بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
ورد في كتاب الانسان بعد الموت لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي
القلب المادّي لا يعي ولا يفهم وإنّما الفهم والإدراك يكون للفؤاد أي لقلب النفس ، وبعبارة أخرى أقول أنّ النفس هي التي تسمع وتبصر وتتكلّم وتعي وتعقل ، أمّا الجسم فإنّه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل ، فالجسم ما هو إلاّ قالب تكوّنت فيه النفس ، فمثال ذلك كمثل بيضة تكوّن فيها فرخ ، فالجسم مثله كمثل قشر البيضة ، والنفس مثلها كالفرخ الذي تمّت خلقته داخل القشر ثمّ خرج منه ،
نستنج من هذا ان القلب اداة للعقل والفهم ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )).الآية 46 من سورة الحج(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال: 1(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد: 24 بعد كل هذا يتبين ان الفؤاد ( الذي هو قلب النفس ) يفهم ويدرك فالقلب المادي للجسم هو اداة لترجمة وعي وادراك الفؤاد كما الفم اداة لتكبير الصوت الصادر من فاه النفس
.................................................. .................................................. .................................................. .
و الحمد لله الذي علمنا ما لا نعلم على يد معلمنا المرحوم محمد علي حسن الحلي