24/7/2012 12:00 صباحا
ترجمة - جودت جالي
هل تشكل النيازك تهديدا للبشرية؟ يرى رائد الفضاء السابق في ناسا (إد لو) أن هذا التهديد لا شك فيه، ولهذا بدأ مشروع الحراسة إنطلاقا من مؤسسته التي سماها B612، على إسم الكوكب الذي جاء منه بطل قصة الكاتب سان- أكزوبري (الأمير الصغير)، والغاية هي أن يحصي خلال خمسة أعوام ونصف أكثر من 90 بالمئة من النيازك التي يزيد قطرها عن 140 مترا والتي من المحتمل أن تعبر مدار الأرض على المدى البعيد قليلا أو كثيرا.
ويحذر باتريك ميشيل عالم الفيزياء الفضائية في مرصد كوت دازور وخبير التصادم بين الأجسام الفضائية الصغيرة، قائلا: "بأن أي جسم عابر قريبا من الأرض يصل قطره الى 300 متر إذا سقط على الأرض فان قوة اصطدامه تعادل 100 ألف قنبلة من نوع التي أسقطت على هيروشيما. وإذا ما سقطت على باريس فليس المدينة وحدها هي التي ستدمر بل أوروبا كلها. يمكننا أن نتصور بشكل معقول بأن نيزكا قطره 140 مترا يمكن أن يمحو فرنسا من الخارطة. نرى بأن حدثا بهذه الشدة يمكن أن يقع كل 100 ألف عام تقريبا".
في العام 1908 كان الحجر النيزكي الذي أطلق عليه إسم (تونغوسكا) لا يتجاوز قطره عشرات الامتار ولكنه تسبب في تدمير 2000 كليومتر مربع من غابة سيبيريا، والجدير بالذكر أنه تسبب بكل هذا الدمار في حين أنه لم يتسن له حتى مجرد لمس الأرض بل انفجر وهو على مسافة 8 كيلومترات من الأرض، وقد شوهد الانفجار من على مسافة 800 كيلومتر وسمع دويه من على مسافة 1500 كيلومتر.
قدرت ناسا مؤخرا بأنه يوجد حوالي 4700 جسم يتجاوز قطره 100 متر يمثل خطر تصادم محتمل مع كوكبنا، ومن هذه الأجسام يوجد بين مدارنا ومدار زحل ما يقدر عدده بعشرات الألوف، وكما يؤكد باتريك ميشيل فان ناسا "لم تحسب بدقة سوى الأجسام العابرة التي يتجاوز قطرها كيلومتر والتي نرى بأنها يمكن أن تولد كارثة عالمية واختفاء ربع الأنواع الحية". ولقد تم احصاء من هذه الأجسام 950 جسما تتم مراقبتها بكثير من الاهتمام.
هذا هو حتى الآن أفضل ما يمكن فعله بالأدوات، كالتلسكوبات على الأرض، أو في المدارات القريبة منها. ولتحديد أكثر دقة في هذا الجرد فإن مشروع الحراسة يعول على وضع تلسكوب فضائي في مدار حول الشمس يراقب من خلال الأشعة تحت الحمراء. إنه الآن، وقد وضع على مسار فينوس على مبعدة 100 مليون كيلومتر من الشمس، سيعطي ظهره لكوكبنا لحسابات تتعلق بوضوح الرؤية.
إن هذا التلسكوب بالتقاطه لعدة صور ولنفس الجزء من السماء على فترات منتظمة سيمكننا من رسم خارطة ديناميكية للنيازك المتحركة حيث يقدر باتريك ميشيل بأن ذلك سيجعل من الممكن "استقراء مسارها لعشرين سنة مقبلة تقريبا. أما أبعد من هذه المدة فالتنبؤ غير ممكن وليس لدينا سوى التخمين". وتخضع الكثير من الأجسام للدراسة الجدية من ناحية التصادم المحتمل لغرض حرف النيازك التي تشكل تهديدا عن مسارها أو تفجيرها.
ومن المتوقع إرسال القمر الصناعي انطلاقا من الصاروخ "فالكون" التابع لشركة سبيس أكس في العام 2016 أو العام 2017. وتقدر الكلفة الكلية للمشروع بمئات الملايين من الدولارات، وستكون ممولة كليا من الهبات الخاصة (من المؤسسة الشهيرة كراود فندنك).
عن جريدة لو فيغارو
(تأسست في باريس سنة 1825)
عن جريدة الصباح العراقية