أكثر المسلمون اليوم يكرَهون القسم بالله
لاأدري هل أن المسلمين اليوم يكرهون القسم بالله لأنهم يكرهون الله سبحانه أم لأنهم لايعلمون ما هو معنى القسم بالله ، وبالتأكيد فان أكثرعلماء الدين اليوم قد ابدلوا وظيفتهم من توجيه الناس لعبادة الله وحده الى توجيه الناس لأتخاذ الانداد لله سبحانه .
وعلى ضوء قراءتي للقرآن ومقدمات تفسير القرآن لمعلمنا محمد علي حسن رحمه الله توصلت الى استنتاجات شخصية حول القسم بالله ومعناه كالاتي :
1- ان معنى القسم بالله هو أن تطلب من الله أن يقاسمك في أمرك فيشهدُ لك شهادة مطلقة من عندهِ على صدقكَ في قولك أو فعلك أو التزامك أمامه ، ويدخل في هذا المعنى الحلف بالله أي معناهُ أن تطلب منهُ ان يكون حليفكَ في امرك ومساندتهُ لك تكون بشهادتهُ لك شهادة مطلقة من عنده كما في حالة القسم ، ولهذا فان القسم والحلف هما من المترادفات اللغوية ولايجوز استخدامهما إلا مع شخص الخالق فقط ،ولهذا لايجوز القسم او الحلف حتى بالقرآن الذي هو كتاب الله سبحانه .
2- ان الله الخالق لهُ الأسماء الحسنى وهي تمثل صفاته المطلقة الخاصة به وحده ، ولايمكن ولايجوز لاحد من البشر ان يدعي انه يملك احدها لأ نه أن فعل فقد أدعى أنهُ الهاً كما فعل النمرود ومن بعده فرعون ، وكذلك من يدعي أن أحد البشر يملك صفة أو اكثر من صفات الله فقد كذب ايضاً على الله نفسه لأنه جعل من البشر العاجز نداً لله ، وأن عذاب الله لشديد في الدنيا و الآخرة على كل من يتطاول على شخصه سبحانه أو أن يقسم به كذباً.
3- ان الله هو عالم الغيب والشهادة لاتأخذهُ سنة ولانوم ، فهو الوحيد الذي يعلم بحالي وحالك في الخفاء والعلن وماتكتمه نفسي ونفسك ، فكيف لي بعد هذا ان اقسم بمن لايعلم بحالي وخصوصاً اذا كان ميتاً . وهل ان شهادة الله لي تعادل باي حال من الاحوال شهادة اي انسان اخر لي على صدقي امامه اوامام الاخرين من الناس مهما كان اميناً في شهادته لانه كان حاضراً بسمعه وبصره .
4- الله الخالق هو الوحيد الذي يستطيع ان يقسم بمخلوقاته كالشمس او القمر او حتى الانبياء ومعناه انه يامرها بان تؤدي شهادتها له بانه الخالق العظيم فتشهد على ذلك وتسبحه ايضاً ، ويكون ذلك بالانقياد الكامل لما يريده الله منها وهي بشهادتها هذه تكون اصدق من ذلك الانسان الكاذب الذي لايقسم بالله ولكنه يقسم بالانبياء والاولياء والائمة والحجر والشجر وبرغيف الخبز ، وهذا كله متبدل ومتغير من حال الى حال الا الله الصمد سبحانه .
5- الله اكبر من النبي محمد الذي هو عبد الله ورسوله واكبر من الصحابة واكبر من الامام علي والحسن والحسين ، والله اكبر من كل الاولياء والمشايخ .
الله اكبر من كل هولاء الذين تعبدونهم من دون الله واتخذتموهم آلهة تتقربون اليها بالقداسة والتبرك والدعاء والقسم بهم وباضرحتهم ومقاماتهم وتذكروهم ذكراً كثيراً وتطلبون منهم المغفرة على ذنوبكم وجعلتم مقاماتهم واضرحتهم بديلاً عن بيت الله الحرام بل واعلى مقاما لانكم تطلبون منها مباشرة ، وجعلتموهم اعلم بحالكم من الله سبحانه بل واحن منه عليكم ، ويبدو لي ان سبب ذلك هو انكم ترفضون الله الخالق لانكم لاتستطيعون ان تروه واتخذتم بدلاً من ذلك بشر مثلكم واضرحة ومقامات قريبة منكم وجعلتوها الهة ، واكتسبتم بذلك صفات النمروديين الذين تمردوا على الخالق ولكنكم اكثر كذبا لان الذين تعبدوهم هم براء منكم لانهم عباد مخلصون فهم لم يامروكم بذلك بل هذا ما دعاكم اليه الشيطان فاستجبتم له فرحين.
الله اكبر الله اكبر هذا ما ابدأ به في صلاتي
اخوكم في الهدى ان شاء الله