مفسّر القرآن والكتب السماوية الراحل (محمد علي حسن الحلّي) رحمه الله يفسّر الآية التي عجز العلماء عن معرفة مدلولاتها ، والآية هي قوله تعالى في سورة الشعراء الآية 59:
{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}
وهذا تفسيرها نقلاً عن كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل لمفسر القرآن والكتب السماوية الراحل (محمد علي حسن الحلي) رحمه الله :
"يعني أورثهم الأثيريات منها وليس المادّيات وذلك في الآخرة ،
ومثال ذلك قوله تعالى في سورة الزمر حاكياً عن أهل الجنة {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} يعني أورثنا ما كان روحانياً أثيرياً ،
وقال تعالى في سورة مريم {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} .
بينما يقول الله سبحانه في سورة الرحمان {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} ، يعني كل شيء على الأرض من المادّيات يتمزّق ويتلاشى ويبقى كلّ أثيري روحاني فيكون إرثاً للمؤمنين في الآخرة ،
وذلك قوله تعالى في سورة مريم {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا}"
ولمريد من الإيضاح نرجع إلى الرابط التالي من كتاب الإنسان بعد الموت لمؤلفه المفسّر الراحل (محمد علي حسن الحلي) رحمه الله تعالى :
http://quran-ayat.com/insan/5.html#%...D9%8A%D8%A9%5D
الجنة الأثيرية وليدة الأرض المادية
"سؤال 21 : أنت تقول أنّ الجنة أثيرية غير مادية ، إذاً فما معنى قوله تعالى في سورة الزمر{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} فلو كانت الجنة في السماء وهي أثيرية ، إذاً فما معنى قوله تعالى {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ}؟
جواب : قلنا فيما سبق أنّ الأشجار والنبات والأثمار والحيوان كلّ ذلك لَها أرواح كما للإنسان نفس ، فإذا ماتت الشجرة فإنّ روحها تذهب إلى عالم الأثير فتكون هناك شجرة ويكون فيها ثمر كما كانت في الدنيا ، ولكن الثمر هناك لا يفسد ولا ينفد لأنّه أثيري ، فالجنة إذاً هي وليدة الأرض ، فقوله تعالى {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} يعني وأورثنا ما نتج من الأرض أي ما خلّفته الأرض ، وذلك كقوله تعالى في سورة المؤمنون {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} يعني يرثون ما كان للمشركين في دار الدنيا من أشجار وأثمار وقصور وغير ذلك فيكون للمؤمنين إرثاً لهم في الآخرة ."
توضيح من قبل كاتب المقال (حسب تفسير المفسّر الراحل): أي أنّ ما كان لفرعون وقومه من قصور وأثاث وملابس وزينة وغير ذلك من البساتين والأشجار والعيون ، فإنّ كلّ ذلك صار إرثاً لموسى والأتقياء من قومه في الجنة .