من كتاب الانسان بعد الموت لمفسر القرآن المرحوم محمد علي حسن الحلي
[الجنة عرضها كعرض السماوات والأرض]
سؤال 22: فما معنى قوله تعالى في سورة الحديد {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ .. إلخ} ؟
الجواب : يعني سعتها كسعة الكواكب السيارة مع انتشارهنّ في الفضاء ، وهذا نظير قوله تعالى في سورة آل عمران {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ، فالسماوات يريد بِها الكواكب السيارة ، والمعنى سعتها كسعة السيّارات مع سعة انتشارهنّ في الفضاء ، فكلمة عرضها يعني سعتها ، كما قال الشاعر :
بِلادٌ عريضةٌ وأرضٌ أريضةٌ مدافع غيثٍ في فضاءٍ عريضِ
وقال تعالى أيضاً في سورة البقرة {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} فالجنان الأثيرية هي الكرسي ، والمعنى أنّ الكرسي سعته كسعة الكواكب السيارة مع سعة انتشارهنّ في الفضاء