من كتاب الانسان بعد الموت لمفسر القرآن المرحوم محمد علي حسن الحلي[الجنة الأثيرية وليدة الأرض المادية]
سؤال 21 : أنت تقول أنّ الجنة أثيرية غير مادية ، إذاً فما معنى قوله تعالى في سورة الزمر{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} فلو كانت الجنة في السماء وهي أثيرية ، إذاً فما معنى قوله تعالى {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} ؟
جواب : قلنا فيما سبق أنّ الأشجار والنبات والأثمار والحيوان كلّ ذلك لَها أرواح كما للإنسان نفس ، فإذا ماتت الشجرة فإنّ روحها تذهب إلى عالم الأثير فتكون هناك شجرة ويكون فيها ثمر كما كانت في الدنيا ، ولكن الثمر هناك لا يفسد ولا ينفد لأنّه أثيري ، فالجنة إذاً هي وليدة الأرض ، فقوله تعالى {وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} يعني وأورثنا ما نتج من الأرض أي ما خلّفته الأرض ، وذلك كقوله تعالى في سورة المؤمنون {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} يعني يرثون ما كان للمشركين في دار الدنيا من أشجار وأثمار وقصور وغير ذلك فيكون للمؤمنين إرثاً لهم في الآخرة .