بسم الله الرحمن الرحيم
ذات يوم ذهب صديقي لأحد الأطباء لآنه كان مريض فأعطها الطبيب وصفه طبيه وأمره أن يأخذ الدواء من صيدليه معينه فذهب ألى نفس الصيدلية التي قال له الطبيب عنها فأخذ الدواء من الصيدلي فأمره الطبيب بأخذ الدواء بأوقات محدده وعليه الالتزام بها وفعلاً التزم بالوصفة والوقت فقلت له لماذا تلتزم بقول الطبيب هل تعتقد أن الطبيب افضل منك بمعرفة أمور صحتك قال بالطبع افضل مني فقلت له كيف ذلك قال لأنه طبيب مختص وقد أفنى عمره بهذا المجال فقلت له وهل هذا سبب كافي يجعلك تلتزم قوله وتعليماته ,,, فقال نعم أنه هذا سبب وجيه وكافي وهذا حال اغلب الناس و بمختلف الشرائح .
ولكن سبحان الله لو سألت أي فتاة غير محجبة عن سبب عدم تحجبها لقالت لست مقتنعه بالحجاب والدين مسألة قناعات ولو سألت شاب لماذا لا تصلي لكان جوابه نفس الجواب أو هنالك اختلاف أذن من هذا يتبين أن الناس لبعضهم عبيد عبودية العقل لا الجسم وهنالك توجد فئه عبودية الجسم والعقل .
وحقيقه الأمر أن عبودية العقل اهم من عبودية الجسم فقد تجد أنسان يصلي وهو يعمل بالربا وإذا قلت له أن هذا حرام لتشاجر معك وعنفك على قول قد قاله الله ووضحه ولم يجد عليه غبار [ قَالُوا۟ إِنَّمَا الۡبَيۡعُ مِثۡلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ](البقرة:275)
وهكذا هنالك الكثير من الأمور التي تدل على أن اكثر البشر لا تملك العبودية العقل وان كانت تملك او تستطع ان تسيطر على عبودية الجسم وفي حقيقه الأمر فأن الله يرد على مثل هذا الأمر في آيه من اروع ما تخطر على بال أي شخص[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ ادۡخُلُوا۟ فِى السِّلۡمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَاتِ الشَّيۡطَانِ إِنَّهُ لَكُمۡ عَدُوٌّ مُّبِينٌ](البقرة:208)
وجاء في تفسير معنى هذه الآية في كتاب المتشابه من القرآن لمفسر القرآن والكتب السماوية للراحل ( محمد علي حسن الحلي)
أسلم قوم من اليهود ثمّ حرّموا على أنفسهم لحم الإبل وذلك لِما اعتادوا عليه في اليهوديّة ، فأنزل الله فيهم هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ ) أي في الاستسلام والانقياد لأوامر الله (كَآفَّةً ) أي جميعها ، والمعنى : إنقادوا لجميع أوامر الله فلا تأخذوا بعضها وتتركوا الأخرى (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) أي ولا تلازموا العادات التي خطّها الشيطان وسنّها لكم (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) أي ظاهر العداوة .
فمن غير الممكن ان نأخذ ما يحلوا لنا ونترك ما لا نرغب به وهذا هو حال اكثر الناس تأخذ من الدين جزء وتترك اغلبه وهذا سببه عدم عبودية العقل لله وحب العناد والمجادلة له سبحانه وتعالى
فسحبنا الله ونعم الوكيل
هذا والله أعلم واكرم والسلام عليكم