سورة الزمر من الآية( 29) من كتاب المتشابه من القرآن بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 29 - (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) في المكذِّبين وزوالهم ، والمسلمين وانتصارهم على أعدائهم (رَّجُلًا) ظالماً كذّب الرسُل ، هو فرعون (فِيهِ) أي في حكمه (شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ) أي متنازعون مختلفون في الآراء ، ومن ذلك قول الفرزدق يصف حمار وحش يسوق أنثاه :
يلمّها مُقرِباً لولا شكاستُهُ ..... يَنفِي الجِحاشَ ويَزرِي بالمقاحِيمِ
هم وزراء فرعون فأهلكهم الله مع كثرتهم بسبب تكذيبهم للرُسُل (وَ) ضرب مثلاً للمؤمنين وإنتصارهم على أعدائهم مع قلتهم (رَجُلًا) صالحاً هو هارون (سَلَمًا لِّرَجُلٍ) هو موسى، أي هارون مسالماً لموسى مطيعاً لأمره ، فانتصرا على فرعون وجنده لأنّهما على حقّ (هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا) في الكثرة والقلة ؟ يعني فرعون مع وزرائه وجيشه وقوادّهم ، وموسى ليس معه أحد سوى هارون فانتصر القليل على الكثير بإذن الله ، قل يا محمّد (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الذي نصرني على المشركين مع قلة أصحابي وكثرة المشركين كما نصر موسى على فرعون ، فبعض قومك يجهلون أمر فرعون وقصته (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) الحقيقة .