] السفر إلى القمر
[ نلفت نظر القارئ الكريم إلى أنّ هذا الموضوع كُتِبَ قبل غزو الفضاء والنزول على سطح القمر
أي بحدود عام 1366 هج الموافق 1947 م ]
يطمح الإنسان بالسفر إلى القمر أو الزهرة أو المرّيخ والسياحة فيهنّ واكتشاف المجهول ثمّ العودة إلى الأرض ، فأبدي رأياً في ذلك فأقول : ليس في القمر حياة ولا ماء ولا نبات ؛ لأنّ القمر جرم صغير وبِما أنّ الصغير يبرد قبل الجرم الكبير فقد انتهت حرارة جوفه قبل الأرض بِآلاف السنين وأصبح القمر جرماً بارداً لا حرارة في جوفه ، وبِما أنّ الحرارة هي السبب في دوران الأجرام حول نفسِها ، لذلك أصبح القمر لا يدور حول نفسِه ، والدليل على ذلك أنّنا نرى لَه وجهاً واحداً على الدوام ، أمّا قول علماء الفلك "بِأنّه يُتِمّ دورتَه حول نفسِه وحول الأرض في وقتٍ واحد" فهو تعليل لا يستند إلى الواقع .
ولَمّا كان الجرم الصغير مجذوباً للكبير ، والجرم البارد مجذوباً للساخن ، أصبح القمر مجذوباً للأرض لأنّه أصغر منها بكثير ، ولأنّها جرم ٌساخن والقمر جرمٌ بارد ، وبِما أنّ الأرض تدور حول نفسِها بسبب الحرارة التي في جوفِها أخذ القمر يدور حولَها لأنّه مجذوبٌ لَها ، ومثال ذلك كمثل رجل يلاعب ابنه فيمسك يديه ويدور بِهِ ، فترى الأب واقفاً في مكانه ولكنّه يدور حول نفسهِ ، وترى الولد يدور حول أبيهِ ولا يدور حول نفسه ، وترى وجه الولد مقابلاً لِوجه أبيه ما دام الأب آخذاً في الدوران ، فلنجعل الأب مقام الأرض ويديه مقام الجاذبيّة والولد مقام القمر ، فكما أنّ الولد يدور حول أبيه ولا يدور حول نفسه لأنّ أباه آخذٌ بيديه ، كذلك الأرض آخذةٌ في جذب القمر إلَيها بسبب الجاذبيّة التي في جوفِها ، وآخذةٌ في تدويره حولّها بسبب دورانِها حول محورِها ، فالقمر يكمل دورته حول الأرض في الشهر مرّة ، ولذلك يكون النهار في القمر مقابل 15 يوماً من أيّامِنا وكذلك يكون اللّيل ، فالنهار يكون شديد الحرارة واللّيل شديد البرودة
من كتاب الكون والقران لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي
http://quran-ayat.com/kown/2.htm