ادعاء بعض الكافرين بأنّ الدعاء والنذور غير لائقين بالله تعالى
قال :"هل ينتبه الانسان بأنه في دعاءه و نذوره الى الله , يحول الله الى خادم لا عمل له سوى انتظار إشارته ليسرع في تنفيذ طلباته !!."
الجواب :
بل الله قادر ويريد أن يعطي ويستطيع أن يعطي ويريد منك أن تدعو بنفسك وتحدّد طلبتك حتّى يعطيك فتكون حجة عليك فيقول لك : لقد أعطيتك كما طلبت ولكنك لم تشكرني بل شكرت غيري من الأئمة والأولياء .
وهل يوجد أي كائن يقول لك إسأل ما تريد وأنا أعطيك أي شيءٍ ترغب به وتدعو به : إن كان به مصلحة لك وإن كان الدعاء خالصاً لله لا من غيره.
كما قال تعالى في سورة يــس {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}
وإليكم هذه الحادثة التي توضّح هذا المعنى :
"حدّثني رجل أعرفه فقال : في أيام الحصار كنت ضابطاً في الجيش العراقي الباسل ثمّ جرى إحالتي على التقاعد ، وكانت ظروفي الاقتصادية صعبة جداً ، فخرجت إلى الشارع وكانت الكهرباء مقطوعة فنمت على الرصيف وأنا منزعج من حالتي الاقتصادية ،
فكأنّ قائلاً يقول لي : ماذا تريد ؟
قلتُ مناجياً : الله يعلم ما أريد !
قال : ولكن يجب أن تحدّد ما تريده !
قلت مناجياً : أريد أن أكمل نواقص بيتي ، وأريد سيارة سوبر ، وأريد مالاً للجيب يكفيني : خمسين ألف دينار!" (في وقتها كان مبلغاً لا يستهان به)
وما هي إلاّ فترة قصيرة ، وإذا بسائق تركتر يصيح عليّ : عمّي هل أنت من هذه المنطقة ؟
قلت : وما شأنك ؟
قال : أريد أن أنفعك .
قلت : وهل أعرفك فتريد أن تنفعني ؟
قال : العربة مملوءة بالبلوكات الاسمنتية ، وأريد أن أدعها معك فإن اشتراها أحد منك أأتيك في اليوم التالي فنتحاسب .
فوافقت وأنزل البلوك وذهب .
وفي اليوم التالي بيعت تلك البلوكات خلال ساعتين .
ثمّ جاء الرجل وأعطاني حقّي ، وجلب بلوكات أخرى ، وهكذا يومياً .
ثمّ جاء غيره وأعطاني مواد بناء أخرى وبيعت تلك المواد وهكذا أكملت بيتي واشتريت سيارة سوبر وأصبح عندي مصرف جيب مبلغ خمسين ألف دينار أريد أن أصرفها فيأتي غيرها ، والحمد لله على فضله ورزقه .