الحج قبل 100 عام


بقلم: السيد حسام الدين صفوت

بسم الله الرحمن الرحيم ” رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ “
مع قدوم موسوم الحج كل عام تتوحد مشاعر المسلمين في كل مكان ، وتزداد مشاعر الحنين والشوق لديهم لاداء فريضة الحج ، فيأتون من كل فج عميق قاصدين بيت الله الحرام ، ذاهبين في رحلة أفئدة مخلصة الي الله ، وأرواح مشتاقه للقائه .
رحلة الحج من مصر قبل مائة عام :


في الاسبوع الآخير من شهر شوال تنطلق قافلة الحج المصري ، وسط احتفالات عظيمة ، تتم تحت أشراف حاكم مصر ، وتقطع المسافة في حوالي 37 يوم .
ويتقدم القافلة موكب المحمل الشريف ، في حضور كوكبة من كبار رجال الدولة ، ويحيط به الجنود في ازهي ملابسهم ، كذلك الاهالي علي مختلف اعمارهم .
لم يحظ بلد بشرف صناعة الكسوة الشريفة تاريخيا كما حظيت مصر وذلك طوال قرون لم تنقطع إلا في فترات تاريخية قليلة ولأسباب سياسية فقد ظلت مصر منذ ما قبل الإسلام تصنع كسوة الكعبة في مدن تنيس وشطا بدمياط وكان ذلك بفضل جودة “النسيج القباطي” الذي عرف بذلك نسبة إلي أقباط مصر.
كما أقيمت في فترة لاحقة دار الطراز بالإسكندرية. ثم في منطقة الخيامية. حتي نقلت الملكة شجرة الدرة صناعة الكسوة إلي قاعة خاصة في قلعة الجبل ولما جاءت الحملة الفرنسية انتقلت صناعة الكسوة إلي بيوت بعض الأعيان ولم يتم إرسال الكسوة إلي الكعبة خلال سنوات الحملة وتمت تعرية الكعبة من كسوتها خلال سنوات الحملة الفرنسية الثلاث حتي تولي محمد علي حكم البلاد. وقام بإرسال الكسوة التي ظلت طوال السنوات الثلاث في المشهد الحسيني. كما أعاد محمد علي عملية تصنيع الكسوة إلي القلعة حتي أنشأ دار الكسوة في حي الخرنفش ببا ب الشعرية عام 1818م والتي تم فيها عمل الكسوة الشريفة طوال 138 عاما متصلة فيما عدا عشر سنوات ( 1926ــ 1936) تم تنفيذها في السعودية وذلك حرصا من الدولة الوليدة علي تأكيد سيادتها وزعامتها الروحية علي منطقة الحرمين.
وفي عام 1926 تعرضت بعثة الحج المصرية لمضايقات عديدة وتم الاعتداء عليها من جانب(,,,,,,,,,) اعتراضا علي العروض المصرية المصاحبة بالموسيقي والأبواق. وكانت المرة الأخيرة التي تصنع فيها الكسوة بمصر عام 1962وذلك بسبب الخلافات السياسية مع الجانب السعودي .



صور للكعبة تزين جدران البيوت :


( تم حذف الصورة من قبلي )
صور للكعبة تزين جدران البيوت إلى جانب رسوم للمسجد النبوي وشخصيات بملابس الإحرام ومناظر لطائرة وسفينة وجمل ، آيات قرآنية بخطوط متنوعة .
هكذا يحتفل المصريون في القرى والمناطق الشعبية بموسم الحج ، وفقاً لموروث ثقافي منذ مئات السنين ، ويتباري المصريون خلال في الإعلان عن أدائهم لتلك الفريضة من خلال تزيين واجهات منازلهم برسوم وعبارات تتعلق بمناسك الحج وزيارتهم للأراضى المقدسة ، ويري البعض أن تلك المظاهر نوع من التفاخر والتعبير عن الحب المتوارث من المصريين للحج كفريضة عليه أدائها ، ويتولي رسم هذه المناظر فنانون شعبيون بطريقة فطرية وتلقائية .




منقول