بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
بسم الله الذي أوجد من العدم كل شيء بسم الله الذي أمره بين الكاف والنون بسم الله الذي لايُسۡأَلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡأَلُونَ
زمان كنا نعمل في مؤسسة كبيرة صاحبها رجل غني جداً اختار من بيننا شخص مميز أمين معروف بصدقة وأمانته وصبره وتحمل مسؤوليته , اختاره ليكون (أمين) ينقل توجيهات ووصايا صاحب العمل وكل ما تعلق بالمؤسسة من أمور لكي تنجح وتصل مرحلة جيدة ولكي نكافئ على أعمالنا فما كان عمل هذا الشخص المميز أو (الأمين) إلا أن ينقل التوجيهات فيمليها على بعض الأشخاص ويقومون بكتابتها وتعلقيها على الجدران لكي يتسنى للجميع قرأتها و العمل بمقتضاها وما تحمله من توجيهات وكنا إذا احتجنا شيء من صاحب المؤسسة مثلاً أجازة أو منحة مالية أو سلفة أو يغرها من أمور نتوجه أليه مباشرتاً دون الرجوع ألى( الأمين) كما أمر صاحب العمل بذلك حيث طلب من( الأمين) بأن جميع العاملين لدي إذا احتاجوا إي شيء مهما كان صغيراً إن لا يترددوا بالمجيء الي وسؤالي ما يريدون دون تردد أو خجل فكانت الأمور تجري على هذا النحو دون عراقيل أو صعوبة
وبعد فترة من الزمن تم نقل( الأمين ) ألى مكان افضل واقرب من صاحب المؤسسة وكان العمل يتحرك على التوجيهات و الوصايا القديمة التي كانا نعمل عليها سابقاً في زمن ( الأمين ) ومرت أجيال فجاء جيل لا يعرف المشرف ولم يشاهده بأم عينه بداً هذا الجيل يبث عنه الإشاعات ( أي عن الأمين ) فمرة يقولون هو من كان ينمح الزيادات و اخرى يقولون هو من يمنح الامتيازات وقالوا كنا أذا نريد الذهاب ألى رئيس المؤسسة يجب علينا تقديم طلب ألى( الأمين ) او نقدم له رشوة لكي يمرر طلبنا ألى رئيس أومالك المؤسسة وأقاويل كثيرة لم تصح واحده منها وكان هذا الجيل يتبجح و يقول نحن نحب ( الأمين ) وأنا أقول لكنه لم يكن كذلك وانتم تصفونه بأمور و أوصاف لم تكن فيها ولم يقولها فيه احد من الذين عاصروه وعاشوا معه و وصفتموه بأوصاف لم يصفها بها صاحب المؤسسة فأنتم ببساطة مدعون كذابون ولا تعلمون عن ( الأمين ) شيء والدليل الوصايا والتعليمات ما زالت موجودة على حالها كما هي ولكنكم أبيتم قرأتها أو الإقرار بما فيها من معلومات مهمه عن العمل وعن دور ( الأمين) و أبيتم إلا العمل بما تحبون ويميله عليكم فكركم ورأيكم الذي ترون فالندامة هي مصيركم و( الأمين ) براءة مما تقولون فيه و تصفون به من أوصاف لم تكن فيه
هذا هو حال الآمة اليوم نعم ولله المثل الأعلى (سبحانه فليس له شبيه في ملكه ولكن كنت أريد أناقرب الصورة) فلو تصورنا أن(الأمين )علينا هو النبي وكان ينقل ألينا الأوامر والوصايا من الله كما جاء ذلك توضيحه في القرآن بنص الآية [ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّى هَلۡ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًارَّسُولاً ]( الإسراء:93)
والدليل علىانه كان يبلغ ما يأمره الله به [ قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسۡتَقِيمُوا إِلَيۡهِ وَاسۡتَغۡفِرُوهُ وَوَيۡلٌ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ](فصلت :6 ) فالوحي هو القرآن الذي فيه جميع الوصايا بالعبادات من اوامر ونواهي التي تركها اغلب المسلمين اليوم
والدليل على ان الله قال للنبي من ارد شيء فليتوجه لي مباشرتاً هو قول الله تعالى [ وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لِى وَلْيُؤْمِنُوا۟ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ]( البقرة: 186 )
وبعد هذا العرض والمثل هنالك سؤال اود ان طرحه عليك عزيزي القارئ هل انت ممن يروج الدعايات والإشاعات عن النبي محمد عليه السلام ام انت من الذين اقتدوا وسار على سيرة الأولين الذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم بعباده[ بِئۡسَمَا اشۡتَرَوۡا۟ بِهِ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُوا۟ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغۡياً أَن يُنَزِّلَ اللّهُ مِن فَضۡلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِ فَبَآؤُوا۟ بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلۡكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ](البقرة: 90 ) ففي الآية وصف الله الذين كفروا هم من ترك آياته والعمل بمقتضاها ووصف عباده بالعاملين بها وبخطاها وقال كذلك في عباده [ وَهُوَ الَّذِى يَقۡبَلُ التَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِ وَيَعۡفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعۡلَمُ مَا تَفۡعَلُونَ ]( الشورى :25 )
وألان بعد هذا العرض المستفيض اترك لك الخيار فأنت أما مع النبي والرسالة او ضده النبي والرسالة ومدع كذاب دجال كافر بكل ما جاء به محمد ( عليه السلام ) من الله جل في علاه
هذا والله أعلم واكرم
فأن أصبت فمن فضل الله وحده
و أن أخطأت فمن نفسي والشيطان
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله