جاء في كتاب ((المتشابه من القرآن )) للمرحوم مفسر القرآن محمد علي حسن الحلي– ثمّ أخذ سبحانه في وصف الخاشعين فقال (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ ) يعني ما يلاقونه من الرحمة مجازاةً لأعمالِهم ،كقوله في سورة الحاقة {إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} ، (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) أي يرجع أمرهم إليه فهو يتولّى أمرهم وشؤونهم .
50 – (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) يعني وعده بأن يعطيه التوراة ، والتقدير : واذكروا إذ واعدنا موسى بأن نعطيه التوراة فأعطيناه إيّاها بعد أربعين ليلة ، لأنّ الله تعالى وعده ثلاثين ليلة ثمّ اقتضت المصلحة الإلاهية بأن يضيف لَها عشرة أخرى فصارت أربعين ليلة ، وذلك قوله تعالى في سورة الأعراف {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} ؛ فإنّ الله تعالى ذكر الأربعين في هذه السورة مجملاً وفي سورة الأعراف مفصّلاً (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ ) إلاهاً تعبدونه (مِن بَعْدِهِ ) أي من بعد ذهاب موسى إلى جبل الطور في وادي سيناء (وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) لأنفسكم بِما استحققتم من العقاب على ذلك .