أورد البخاري في صحيحه حديثين عن المعوذتين سورة الفلق وسورة الناس ، وقد أثار الحديث الذي ورد عن سورة الناس جدلاً كبيراً عن كونه يقول بعدم صحة سورة الناس... ولكن في الحقيقة تأويل هذا الحديث بهذا المعنى غير منطقي....
سأورد اولاً الحديث عن سورة الفلق:
((حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عاصم وعبدة عن زر بن حبيش قال سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قيل لي فقلت" ، فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.))
ينص الحديث على أنه حين سؤال الرسول (عليه السلام) عن سورة الفلق أجاب : "قيل لي فقلت" . أي أنه لايعلم عنها أكثر من كونها قد قيلت اليه من جبريل ونقلها عليه السلام الى الناس، ذلك لأن الرسول لم يُكلف بتأويل أو تفسير القرآن وانما كُلف بتبليغه فقط.
الحديث الثاني عن سورة الناس :
((حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش ح وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبيّ بن كعب قلت يا أبا المنذرإن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا، فقال أبيّ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "قيل لي فقلت" ، قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.))
معنى الحديث الثاني مشابه لمعنى الحديث الأول، اي أن جواب الرسول (عليه السلام) الى أبيّ بن كعب عن سورة الناس :"قيل لي فقلت".
وفرق الحديث الثاني عن الحديث الأول أن أبن مسعود كان له رأي في الآية ورد بالحديث بالقول "كذا وكذا" ، ولكن أبيّ بن كعب قد أنكر على ابن مسعود رأيه، وقال أن الأفضل أن نقول كما قال الرسول عن السورة الكريمة ، بأنها قد قيلت له من جبريل وهو قالها للناس كما نزلت. هذا المعنى الواضح والمنطقي للحديث، ولايوجد أي منطق في تأويل الحديث بأن أبن مسعود قد ادعى أن سورة الناس ليست من القرآن الكريم.
والخلاصة المهمة من هذين الحديثين هو قول الرسول عنهما : "قيل لي فقلت".