أكد ريتشارد دونهام، رئيس صحيفة ذا هوستن كرونيكل في واشنطن، ان حجم المبالغ التي أنفقت خلال حملة الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشيوخ لعام 2012 قد وصل إلى 5.8 مليار دولار أمريكي، بمقدار يتجاوز حجم الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول، مشيراً إلى أن الإعلانات التلفزيونية السياسية في القنوات الأمريكية قد تم حجزها بالكامل من قبل المرشحين.
وأشار أن هذا المبلغ يمثل زيادة بنسبة 7٪ لما تم انفاقه قبل أربع سنوات (5.4 مليار دولار أمريكي) خلال انتخابات مجلس الشيوخ والانتخابات الرئاسية التي فاز بها أوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين، والتي اعتبرت أول انتخابات رئاسية أمريكية يتجاوز فيها حجم الانفاق على الحملات الانتخابية حاجز المليار دولار أمريكي.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها المركز العالمي للصحافيين بعنوان «كم من المال تحتاج لتفوز بالانتخابات» في مركز الصحافة العالمي بواشنطن.
وقال دونهام ان حجم الانفاق في كلا حملتي المرشحين للانتخابات الرئاسية، الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني قد تجاوز فعلاً حاجز المليار دولار أمريكي، منوهاً إلى أن انفاق كلا المرشحين قد يصل إلى ملياري دولار أمريكي في نهاية المطاف.
وتابع إنه «على الرغم من أن الحملات الانتخابية مكلفة للغاية، إلا أن هذا الثمن الباهظ في ارتفاع سريع. إن الحملة الانتخابية لمجلس الشيوخ في ولاية ماساتشوستس على سبيل المثال، أصبحت تكلف 66 مليون دولار أمريكي، وهذا في السابق يمثل أكثر من حجم ما ينفقه المرشح الرئاسي في حملته الانتخابية في جميع الولايات سابقاً».
وبخصوص الانتخابات البرلمانية، قال دونهام «إن حجم الانفاق في حملات انتخابات البرلمان أصبح يصل لعشرين مليون دولار أمريكي، فيما كان المرشح لانتخابات البرلمان قبل عشرين عاما ينفق مليون دولار أمريكي فقط في العاصمة واشنطن خلال حملته الانتخابية. وكذلك حملة انتخابات مجلس الشيوخ، لقد كانت في السابق تبلغ 5 ملايين فقط». وذكر دونهام أن عجلة الزيادة في تكلفة الحملات الانتخابية تسير بشكل أسرع من حجم التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن أسباب هذه التكلفة الباهضة للحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، قال دونهام ان السبب يعود إلى أن المرشحين أصبحوا ينفقون أموالا هائلة على وسائل اعلامية جديدة مثل الاعلانات التلفزيونية، التي تعتبر إحدى أكثر أساليب الاعلانات تكلفة. وبخصوص طريقة جمع أموال الحملات وانفاقها قال دونهام «هناك في بعض الولايات الأمريكية لا ترى أي إعلان لأي مرشح وذلك لأنها محسومة مسبقاً، فمثلاً ولاية تكساس فهي محسومة للجمهوريين، وكذلك كاليفورنيا فهي محسومة للمرشحين الديمقراطيين. فهاتين الولايتين يستخدمهما الحزبان بشكل أساسي لجمع الأموال، ومن ثم يقومون بإنفاقها في الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا وأوهايو».
وبخصوص أهم المتبرعين للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، أشار دونهام إلى ان الأشخاص الذين يعملون في القطاع المالي هم أهم الداعمين لميت رومني، والأشخاص الذين يعملون في مجال القانون هم أهم الداعمين لأوباما.
ولكن دونهام أشار إلى أنه على الرغم من أهمية وجود المال في الحملات الانتخابية، ولكن ليس من الضروري أن الأشخاص الذين لديهم مال أكثر هم الذين سيفوزون، مستدلاً على ذلك بفوز بيل كلينتون في انتخابات 1992 عندما كان أقل المرشحين انفاقاً