بسم الله الرحمن الرحيم
يردد الملحدين وبعض المشككين من الديانات الاخرى بان النبي محمد عليه السلام اقتبس قصص الانبياء من التوراة وسطرها في القران الكريم حسب زعمهم ودليلهم انه متشابهة ....ولكن هل هي فعلا متشابهة وهل ما جاء في القران الكريم من قصص مطابق في التفاصيل (كما يجب ان تكون متطابقة ولا تختلف في المضمون اذا كانت فعلا مقتبسة ) لما ورد في التوراة ؟
ان قصص الانبياء الواردة في القران الكريم في بعض عناوينها الرئيسية ان لم تحرف في التوراة فهي مصدق لما قبلها كما قال الله سبحانه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا .))الآية 47 من سورة النساء وغيرها العشرات من الايات بنفس المعنى وكما هو حال الانجيل وعيسى عليه السلام(( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ . ))
ولكن الله سبحانه وضح في ايات اخرى تفصيل التصديق ولمن تكون الكلمة الفصل في الاحكام كما في الاية (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ))
اذن قد اختلط بعض من اهوائهم في التوراة وحرفوا وغيروا في كلماته... ومن هذه التحريفات ما قام به عزرا بن سرايا بعد السبي البابلي و من الاختلافات بين ما ورد في توراة عزرا والقران الكريم ما أوضحه مفسر القرانمحمد علي حسن الحلي رحمه الله في كتابه الخلاف بين التوراة و القرآن
افتراآت عزرا على الأنبياء
- الافتراء الأوّل : على النبيّ هارون
- الافتراء الثاني : على النبيّ لوط
- الافتراء الثالث : على سليمان
- الافتراء الرابع : على النبيّ إبراهيم
الأغلاط في توراة عزرا
- الخطأ الأوّل : [قصّة الملائكة مع إبراهيم]
- الخطأ الثاني : في قصّة آدم و حوّاء و الخلاف فيها بين التوراة و القرآن
وغير ما ذكر اعلاه الكثير ....... يتبين الاختلاف الجذري في كثير من القصص وان تشابهت الاسماء
اذن كيف لنا ان نحسم النزاع لو تعرض الكتابان لنفس القصة ؟؟
- يؤول الامر اولاً واخيراً الى القران الكريم الذي نستمد منه فصل الخطاب في كل الامور ... وطبيعة العلاقة بين القران الكريم والكتب السماوية التي سبقتها واضحة في الآية 48 من سورة المائدة ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ))
ويأمر الله سبحانه وتعالى اهل الكتاب لاتباع القران على هذا الاساس (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ ) وفي نفس الوقت يكون القران ( وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) حتى يتخلصوا مما وقعوا فيه من تحريفات واخطاء عزرا بن سرايا.....
وبعد كل ما ذكر يتبين حق القران علينا كمسلمين ان نقبل عليه بكل وعينا متلمسين منه الحق في كل ما يصادفنا .. ولا بأس بعد ذلك ان نستانس بما دونه من اقوال البشر ما كان مطابقا لما ورد في القران الكريم .