بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
[ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوۡمٍ لاَّ رَيۡبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخۡلِفُ الۡمِيعَادَ](آل عمران:9)
تمر بحياة الفرد كثيراً من المواقف التي قد تمر عليه مرور الكرام وقد لا يدركها لآنه صغير على ادارك مثل هذه اللحظات أو المواقف وقد لا يقارنها بدلالات أو صور لا في حينها ولا بعد مرورها إلا من تفكر وتذكر الموقف وحاول تصوره من جميع النواحي والاتجاهات .
ومن هذه المواقف التي قد مر بها اغلب الأجيال الأخيرة خصوصاً من ذهب للمدرسة إلا وهو موقف توزيع النتائج الامتحانية أيام الدراسة ولجميع المراحل والمواقف تتجسد على ثلاث مشاهد هي النجاح , الرسوب و المكمل
فالنجاح هو الفوز والعبور ألى المرحلة الدراسية الجديدة أو ألى صف جديد , وصاحب هذا المشهد يعود راجعاً ألى أهله راكضاً لا يلتفت ألى احد من شدة الفرحة تقوده في طريقة بشائر النجاح والفوز لكي يخبر أهله وأحبته بنتيجة جهده و أجتهاده في الأيام الخالية ,
والمشهد الأخر وهو مشهد الراسب في صفهِ ا فتراه واقف في باب المدرسة يعد أعداد الراسبين ويفرح رغم حزنه بأعداد الراسبين أو كلما زادت عدد الدروس أو المواد الراسب بها أحدهم وكل هذا لسببين مهمين الأول كي يقول لأهيله حين عودته ليس الوحيد من رسب ولكن فلان وفلان ويبدأ بعد الراسبين ليواسي نفسه بأعداد الراسبين ويلومها بالوقت ذاته بما فرط بالأيام و الليالي باللعب واللهو والاستمتاع ويفكر في محاولة أقناع أهله بتخفيف العقوبة وكذلك يحاول ان يواسي نفسه بأن عدد الدروس التي رسب بها اقل من عدد دروس فلان من أقرانه
والمشهد الثالث هو الوسط بين النجاح والرسوب فله أمل النجاح وخوف السقوط والرجوع خائب فيبدأ محاولاً تجميع بعض الدرجات متوسل هذا الدرس أو ذاك لكي يقوموا بتسهيل أمره وزيادة درجاته درجة أو اثنين لكي يعبر ألى الصف الأخر.
حقيقاً أن جميع هذه المشاهد ذكرتني بآيات من كتاب الله في سورة الحاقة إلا وهي [ يَوْمَئِذٍۢ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَة(18)فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُوا۟ كِتَٰبِيَهْ(19)إِنِّى ظَنَنتُ أَنِّى مُلَٰقٍ حِسَابِيَهْ(20) فَهُوَ فِى عِيشَةٍۢ رَّاضِيَةٍۢ(21)]والآيات من سورة الأنشقاق [ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًۭا فَمُلَٰقِيهِ(6)فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ(7)فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًۭا يَسِيرًۭا(8)وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ مَسْرُورًۭا(9)]هذا صاحب المشهد الأول
وما صاحب المشهد الثاني في سورة الحاقة[ وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ(25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَ(26)يَٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ(27)] أما في سورة الانشقاق [وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهْرِهِۦ(10)فَسَوْفَ يَدْعُوا۟ ثُبُورًۭا(11)وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا(12)إِنَّهُۥ كَانَ فِىٓ أَهْلِهِۦ مَسْرُورًا(13)]
فكم من المشاهد و المواقف الحياتية التي لها وصف مقارب او مشابه في القرآن ونحن نمر عليها دون أن نستذكرها أو نفكر فيها .
ولي هنا تسأل بسيط ما هو حال نتائجنا يوم [ يُحۡشَرُوا۟ إِلَى رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّندُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ]( الأنعام:51) [ يَوۡمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ وَنَحۡشُرُ الۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٍ زُرۡقًا ](طه:102) مع الفرق الكبير و اللا متناهي بالقوة بين عقوبة الدنيا والأخرة وثواب الدنيا وثواب الأخرة وكذلك الفرق أن هنالك كل نفس تحتار بنفسها فلا شفيع يطاع ولا صاحب يواسيك [ وَأَنذِرۡ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوا۟ إِلَى رَبِّهِمۡ لَيۡسَلَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ](الأنعام:51)[ وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ الۡآزِفَةِ إِذِ الۡقُلُوبُ لَدَى الۡحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنۡ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ](غافر:18) إلا ما شاء الله سبحانه وتعالى فهذه صورة من صور الدنيا حاولنا أن نبينها من كتاب الله ومقارنتها بيوم الأخرة مع الفرق بالتصور والمآل فلا يسعنا ان نقول هنا إلا اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم
[ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَوَلاَ تُخۡزِنَا يَوۡمَ الۡقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخۡلِفُ الۡمِيعَادَ ]( آلعمران:149)
هذا والله أعلم وأكرم
وبنا أرحم
والحمد لله رب العالمين والسلام على عباده المرسلين
والسلام عليكم