السيّارات المسكونة
إنّ الكواكب السيّارة أراضٍ كأرضِنا هذه ، وفيهنّ جبال وبحار وأنهار وأشجار وبساتين وغير ذلك مِمّا في أرضنا ، وفيهنّ حيوانات وأنواع البشر يعقلون ويعبدون الله ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الروم {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ}، وقال تعالى في سورة الرعد {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*} ، وقال تعالى في سورة الإسراء {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ .. إلخ}، وقد سبق القول بأنّ السموات والأرض يريد بِها الكواكب السيّارة ، وقال عزّ من قائل في سورة مريم {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا . وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا .}، وقال تعالى في سورة المؤمنون {وَلَو اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ .. إلخ }، وقال تعالى في سورة النــور {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .. إلخ } ، وقال تعالى في سورة النمل { أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } فالخبء يريد به النبات لأنّ الحبّة تختبئ في الأرض ثمّ تخرج زرعاً . وقال عزّ وجلّ في سورة الشورى {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُو عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} ، وقال تعالى في سورة الرحمن {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُو فِي شَأْنٍ}، وقال تعالى في سورة الحشر { يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، وكثيرٌ من الآيات غير ما ذكرناه تدلّ على أنّ السيّارات مسكونة .
ملاحظة : الموضوع منقول من كتاب ( الكون و القرآن ) لمؤلفه محمد علي حسن الحلي رحمه الله المطبوع سنة 1366 هجرية الموافق 1947 ميلادية ، وتجدوه على الرابط التالي :
http://quran-ayat.com/kown/index.htm#السيّارات_المسكونة_