في مجتماعتنا العربية والأسلامية، ترتبط الخرافة بالدين ارتباطاً وثيقاً حتى اننا نرى أن كثيراً الناس لم تعد تفرق بينهما، فليس من الغريب أن نرى أشخاصاً من المفروض أنهم على درجة عالية من الثقافة ، ولكنهم يفعلون ويقولون أموراً غريبة لايعرفون لها أصلاً أو أساساً ولاحتى يحدثون أنفسهم عن أسباب أفعالهم. عندما نسمع عن هذه الأمور لاتبدو أكثر من كونها تعاويذ أو وصفات سحرية معينة يفعلها الصغار والكبار النساء والرجال يصورة طبيعية واعتيادية.
سنذكر في هذا الموضوع ان شاء الله بعضاً من هذه الخرفات لها علاقة بالزواج، وكذلك أي من الأعضاء الكرام يستطيع أن يضيف أي حالة أو ظاهرة تندرج تحت نفس المسمى.
سأبدأ من الحالات والأفعال الغريبة التي نراها تحدث وقت مايسمى بالعقد الشرعي أو عقد السيد أو عقد الشيخ. المسميات تختلف بأختلاف الطوائف ولكنها تتشابه في النهاية في كونها لاأساس لها ولامنطق أو عقل.
هذا مثال للتقاليد منقولة من أحد المواقع :
أولاَ نلاحظ أن كل ما ذكر من أفعال (بأستثناء قراءة سورة يس) لاتمت الى الدين بصلة.تجلس العروس في غرفة مغلقة تضم قريباتها وقريبات العريس على وسادتين قديماً أو على كرسي في الوقت الحاضر ، وأمامها سجادة الصلاة باتجاه القبلة . وترتدي ملابس بيضاء ، وعلى رأسها غطاء ابيض (البرگع) وتحف بها النساء . وهناك قدح فيه ياس وماء ، تضع العروس كعبها في الماء ، ويتخلل أصابع يديها ورجليها الهيل . وتوجد في الغرفة صينية تحتوي على سبعة أشكال هي : هيل ، ونبات ، وزرقيون ، وچويت ، وكمون ، واضافر الجن ، وحبة سودة ، وصينية أخرى تحوي على اللبن والخضروات والخبز . ويوجد صحن يوضع فيه الملبس لينثر على الرؤوس . وتمسك العروس بيديها القرآن الكريم لتقرأ سورة ياسين ، وان لم تعرف القراءة فانها تنظر السورة المذكورة . وهناك شمعة مضاءة و(طاسة) فيها الحناء تعجن بالماء . وتحضر (الملّة) فتقرأ لها دعاء قلعة ياسين . وبعد ذلك يطلب حضور رجل الدين لاجراء مراسيم العقد الشرعي ولدى حضوره يجلس أمام باب الغرفة المغلقة ، ويبدأ موجهاً خطابه الى النساء (حاضرون) فينقطع كلام النساء ، ويقول : بسم الله الرحمن الرحيم . ثم يقرأ آية من القرآن الكريم خاصة بالزواج ، ومن ثم يخاطب العروس بقوله :
زوجتك يا فلانة بنت فلانة على فلان بن فلان بمهر معجل قدره (كذا) دينار عملة عراقية ومؤجل قدره (كذا) دينار عملة عراقية ، فان قبلت بذلك فقولي نعم انت وكيلي .
ثم يعيد العاقد الصيغة اللفظية اثنتي عشرة مرة أو اربعة عشرة مرة تيمناً بالمعصومين . وهنا تطلب العروس حضور ولي أمرها ، ليأذن لها بالموافقة فتقول (نعم أنت وكيلي) وهنا تتعالى زغردة النسوة . وكانت العروس تُلَبّس القلادة الذهبية من قبل احدى قريبات العريس . أما في الوقت الحاضر فان العريس هو الذي يقوم بالباس القلادة للعروس ، ويطبع قبلة على وجهها وسط زغردة النسوة وفرحة الاهل والاصدقاء ويجلس معها فترة زمنية قصيرة في غرفة خاصة للتحدث معها .
وبعد ذلك تُقدّم ورقة زواج شرعية من قبل العاقد ، تسمى (اذن نامه) وبموجبها يثبت الزواج بصورة رسمية . ثم يجلب القاضي الى الدار لتسجيل العقد في السجل الرسمي للمحكمة ، أو ان يذهب الزوجان الى المحكمة الشرعية وتمنح له عدة نسخ من الوثيقة لتأشير ذلك في دفتر النفوس . وفي حالة عدم تسجيل ذلك لم يستطع رب البيت الحصول على دفاتر النفوس لأولاده في المستقبل .
ثانياً تضع العروس رجليها في ماء به ياس، وذلك حتى تصبح رجلها "خضرة" على العريس(أي حتى لاتكون قدمها نحس على العريس)!
ثالثاً السبع أشكال التي توضع في الصينية الأولى وهي : هيل ، ونبات ، وزرقيون ، وچويت ، وكمون ، واضافر الجن ، وحبة سودة ... لانعرف لماذا ومالغرض منها ..واذا ماكانت من بقايا ديانات وثنية قديمة؟
رابعاً الصينية الثانية تحتوي اللبن والرزأو الخبز والخضروات، وأيضاً ما دخل هذه الأمور بطقوس الزواج؟؟؟! هل ستكون ضمن وجبة الطعام الخاصة بالأحتفال؟؟!