- توفي ارلين سبكتر السناتور المعتدل السابق من ولاية بنسلفانيا والذي لعب ادوارا مهمة في معارك حاسمة دارت في مجلس الشيوخ الاميركي ولكنه اغضب زملاءه حين تحول من جمهوري الى ديموقراطي
توفي ارلين سبكتر السناتور المعتدل السابق من ولاية بنسلفانيا والذي لعب ادوارا مهمة في معارك حاسمة دارت في مجلس الشيوخ الاميركي ولكنه اغضب زملاءه حين تحول من جمهوري الى ديموقراطي.
وتوفي سبكتر عن 82 عاما بسبب مضاعفات لورم في الغدد اللمفاوية في منزله في فيلادلفيا، بحسب عائلته.
واكد كريستوفر نيكولاس المتحدث السابق باسم سبكتر نبأ الوفاة.
وانتخب سبكتر، الذي حصل على مقعد في مجلس الشيوخ خمس مرات، ممثلا للحزب الجمهوري في 1980، الا انه كان واحدا من ثلاثة فقط في الحزب الجمهوري صوتوا لخطة تحفيز الاقتصاد التي اقترحها الرئيس الديموقراطي باراك اوباما في 2009.
وبعد ان اعتبره زملاؤه الجمهوريون انه خارج عن الصف، انشق عن الحزب والتحق بالحزب الديموقراطي لكنه خسر في الانتخابات التمهيدية في 2010 منهيا حياته الطويلة في مجلس الشيوخ.
وصرح سبكتر للصحافيين في ذلك الوقت "مع اقتراب الحزب الجمهوري اكثر فاكثر من اليمين، وجدت نفسي على اختلاف مستمر مع فلسفة الحزب الجمهوري، واكثر ميلا الى فلسفة الحزب الديموقراطي".
الا ان سبكتر ربط بين تركه الحزب الجمهوري وبين محاولته الفاشلة لاعادة انتخابه ما اغضب بعض الناخبين الديموقراطيين.
ولعب سبكتر دورا رئيسيا في العديد من ترشيحات المحكمة العليا خاصة في اعاقة ترشيح المحافظ روبرت بورك في 1987 ما اثار غضب العديد من زملائه الجمهوريين.
الا ان هذا السياسي الذي يصعب التكهن بتصرفاته، اغضب الليبراليين بعد اربع سنوات عندما دعم ترشيح المحافظ كلارينس ثوماس في 1991.
وخلال مساءلة الرئيس السابق بيل كلينتون في مجلس الشيوخ في العام 1999، حاول سبكتر التصويت ب"غير مثبت" مستشهدا بسابقة من القانون الاسكتلندني. الا انه انتهى به الامر بالانضمام الى مؤيدي الرئيس الديموقراطي في اعلان ان كلينتون "ليس مذنبا".
وايد اوباما سبكتر خلال الانتخابات التمهيدية الديموقراطية لمنصب السناتور في 2010، الا ان ذلك لم يكن كافيا واختار سكان بنسلفانيا بدلا منه رجل الكونغرس جو سيستاك، الاميرال المتقاعد الذي كان يلقى قبولا لدى الديموقراطيين.
غير ان سيستاك خسر امام المحافظة بات تومي ليبقى المقعد في ايدي الجمهوريين.
وفي بيان اشاد اوباما بسبكتر ووصفه بانه "مستقل بقوة، ولم يضع مطلقا اي حزب او ايدولوجية قبل مصلحة الناس الذين اختير لخدمتهم".
وقال انه "استخدم صلابته وتصميمه في صراعاته الشخصية" التي اشتملت على صراع مع امراض من بينها ورم دماغي وجراحة قلب، وصراع مع السرطان الذي قال الاطباء انه عاد ليصيبه في 2005.
وقال اوباما ان "ارلين خاض تلك المعركة لسبع سنوات اخرى بنفس العزيمة التي تحلى بها عند قتاله تمويل ابحاث الخلايا الجذعية وتوفير الرعاية الصحية لقدامى الحرب وعدد لا اخر لا يحصى من القضايا التي ستظل تغير حياة الناس لسنوات مقبلة".
اما زعيم الاغلبية في حزب الشيوخ هاري ريد، الذي عمل مع سبكتر لمدة 28 عاما في الكونغرس، فقد وصف زميله بانه "رجل معتدل. وكان دائما متحمسا ولكن كان كذلك سهل التعامل دائما".
واضاف "اميركا افضل اليوم بفضل ارلين سبكتر".
واشاد الجمهوريون كذلك بالسناتور الراحل. واشاد تشك غراسلي سناتور ايوا، الذي انتخب لمجلس الشيوخ في نفس العام" بما قال انه "عزم وارادة سبكتر للقتال بشدة" بغض النظر عن التحدي.
واضاف "كنا مختلفين وكانت اراؤنا مختلفة، ولكن كنا نتشارك في التزامنا بجعل العملية التشريعية ناجحة في مجلس الشيوخ".
ولد سبكتر الذي يدين باليهودية في 12 شباط/فبراير 1930 في ويتشيتا بولاية كنساس. ولم يحصل والده سوى على التعليم الابتدائي وكان يبيع الفاكهة والبطانيات كما كان يدير محلا للخردة.
ولكن نجله ارلين تفوق في المدرسة الثانوية وتمكن من التخرج من جامعة بنسلفانيا المرموقة، وبعد ذلك درس في كلية ييل للقانون.
وفي بداية حياته المهنية في مجال القانون عمل سبكتر في لجنة وارن التي حققت في اغتيال الرئيس السابق جون كنيدي، وكان وراء نظرية "الرصاصة الواحدة" المثيرة للجدل والتي كانت وراء النتيجة الرئيسية التي توصلت اليها الهيئة بان لي هارفي اوسوولد كان مطلق النار الوحيد على كنيدي.
واثناء توليه منصب السناتور، اثار سبكتر غضب العديد من الجمهوريين بدعمه لحقوق الاجهاض ورفضه للاذعان لرغبات حزبه الذي اصبح يميل اكثر فاكثر الى اليمين.
ونشر سبكتر مذكراته في وقت سابق من هذا العام تحت عنوان "الحياة بين اكلة لحوم البشر"، تحدث فيه بالتفصيل عن قراره دعم خطة اوباما لتحفيز الاقتصاد، وكيف ان الحزب الجمهوري تخلى عنه، وكذلك ظهور حركة حفلة الشاي اليمينية المتطرفة.
وكتب سبكتر يقول ان كلمة "التطرف" لم تعد تكفي لوصف ما يحدث، في اشارة الى موجة التشدد التي اجتاحت واشنطن في 2010.
واضاف ان "السعي من اجل النقاء الايديولوجي (...) يهدد بوقف عمل الحكومة".
وسكبتر هو السناتور الذي مثل بنسلفانيا لاطول مدة في تاريخ مجلس الشيوخ.
وصرح حاكم الولاية السابق ايد رينديل لصحيفة فيلادلفيا انكوايرر "عندما ننظر الى فترة خدمته الكاملة، نرى انه ربما عمل لفائدة بنسلفانيا اكثر من اي سياسي اخر منذ بن فرانكلين".