قال مفسّر القرآن الراحل (محمد علي حسن الحلّي) في كتابه الكون والقرآن"قال تعالى في سورة الزمر{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُو الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}،
فكلمة (يكوّر) معناها يلفّ ، يقال : "كار العمامة على رأسه" ، أي : لفّها .
فانظر إلى فصاحة القرآن وإيجازه ؛ فإنّ الله تعالى يبيّن لنا كرويّة الأرض ودورانها حول نفسِها وانتقال أشعّة الشمس عليها وتكوين الليل والنهار فيها بقوله تعالى {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ} ، وإنّما قال تعالى {يُكَوِّرُ} لأنّ الأرض كرويّة وأشعّة الشمس تنتشر على نصف الكرة فيكون النهار في الجهة المضيئة منها ويكون الليل في الجهة المظلمة ، ثمّ تنتقل أشعّة الشمس إلى الجهة الاُخرى بسبب دوران الأرض فيكون موقع الليل نهاراً وموقع النهار ليلاً ، فأشعّة الشمس أخذت تتكوّر حول الأرض وتكسبها نوراً وحرارة ونتج عن ذلك الليل والنهار .
فانظر أيّها القارئ الكريم إلى هذه الكلمة وتأمّل معناها هل ترى أحداً من البشر قادراً أن يأتي بمثلها ويعبّر عن هذه المعلومات بهذه الكلمات ؟ فإنّ هذه الكلمة وحدها تكفينا دلالةً على صدق محمّد (ع) وعلى وجود مكوّن للكون ؛ لأنّ كرويّة الأرض لم تُعرف عند الناس إلاّ في هذا الزمان ، ولم تُعرف هذه المعلومات وتتحقّق للناس إلاّ في هذه الأيام .
سبحان من كوّنَها وأدارها حول محورها وأنتج الليل والنهار من دورانِها ، سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علواً كبيرا ."
الليل والنهار