مظاهر القم
القمر جرم حجري كروي الشكل فيه فوهات كفوهات البراكين ، جوفه بارد ولكنّ وجهَه المقابل للشمس ساخن فقط ولذلك لا يدور حول محورِهِ كما تدور الأرض ، ولكن يدور حول الأرض في الشهر مرّة . قال الله تعالى عن لِسانِ لقمان في سورة لقمان {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوفِي السَّمَاوَاتِ أَوفِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} ، فالصخرة هنا يريد بها القمر ، وإنّما قال تعالى {فِي صَخْرَةٍ} ولم يقلْ في الصخرة ؛ أراد في قمرٍ من الأقمار ، ولذلك حذف الألف واللام منها . وإليك تفسير الآية كلّها :
{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا} أي الحسنة {إِن تَكُ} في الصغر {مِثْقَالَ حَبَّةٍ} أي ثقل حبّة {مِّنْ خَرْدَلٍ} [الخردل : حبّ صغير الحجم جداً أسود مقرّح ، أوراقه كبيرة تشبه أوراق الفجل أو السلق تستعمل في الملح والخلّ كمخلّل وتؤكل ، طعمها حادّ مثل الرشّاد ] {فَتَكُنْ} في البعد {فِي صَخْرَةٍ} من الصخور المنتشرة في الفضاء كالأقمار والنيازك {أَو فِي السَّمَاوَاتِ} الغازيّة {أَو فِي الْأَرْضِ} كلّها ، أي في الكواكب السيّارة كلّها {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} للحساب ويجازي علَيها {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ} بنا حيث هدانا إلى طريق الحقّ {خَبِيرٌ } بأعمالنا وأفعالنا .
والقمر له وجهان : وجه يقابل الأرض دائماً فيبدو هلالاً تارةً وبدراً تارةً أخرى ؛ وذلك بسبب انعكاس ضوء الشمس عليه وبسبب دورانه حول الأرض ، والوجه الثاني لا نراه أبدً لأنّه يكون بعكس الأوّل .
والقمر نصفه مضيء دائماً وضياؤه مكتسب من الشمس ونصفه مظلم لا ضياء فيه ، وبعبارة أخرى في نصف القمر نهار وفي النصف الآخر ليل ، ويكون طول النهار فيه مدّة خمسة عشر يوماً من أيّامنا وكذلك طول الليل وذلك بسبب دورانه حول الأرض وانتقال أشعّة الشمس عليه من جهةٍ إلى جهةٍ أخرى .

من كتاب الكون والقرآن لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي
http://quran-ayat.com/kown/2.htm