من بين اكثر الأمور غرابة هو ما تقرأهُ في كتاب الكون والقرآن وا قاله المرحوم بأذن الله تعالى ( محمد علي حسن الحلي )
وهذه المعلومة بحد ذاتها هي بيان على أن المرحوم ( محمد علي حسن الحلي ) هو من بين القلائل الذين قالوا و بتوا بأمر وجود خلق اخرون من البشر دون أن يميز احد بالخلق لان هذا سر من أسرار الله فالله هو الذي بيده أمر التفضيل بين الخلق في هذا الكون الفسيح الذي لايعلم مبدأه ولا منتهاه الا الله جل في علاه فالقول بأن فلان من خلق الله هو افضل ما خلق الله هو ظلم للنفس أولاً لان قائلها وكانه علم باليقين والدليل القاطع أن الله لم ولن يخلق افضل وعلى خلق من هذا الموصوف بأنه افضل الخلق ولهذا فان لهذا الموضوع من الأهمية التي لا تقف عند حد معين بل هي مستمره باستمرار الخلق والله لم يعين بكتابه انه أوقف الخلق ولم يبين متى بداء الخلق أو أول ما خلق فالله وحده العليم بهذه الأمور [ أَوَ لَمۡ يَرَوۡا۟ أَنَّ اللّهَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرۡضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخۡلُقَ مِثۡلَهُمۡ وَجَعَلَ لَهُمۡ أَجَلاً لاَّ رَيۡبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا ](الإسراء:99)السيّارات المسكونة
إنّ الكواكب السيّارة أراضٍ كأرضِنا هذه ، وفيهنّ جبال وبحار وأنهار وأشجار وبساتين وغير ذلك مِمّا في أرضنا ، وفيهنّ حيوانات وأنواع البشر يعقلون ويعبدون الله ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الروم {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ}، وقال تعالى في سورة الرعد {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*} ، وقال تعالى في سورة الإسراء {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .. إلخ}، وقد سبق القول بأنّ السموات والأرض يريد بِها الكواكب السيّارة ، وقال عزّ من قائل في سورة مريم {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا . وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا .}، وقال تعالى في سورة المؤمنون {وَلَو اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ .. إلخ }، وقال تعالى في سورة النــور {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. إلخ } ، وقال تعالى في سورة النمل { أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } فالخبء يريد به النبات لأنّ الحبّة تختبئ في الأرض ثمّ تخرج زرعاً . وقال عزّ وجلّ في سورة الشورى {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُو عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} ، وقال تعالى في سورة الرحمن {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُو فِي شَأْنٍ}، وقال تعالى في سورة الحشر { يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، وكثيرٌ من الآيات غير ما ذكرناه تدلّ على أنّ السيّارات مسكونة .
هذا والله اعلم واكرم
والسلام عليكم ورحمه الله