشکال العرفاني، فالله سبحانه وتعالى عندما يخاطب أمير المؤمنين في الصلاة وعلي يخاطبه، وهما يتخاطبان، وهو منشغل بالله سبحانه وتعالى، کيف يلتفت إلى هذا العالم ؟والجواب:أوّلاً: لقد عُدّت هذه القضيّة عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب أمير المؤمنين، فلو کان لهذا الاشکال أدنى مجال لمّا عدّ فعله من مناقبه.وثانياً: هذا الالتفات لم يکن من أمير المؤمنين إلى أمر دنيوي، وإنّما کانت عبادة في ضمن عبادة.ولعلّ الافضل والاولى أنْ نرجع إلى أهل السنّة أنفسهم، الذين لهم ذوق عرفاني، في نفس الوقت الذي هم من أهل السنّة، ومن کبار أهل السنّة:يقول الالوسي(17) : قد سئل ابن الجوزي(18) هذا السؤال، فأجاب بشعر، وقد سجّلت الشعر، والجواب أيضاً جواب عرفاني في نفس ذلک العالم، يقول:يسقي ويشربُ لا تلهيه سکرتهُ عن النديم ولا يلهو عن الناسِأطاعَهُ سُکرُهُ حتّى تمکّن من فعلِ الصحاةِ فهذا واحدُ الناسِهذا شعر ابن الجوزي الحنبلي، الذي نعتقد بأنّه متعصّب، لانّه في کثير من الموارد نرى أمثال ابن تيميّة والفضل ابن روزبهان وأمثالهما يعتمدون على کتب هذا الشخص في ردّ فضائل أمير المؤمنين ومناقبه، أمّا في مثل هذا المورد يجيب عن السؤال بالشعر المذکور.أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع في صفاته الاضداد، هذا موجود في حال أمير المؤمنين، وإلاّ لم يکن واحد الناس، وإلاّ لم يکن متفرّداً بفضائله ومناقبه، وإلاّ لم يکن وصيّاً لرسول الله، وإلاّ لم يکن کفواً للزهراء البتول بضعة رسول الله، وإلى آخره.فحينئذ هذا الاشکال أيضاً ممّا لا يرتضيه أحدٌ في حقّ أمير المؤمنين، بأن يقال: إنّ عليّاً انصرف في أثناء صلاته إلى الدنيا، انصرف إلى أمر دنيوي.نعم وجدت في کتب أصحابنا ـ ولم أجد حتّى الان هذه الرواية في کتب غير أصحابنا ـ: عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: تصدّقت بخاتمي أربعين مرّة ولم تنزل في حقّي آية.إذن هذا الاعتراض أيضاً لا مجال له.الاعتراض الرابعوهو الاعتراض المهم الذي له وجه علميّ، قالوا: بأنّ عليّاً مفرد، ولماذا جاءت الالفاظ بصيغة الجمع: (والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون) .هذا الاشکال له وجه، ولا يختصّ هذا الاشکال والاعتراض بهذه الاية، عندنا آيات أُخرى أيضاً، وآية المباهلة نفسها التي قرأناها أيضاً بصيغة الجمع، إلاّ أنّ رسول الله جاء بعلي، مع أنّ اللفظ لفظ جمع (أنفسنا وأنفسکم) وجاء بفاطمة والحال أنّ اللفظ لفظ جمع «النساء»، هذا الاعتراض يأتي في کثير من الموارد التي تقع مورد الاستدلال، وفي سائر البحوث العلمية المختلفة لا في بحث الامامة فقط.الزمخشري الذي هو من کبار علماء العامّة، وليس من أصحابنا الاماميّة، صاحب الکشّاف وغير الکشّاف من الکتب الکثيرة في العلوم المختلفة، يجيب عن هذا الاشکال، وتعلمون أنّ الزمخشري تفسيره تفسير للقرآن من الناحيّة الادبيّة والبلاغيّة، هذه ميزة تفسير الکشّاف للزمخشري، وهذا شيء معروف عن تفسير الزمخشري، وأهل الخبرة يعلمون بهذا.يجيب الزمخشري عن هذا ما ملخّصه: بأنّ الفائدة في مجيء اللفظ بصيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو ترغيب الناس في مثل فعل أمير المؤمنين، لينبّه أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تکون على هذا الحد من الحرص على الاحسان إلى الفقراء والمساکين، يکونون حريصين على مساعدة الفقراء وإعانة المساکين، حتّى في أثناء الصلاة، وهذا شيء مطلوب من عموم المؤمنين، ولذا جاءت الاية بصيغة الجمع. هذا جواب الزمخشري(19) .فإذن، لا يوافق الزمخشري على هذا الاعتراض، بل يجيب عنه بوجه يرتضيه هو ويرتضيه کثير من العلماء الاخرين.ولکن لو لم نرتض هذا الوجه ولم نوافق عليه، فقد وجدنا في القرآن الکريم وفي السنّة النبويّة الثابتة الصحيحة، وفي الاستعمالات العربيّة الصحيحة الفصيحة: أنّ اللفظ يأتي بصيغة الجمع والمقصود شخص واحد، کثير من هذا الاستعمال موجود في القرآن وفي السنّة وفي الموارد الاُخرى، وهذا شيء موجود.مضافاً إلى جواب يجيب به بعض علمائنا وعلمائهم: أنّه في مثل هذا المورد أراد الله سبحانه وتعالى أن يعظّم هذه الفضيلة أوهذا الفعل من علي، وجاء بلفظ الجمع إکراماً لعلي ولما فعله في هذه القضيّة.وتبقى نظرية أُخرى، أتذکّر أنّ السيّد شرف الدين رحمة الله عليه يذکر هذه النظرية وهذا الجواب ويقول: لو أنّ الاية جاءت بصيغة المفرد، لبادر أعداء أمير المؤمنين من المنافقين إلى التصرّف في القرآن الکريم وتحريف آياته المبارکات عداءً لامير المؤمنين، إذ ليست هذه الاية وحدها بل هناک آيات أُخرى أيضاً جاءت بصيغة الجمع، والمراد فيها علي فقط، فلو أنّه جاء بصيغة المفرد لبادر أُولئک وانبروا إلى التصرّف في القرآن الکريم.إنّه في مثل هذه الحالة يکون الکناية، صيغة الجمع، أبلغ من التصريح ـ بأن يأتي اللفظ بصيغة المفرد، والذي آمن وصلّى وتصدّق بخاتمه في الصلاة في الرکوع أو آتى الزکاة وهو راکع ـ والروايات تقول هو علي، فيکون اللفظ وإن لم يکن صريحاً باسمه إلاّ أنّه أدل على التصريح، أدل على المطلب من التصريح، من باب الکناية أبلغ من التصريح. يختار السيد شرف الدين هذا الوجه(20) .ويؤيّد هذا الوجه رواية واردة عن إمامنا الصادق (عليه السلام) بسند معتبر، يقول الراوي للامام: لماذا لم يأت اسم علي في القرآن بصراحة بتعبيري أنا، لماذا لم يصرّح الله سبحانه وتعالى باسم علي في القرآن الکريم ؟ فأجاب الامام (عليه السلام): لو جاء اسمه بصراحة وبکلّ وضوح في القرآن الکريم لحذف المنافقون اسمه ووقع التصرّف في القرآن، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يحفظ القرآن (وإنّا له لحافظون) .وهذه وجوه تذکر جواباً عن السؤال: لماذا جاءت الکلمة أو الکلمات بصيغة الجمع ؟ولعلّ أوفق الوجوه في أنظار عموم الناس وأقربها إلى الفهم: أنّ هذا الاستعمال له نظائر کثيرة في القرآن الکريم، وفي السنّة النبويّة، وفي الاستعمالات الصحيحة الفصيحة، ثم إن الروايات المعتبرة المتّفق عليها دلّت على أنّ المراد هنا خصوص علي (عليه السلام).إذن، مجيء اللفظ بصيغة الجمع لابدّ وأن يکون لنکتة، تلک النکتة ذکرها الزمخشري بشکل، والطبرسي بنحو آخر، والسيد شرف الدين بنحو ثالث، وهکذا.وإذا راجعتم کتاب الغدير لوجدتم الشيخ الاميني رحمة الله عليه يذکر قسماً من الايات التي جاءت بصيغة الجمع وأُريد منها الشخص الواحد، ويذکر الروايات والمصادر التي يُستند إليها في شأن نزول تلک الايات الواردة بصيغة الجمع والمراد منها المفرد.فإذن، لا غرابة في هذه الجهة.هذه عمدة الاعتراضات المطروحة حول هذه الاية المبارکة.إذن، بيّنّا شأن نزول الاية، وبيّنّا وجه الاستدلال بالاية، وتعرّضنا لعمدة المناقشات في هذا الاستدلال، وحينئذ لا يبقى شيء آخر نحتاج إلى ذکره.نعم، هناک بعض الاحاديث أيضاً ـ کما أشرت من قبل ـ هي مؤيّدة لاستدلالنا بهذه الاية المبارکة على إمامة أمير المؤمنين، منها حديث الغدير، ومنها حديث الولاية الذي أشرت إليه من قبل.فحينئذ، لا أظنّ أنّ الباحث الحر المنصف يبقى متردّداً في قبول استدلال أصحابنا بهذه الاية المبارکة على إمامة أمير المؤمنين، فتکون الاية من جملة أدلّة إمامته عن طريق ثبوت الاولويّة له، تلک الاولويّة الثابتة لله ولرسوله، فيکون علي وليّاً للمؤمنين، کما أنّ النبي وليّ المؤمنين، وهذه المنقبة والفضيلة لم تثبت لغير علي، وقد ذکرنا منذ اليوم الاوّل أنّ طرف النزاع أبو بکر، وليس لابي بکر مثل هذه المنقبة والمنزلة عند الله ورسوله.المصادر:*1- سورة المائدة: 55.2- المواقف في علم الکلام: 405.3- شرح المواقف 8 / 360.4- شرح المقاصد 5 / 170.5- شرح التجريد للقوشجي: 368.6- روح المعاني 6 / 168.7- تفسير ابن کثير 2 / 64.8- تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162.9- روح المعاني 6 / 168.10- منهاج السنّة 2 / 30.11- تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162، تفسير الطبري 6 / 186، تفسير السمعاني 2/47، أسباب النزول: 113، تفسير العز الدمشقي 1 / 393، تفسير ابن کثير 2 / 64، الکشاف 1 / 649، الدرّ المنثور 3 / 105.12- إحقاق الحقّ 2 / 408.13- تفسير الرازي11 / 25، تفسير الثعلبي ـ مخطوط.14- سورة طه: 25 ـ 36.15- تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162.16- الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 105.17- روح المعاني 6 / 169.18- ابن الجوزي هذا جدّ سبط ابن الجوزي، وإنّما نبّهنا على هذا، لانّه قد يقع اشتباه بين ابن الجوزي وسبط ابن الجوزي، فالمراد هنا: أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي الحافظ، صاحب المؤلّفات الکثيرة، المتوفى سنة 597 هـ.19- تفسير الکشّاف 1 / 649.20- المراجعات: 263./ج