بسم الله الرحمن الرحيم
مم يتكون الدين ؟؟؟
من نصوص وتفسيرات للنصوص تتكون منها الهيكلية لمختلف الاديان
ولكن الكثير من الفرق والمذاهب الأسلامية قائمة على الاعتقاد بأحداث وشخصيات تاريخية معينة وتحيط هذه الاحداث والشخصيات بهالة قدسية وتشترط على اتباعها الأيمان بقطعية هذه ألأحداث والشخصيات ولكن البعض حاول التدقيق والاعتراض على بعض الأحداث التي اتخذت صفة دينية ولكنه واجهوا طريقا مسدودا
لإن جانبا كبيرا من تلك الأحداث قد اكتسبت قدسية بحيث أصبح الحديث والتشكيك فيها أو في بعض تفاصيلها يعادل التشكيك بالإسلام نفسه وسوف أضرب هنا مثالين بسيطين جدا تبين كيف أصبح البحث التاريخي لبعض الحوادث التاريخية تقابل بالإدانة عند كثير من المسلمين لأنها أصبحت في نظرهم مرتبطة بأمور أخرى يعتقدون قدسيتها وإنها لا يجوز أن تمس
كشخصية ابن سبأ لدى البعض هي من الثوابت وكما بعض الاحداث بعد وفاة الرسول وما جرى لاهل بيته من بعده هي ثوابت ان انكرت ابن سبا او هذه الاحداث لن يتوانى الكثيرون عن تكفيرك واخراجك من الدين وان رأفوا بحالك سيكتفون باخراجك من مذهبهم والابقاء عليك ضمن دائرة الاسلام لأن هذه الاحداث تبلورت على مر العصور لتصبح مذاهب وثوابت لمدارس فكرية لا تصح الا(( بصحة هذه الاحداث ))
وسأذكر حادثتين حقيقيتين لعلماء قد تم التنكر لهم داخل مدارسهم لمخالفتهم ما يعد مسلمة عند تلك المدارس
1-قبل عدة سنوات أصدر الباحث السعودي الشيخ حسن بن فرحان المالكي سلسلة من المقالات نشرها في جريدة «الرياض» السعودية توصل فيها إلى نتائج تدعو إلى نفي أي دور للشخصية التاريخية والمثيرة للجدل عبدالله بن سبأ في أحداث الفتنة التي عصفت بالمسلمين في فترة خلافة عثمان بن عفان مع التشكيك بأصل هذه الشخصية التاريخية وإنها من مخترعات أحد الرواة المعروفين بالوضع في كتب الجرح والتعديل وهو سيف بن عمر التميمي ولكن هذا البحث التاريخي لم يعجب طائفة ما زالت تؤمن بقدسية التاريخ الإسلامي القائم على رؤيتها طبعا ومن ضمنهم الشيخ حمد بن سلمان العودة الذي رد على المالكي بعنف قائلا: «إن هذه الآراء فيها تسفيه لآراء السابقين واتهام لهم بالسطحية والغفلة عن تحقيق ما ينقلون من نصوص وتعميق ما يطرحون من آراء ففي هذا الرأي نسف لكتب بأكملها تعد من مفردات كتب التراث ويعتمد عليها في النقل والتوثيق من قرون متطاولة...» وأما الدكتور حسن بن فهد الهويمل فقد قال ردا على المالكي: «إن في نسف هذه الشخصية (ابن سبأ) نسفا لأشياء كثيرة وتفريغا لكتب تراثية لكبار العلماء من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حجر والذهبي وغيرهما فابن سبأ أو ابن السوداء يشكل مذهبا عقديا ويشكل مواقف أخرى لو تداعت لكنا أمام زلزلة تمس بنايات كثيرة»
2-وفي لبنان تعرض المفكر الإسلامي المعروف محمد حسين فضل الله لحملة شديدة جدا من الانتقادات استمرت لما يقارب السنتين أو أكثر واستعملت فيها أشد الأسلحة الإيديولوجية الدينية فتكا وهي الفتوى والكاسيت والكتاب إضافة إلى النشرات التي توزع في المساجد والمراكز الدينية بسبب تشكيكه في جزئية صغيرة من حادثة تاريخية مشكوك فيها من وجهة نظر الكثير من المؤرخين؛ لأن هذه الجزئية الصغيرة من تلك الحادثة اكتسبت قدسية عند الكثير من العلماء والعامة.
وفي الخلاصة أستطيع أن أؤكد بإن القيام بعملية تفكيك بين النص والتاريخ أصبح ضروريا لحل الكثير من الإشكاليات التي دخلت في الدين وواقع المسلمين نتيجة التداخل بينهما وابرز هذه الإشكاليات تقديس الرموز الدينية وإصباغ هالة مقدسة على بعض الأحداث التاريخية رغم الإشكاليات العديدة التي تحيط بالكثير من جوانبها وجزء من مشروعيتها أيضا
الان ما هي الاحداث التاريخية وكيف علينا ان ننظر لها ؟؟؟
لا نستطيع ان ننكر إننا نرى في كل دين لزوم الاعتقاد بحدوث عدة وقائع تاريخية اعتمادا جازما وبما ان لأحداث التاريخية تعتمد على النقل على الظن وليس على القطع ولو قارنا كيف تروى الاحداث التاريخية بما يجري من احداث اليوم خذ اي حادثة من الاحداث اليوم توثق بالصوت والصورة والنقل المباشر على الفضائيات ناهيك عن شهود العيان ومع هذا ستجد لها عشرات الروايات وكل رواية تناقض الاخرى ولكل رواية مؤيد مناصر فهل يعقل أن تتم صياغة الدين وفق أحداث ظنية حدثت قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة نقلت شفاهاَ وسطرها من كان في السلطة او من ظلم من السلطة وتحتمل قراءات متعددة وحتى لا نناقض انفسنا بانكار كل الاحداث التي وردت في التاريخ لذلك أجد علينا ان نكون ملزمين بأن نقلل من اعتماد إيماننا بالدين على الحوادث التاريخية إلا نادرا وان نقيسها ونعرضها على القران الكريم
واستقاء الدين من منابعه من القران الكريم ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)) ولا نجعل الروايات والقصص الظنية منبع للدين