بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين خلق الإنسان فجعله نطفة في قرار مكين
الحمد لله كل الحمد أهل الثناء والمجد وكلنا له عبد
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز [ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ](النساء:28)
أن الآية الكريمة نصت على ضعف الإنسان وضعف هذا يأتي على مراحل وحاجات فحين يكون طفلاً رضيعاً هو في أعلى حالات الضعف والحاجة فهو ابسط أمر لا يستطيع أن يترجم ما يريده أو يحتاجهُ فيعبر عنه عن طريق الصراخ والبكاء ثم بعد فترة من الزمن يصبح صبي أقوى بنية واقدر على تعريف حاجاته ألى مرحلة النضوج والكهولة وكل المراحل حتى يشيخ ويصبح هرم يبقى في كل مراحل عمره لديه ضعف في جهه من جهات نفسه ودائما ما يحتاج ألى شخص أخر فهو في حاجة دائما من الولادة وحتى الوفاة لا يستغني عن الله أولاً وعن أخاه الإنسان ثانياً مع تفاوت درجة الحاجة طبعاً بين الخالق (سبحانه وتعالى ) والمخلوق
ولكن هناك من يرشح مجموعة من الناس ويعطيهم مراتب وأوصاف ليست كباقي البشر
مثلا علم الغيب والقدرة على الرزق او الأيمان بالوراثة او غيرها
وسوف نناقش الأمر مسألة تلو الأخرى من الناحية الإنسانية بصفة عامة
1_ علم الغيب يقال ان الأمام علي كان يعلم الغيب وأنا أقول لو كان الأمام علي ( عليه السلام ) يعلم الغيب أذن ليس من باب الشجاعة بات في فراش النبي لأنه يعلم بعلمه المسبق أنه سوف لن يقتل وكذلك مبارزته لعمر بن ود كان يعلم (بعلمه المسبق ) بأنه سيصرع الرجل ويطيح برأسه فبرز أليه وكذلك كل البطولات التي قام بها ( عليه السلام ) كان عنده العلم المسبق بها فمن البديهي أنه لان يرفض اي أمر ولا يمكن ان يكون هذا من تخطيطه او تدبيره او من ذكائه لأنه كان يعلم ما سيؤول أليه الأمر في نهاية المطاف وكذلك جميع الأئمة ( عليهم السلام ) هم كذلك ولكن لو رفعنا عنه هذه الصفة بعلم الغيب المسبق سيكون له صفة الشجاعة و الأقدام والفراسة والذكاء ( هذا بشكل مختصر )
2_ مسألة الرزق أن الكثير من الخلق يسأل غير الله الرزق والعطاء من كل الأمور فهذا يسأله الرزق بالأولاد وهذه تسأله الرزق بالزواج وذاك يسأله الشفاء وهذه كلها من صفات الله وأعماله وحده فلو كانت هذه الصفة حقيقة في الأئمة عليهم السلام سيكون هنالك أشكال كبير
الأول أنهم يستغنون عن طلب الله وسؤاله لأنهم هم من يعطون فلا يسألون وهم من يرزق فلا يحتاجون وهنا تولد إشكالية اخرى ترتبط ارتباطاً وثيق بالتي قبلها فهب أن شخصاً ما سأل احد الأئمة الرزق او المال فمن المفروض أنه يعلم هل هذا المال يكفيه وإذا أعطاه المال هل سيكون خير عليه أمر شر هل المال يذهب لطريق الحلال ام الحرام هل هو ضار ام نافع هل السائل مؤمن ام منافق وكل ما يتعلق بهذه المسألة من أمر فمن غير المعقول ان يعطي الأمام ما يضر ولا ينفع ولكن سبحان الله هذا التقدير لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى
3_ أما مسألة الإيمان الذاتي فهذه مشكلة عويصة وتترتب عليها أمور كثيرة أولاً لا نستطيع القول أن الأمام علي أول من أمن من الفتيان لآن هذا يقتضي انه لم يكن مؤمن أصلاً فأمن لآنك لا تستطيع أن تقول (على شخص سليم شفى من المرض ) لأنه أصلاً ليس مريض وكذلك الحال بالنسبة للأيمان فاذا هو مؤمن كيف يؤمن أما من جانب اخر أذا كان الأيمان قد وضع فيهم وضعاً فمن البديهي أنهم يدخلون الجنة فيكون يف هذه الحالة مثل برنامج حسابي حين تطلب منه مسألة حسابية لا يحتاج الى التفكير والتأمل و الحساب لأنه أصلا هو مبرمج وفيه البرنامج مسبق التنفيذ ويكون دخولهم الجنة بدون حساب كأنه حالة لهو ليس فيها اختبار او أمتحان ( اي بكل الحالات فالجنة مضمونة للمعصوم ) وبهذا يكون الله قد ظلم العالم كله ما عدا الأربعة عشر المعصومين حيث خلقهم بمواصفات خاصة وطلب منا الاقتداء بهم وفي هذا تناقض مع ما جاء في سياق الآية الكريمة [ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ]( النساء:28) فأنا أصلاً خلقني الله ضعيف كيف لي ان اتبع الكمال بعينه بل أريد إنسان يشعر بما اشعر من عجز يفكر كما افكر في خلق الله والغاية من وجودي في الحياة لأني ببساطة لا استطيع أتباع الخوارق للعادات ولا أتباعهم في الخطوات او العبادات ولكن لو كانوا مخلوقين مثلي يجوعون ويمرضون ينسون ويتذكرون ويسألون الله فيعطهم او يمسك عنهم فعند ذلك يستطيع الإنسان ان يتبعهم بمقدار ما أعطاه الله من تقوى وحب لله ولهم
وهناك الكثير من الجوانب والأمر التي يعتقدها الناس في بعض خلق الله وهم متوهمون مخطئون في قولهم وحملوا الأمر ما لا يحتمل او يطيق لكن سبحان الله الكثير من المسائل والأمور تغيب عنن الإنسان فلا يفكر بها لإنه تربى عليها وكل هذا بسب بسيط وهو تغييب العقل عن التفكير
[ أَفَرَءَيْتَ ٱلَّذِى كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًۭا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَٰنِ عَهْدًۭا(78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُۥ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدًّۭا( 79) وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًۭا( 80) وَٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءَالِهَةًۭ لِّيَكُونُوا۟ لَهُمْ عِزًّۭا( 81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا(82 ) أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَٰطِينَ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّۭا( 83) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّۭا( 84) يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَٰنِ وَفْدًۭا( 85) وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًۭا(86 ) لَّا يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَٰنِ عَهْدًۭا( 87) وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَٰنُ وَلَدًۭا(88 ) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْـًٔا إِدًّۭا تَكَادُ(89) ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلْأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدًّا( 90) أَن دَعَوْا۟ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًۭا(91 ) وَمَا يَنۢبَغِى لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا(92 ) إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّآ ءَاتِى ٱلرَّحْمَٰنِ عَبْدًۭ(93 ) لَّقَدْ أَحْصَىٰهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّۭا(94 ) وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَرْدًا(95)] (مريم)
والحمد لله رب العالمين
والسلام على النبي الأمي الأمين( محمد بن عبد الله )
والسلام علكيم