متى ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية ؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعرف ما المقصود بالكتاب المقدس ؟
اكتاب المقدس الموجود حالياً يتكون من العهد القديم Old testament وهو كتاب اليهود , والعهد الجديد New testament وهو ما يعرف بالإنجيل ,
يؤمن المسيحيون بالعهدين القديم والجديد بوضعها الحالي المتداول ويؤمن اليهود بالعهد القديم الحالي ولا يؤمنون بالإنجيل (العهد الجديد) ولا يؤمنون بالقرآن ولا يؤمنون بنبوة عيسى وسيد الأنبياء محمد عليهما السلام .
يتكون العهد القديم من عدد كبير من الأسفار أختُلف في عددها كثيراً , بعضها كتبت في زمن موسى وبعضها بعده بمئات السنين وقد أُعيدت كتابته بعد السبي البابلي
(راجع كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن ) http://www.quran-ayat.com/alkhilaf
والأناجيل المتداولة المطبوعة حالياً هي أربعة متى , مرقص , لوقا , يوحنا
وهي ما أتفق عليه في مجمع نيقية سنة 325 ميلادية بعد ثلاثة قرون من وفاة السيد المسيح (ع)
وبين الأناجيل الأربعة أعلاه أختلافات وبينها توافقات عديدة .
ما هي اللغة التي كتب بها الكتاب المقدس ؟
سنعود إلى المكتبة القبطية الأرثوذكسية / مكتبة الكتب المسيحية من الأنترنيت لنرى ماذا يقولون عن لغة الكتاب المقدس
ذكرت مكتبة الكتب المسيحية أعلاه ما يلي :
اللغة العبرية القديمة : كان الشعب اليهودي يتكلم اللغة العبرية ولم يكن في حاجة إلى ترجمة الأسفار المقدسة (المكتوبة بالعبرية القديمة)
ترجمات الكتاب المقدس :
أولاً : الترجمة الآرامية : , وبعد السبي البابلي ولمدة سبعين عاماً أصبح الشعب اليهودي يتكلم اللغة الآرامية التي هي لغة خليطة بين العبرية والكلدانية , بل لم يعد يفهم اللغة العبرية فكان القارئ يقرأ باللغة العبرية والمترجم يقوم بالترجمة من العبرية إلى الآرامية ليفهم المستمع ثم تمت الترجمة كتابة من العبرية إلى الآرامية .
ثانياً : الترجمة اليونانية : هناك عدة ترجمات للعهد القديم من العبرية والآرامية إلى اللغة اليونانية وأشهرها ما يلي :
- الترجمة السبعينية
وكانت مطابقة تماماً للأصل العبري وقد مدحها بعض المؤرخين اليهود مثل (نيلو) و (يوسيفوس) في القرن الأول الميلادي ولكن بعض الحاخامات لعنوا اليوم الذي ترجمت فيه الأسفار المقدسة إلى اليونانية , لماذا ؟ لأن الكنيسة احتضنت هذه الترجمة وأكملت عليها العهد الجديد , وأعتبرتها الكنيسة القبطية أنها النص المعترف به للعهد القديم , وثار هناك تساؤل هام وهو إن كان عدد الأسفار في الأصل العبري 22 سفراً فكيف نجد في الترجمة السبعينية 46 سفراً ؟!
2. ترجمة أكويك من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية
- ترجمة ثيودوثيون , إلى اللغة اليونانية
- ترجمة سيماخوس إلى اللغة اليونانية
- ترجمة الهكسابلا Hexapla
ثالثاً : الترجمات السريانية
اللغة السريانية هي اللهجة الشرقية للآرامية وهناك خمس ترجمات تمت من اللغة العبرية إلى اللغة السريانية
رابعاً : الترجمات القبطية , ترجمات عديدة
خامساً : الترجمات اللاتينية : ترجمات عديدة
سادساً : الترجمة الحبشية : من اليونانية إلى اللغة الحبشية
سابعاً : الترجمات الأنكليزية
- ترجمة الملك جيمس King James version
في القرن السادس عشر تحت رعاية الملك جيمس ملك بريطانيا ونشرت سنة 1611م ونالت شهرة كبيرة ثم نقحت عدة مرات
ثامنا : الترجمات العربية :
ظهرت عدة ترجمات منذ القرن الثامن الميلادي وحتى الآن وهي :
- ترجمة يوحنا :
أسقف اشبيلية سنة 750م من الفولجانا اللاتينية إلى العربية , وكان ينقصها الدقة في الترجمة وهي مفقودة ولا يعرف عنها شيء
- ترجمة إبن العسال سنة 1250م , ترجمها من اللغة القبطية إلى اللغة العربية وهو من الأسكندرية
- ترجمة سركيس الرازي , مطران دمشق سنة 1671م
- الترجمات العربية الحالية :
أ- ترجمة قام بها اثنان من المرسلين الأمريكان هما دكتور غالي سميث ودكتور كرفيليوس فان ديك مع مجموعة من معاونيهم ولا سيما المعلم بطرس البستاني اللبناني الجنسية , وتمت في 29 مارس سنة 1865
ب - الترجمة اليسوعية : قام بها بعض الرهبان اليسوعيين سنة 1876 بمعاونة الشيخ إبراهيم اليازجي أبن الشيخ ناصيف اليازجي
ج - ترجمة الكلية الأكليراكبية بالقاهرة سنة 1935م
د - الترجمة الحديثة : قام بنشرها أتحاد جمعيات الكتاب المقدس ببيروت
ها - الترجمة التفسيرية ( كتاب الحياة ) صدر منها الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم سنة 1988
إنتهى ما نقلناه من المكتبة القبطبة الأرثذوكسية .
الخلاصة:
اعترفت المراجع المسيحية التي ذكرناها سابقاً بأنه لا توجد ترجمة عربية للكتب المسيحية أو اليهودية القديمة أيام جاهلية العرب
وإذا أضفنا لها تفشي الأمية وعدم معرفة معظم العرب للقراءة والكتابة ما عدا قلة نادرة جدا فتصبح معرفة الكتب اليهودية والمسيحية محصورة بقلة من بعض اليهود وبعض المسيحيين الذين يجيدون اللغات القديمة العبرية أو السريانية .
هذا وإن الترجمات الكاملة للكتاب المقدس إلى اللغة العربية ابتدأت بالظهور منذ سنة 1865 ثم 1876 ثم 1935 وما بعدها
والتراجم السابقة لهذه التواريخ هي تراجم محدودة وغير كاملة وتشمل بعض النصوص وليس أكثر من ذلك , فترجمة إبن العسال في 1250 وهو إسكندري قبطي ولم تخرج خارج مصر مطلقاً .
وترجمة يوحنا سنة 750م كانت في إشبيلية في إسبانيا وهي مفقودة ولا يعرف عنها شيء وليس من المعلوم إن كانت حقيقية ام وهمية ولم تصل إلى جزيرة العرب على الأطلاق وكانت بعد وفاة النبي محمد (ص) بقرنين من الزمان
وترجمة سركيس الرازي الدمشقي كانت سنة 1671م
وكلها كانت بعد وفاة النبي محمد (ع) بقرون طويلة من الزمان حيث توفي النبي (ص) سنة 632 م