بسم الله الرحمن الرحيم
((ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ۞ لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون))
صدق الله العظيم
الآية 112- 113 من سورة آل عمران
التفسير :من كتاب المتشابه من القرآن لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي ،(الطبعة اﻷولى – بيروت – لبنان – 1965)
(ضُرِبَتْ) أي أنزلت (عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) من الله بسبب حقدهم وكفرهم وسوء أعمالِهم (أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ) يعني أينما وُجِدوا (إِلاَّ) معتصمين (بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ) والحبل هو العهد والذمّة ، والمعنى ضٌرِبت عليهم الذلّة في كلّ حال إلاّ في حال تمسّكهم بحبلٍ من الله وحبلٍ الناس ، يعني ذمّة الله وذمّة المسلمين لِما قبلوه من الجزية (وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ) استوجبوه (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) أي الفقر ، والمعنى أنّهم أصبحوا كالفقراء من تقتير العيش والتزيّي بزيّ الفقراء مع أنّ أكثرهم أغنياء (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ) أي بسبب أنّهم (كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ) أي بغير ذنب أذنبوه (ذَلِكَ) تأكيداً (بِمَا عَصَوا) أمر الله (وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) أي يتجاوزون حدوده من الحلال والحرام .
113 – لَمّا نزلت الآية السالفة في ذمّ اليهود قالوا إذاً كلّ اليهود فاسقون وكلّهم في جهنّم على قولكم حتّى اليهود الذين آمنوا بمحمّد . فنزلت هذه الآية (لَيْسُواْ) اليهود كلّهم (سَوَاء) في الأعمال والأقوال بل (مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ) بالحقّ لأنّهم آمنوا وأسلموا ، و ويريد بذلك عبد الله بن سلام وأصحابه (يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ) أي يقرؤون آيات الله وهو القرآن (آنَاء اللَّيْلِ) أي في أوقات الليل (وَهُمْ) مع ذلك (يَسْجُدُونَ) شكراً لله على هدايته لهم ، ويسجدون أيضاً إذا مرّت عليهم آية فيها سجدة .